التغيير الوزاري

Author

التعديلات الوزارية .. وتطوير آلية التنفيذ

|
لا شك أن التغيير في أغلب الأحيان يأتي بالخير لأنه يحمل دماء جديدة وحماساً إيجابياً.. كما أن تحريك المياه يؤدي إلى صفائها وتخلصها من مخلفات الركود الطويل ومن هذا المنطق فإن المراسيم الملكية التي صدرت يوم أمس قد استقبلت من المواطنين بالتفاؤل.. خاصة وهي تأتي في مرحلة تتطلب أن يكون رتم الحركة التنموية أسرع من ذي قبل، حيث حركة البناء مستمرة في ظل تخوف من نقص الموارد المالية ولذا فإن أي بطء في تنفيذ المشروعات يعني زيادة التكاليف.. وكلمة حق لا بد أن تقال بحق المسؤولين الذين تركوا كراسي المسؤولية بأنهم جميعا بذلوا جهدا سيظل في ذاكرة المواطن.. ومهما حدث من تقصير أو أخطاء فإنها في حدود ما يتعرض له كل مجتهد وكل عامل.. ومن المهم أن يستفاد من تلك الملاحظات لمن تسلموا المسؤولية وعلى المسؤول السابق ألا يبخل بإعطاء ما لديه من ملاحظات عن المرحلة السابقة، وواجب المسؤول الحالي أن يتقبلها ويستفيد منها. وبذلك يسود مبدأ الاستمرارية من أجل البناء.. دون أن تتوقف العجلة عند كل تغيير لتبدأ من جديد. ففي هذا التوقف تعطيل لا نريده لمسيرتنا في جميع مجالات التنمية.. خاصة الصحة والتعليم والقضاء وهي أهم المجالات التي شملتها التعديلات. الخلاصة: من المؤمل أن يواكب هذا التغيير تطويرا لآليات التنفيذ لدى الأجهزة الحكومية، وأن يعلن كل مسؤول جديد عن برنامج لتطوير آليات التنفيذ في المرفق الذي عين به مما يضمن سرعة تنفيذ المشاريع والبرامج والخطط بعد نشرها عبر وسائل الإعلام لكي يصبح المواطن عونا للقيادة في متابعة تنفيذها. وأخيرا: ما بال إعلامنا لا يواكب أحداثنا وأي حدث أهم مما صدر يوم أمس من مراسيم ملكية.. ومع ذلك قامت قناة فضائية خارجية بالسبق والإشارة إلى التعديلات.. ثم أتبعت ذلك بتغطية شاملة ولقاءات سريعة مع بعض الذين تم تعيينهم في مراكز مهمة.. بينما التلفزيون السعودي بجميع قنواته اكتفى بإذاعة المراسيم ثم انصرف إلى برامج عادية.. دون أي تغطية يحس معها المشاهد أن هناك حدثا غير عادي يوجب المواكبة والتحليل.
إنشرها
د. القناوي: ثقة أعتز بها .. ومشاريع صحة الحرس في مقدمة اهتماماتي

د. القناوي: ثقة أعتز بها .. ومشاريع صحة الحرس في مقدمة اهتماماتي

أكد الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي الذي تم تعيينه مديرا عاماً تنفيذياً للشؤون الصحية في الحرس الوطني...

Author

أوامر ملكية تستهدف التفاعل مع "التغيير"!

|
يعتبر التعديل الوزاري والتغييرات الإدارية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس على درجة كبيرة من الأهمية، إذ إنها تأتي في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات ستطال كل أطراف المجتمع. ولذلك كان التعديل يتلمس التعامل والتفاعل مع المتغيرات يما يتناسب والدور الكبير الذي تضطلع به الحكومة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. ولاشك أن نصيب السلطة القضائية من التعديلات والتقنينات كان نصيب الأسد، بحيث نستطيع القول إن الأوامر الملكية الكريمة التي طالت السلطة القضائية قد أعادت هيكلة المؤسسات الدينية بما يتناسب مع المتغيرات المحلية والإقليمية، وكلنا يعرف أن نظام القضاء الجديد لم ير النور بصورة كاملة، وما تم تنفيذه لم يحقق الأمل الذي كان الجميع يتطلع إليه. ولذلك فإن المطلوب من وزير العدل الجديد أن يسعى ما وسعه الجهد لبناء الأرضية المناسبة ووضع النظام موضع التنفيذ. ولاشك فإن المرحلة المقبلة تحتاج إلى إعادة تقنين دور هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التي اصطدمت أخيراً بالكثير من المستجدات وأدت إلى ما يشبه الجفوة بين الحكومة والمجتمع، وهي جفوة لم تكن موجودة أصلاً، إذ إن التلاحم بين الحكومة والمجتمع هو سيد الموقف دائماً وأبداً. وإذا كنا على الصعيد الاقتصادي نتطلع إلى جذب الرساميل الأجنبية، فإنه كان يجب أن نهيئ الأرضية القانونية لطمأنة الاستثمارات الأجنبية للدخول في حلبة المنافسة على المشاريع والبرامج التي تطرحها حكومة المملكة العربية السعودية أمام المستثمرين الأجانب. وإذا كان القضاء قد حظي بتغييرات محورية، فإن التربية والتعليم قد حظيت باهتمام كبير، حيث قضى الأمر الملكي بتغيير وزير التربية والتعليم بوزير آخر. ودون أن نذكر الأسماء، فإن الوزير الجديد كما تابعناه يتمتع برؤية تربوية وتعليمية تجعلنا نتوخى منه أن يدفع بالمسيرة التعليمية والتربوية قدماً إلى الأمام، لاسيما أن مخرجات التعليم في السنوات المتعاقبة قد أصبحت شديدة التواضع وتحتاج إلى إعادة تمكين وتقوية. ولا أود أن أقف طويلاً إلى المؤسسات التعليمية وسلسلة الانفلاتات والأحداث المأساوية التي نشبت بين المعلم والتلميذ، وهي أحداث باتت تلوكها الصحف يومياً، وطالما أن مؤسسات التعليم هي قلاع العلم والأخلاق، فإن هذه المؤسسات في أمس الحاجة إلى إعادة ضبط وربط ونظام. إن اهتمام السياسة التعليمية بالعلوم الدينية أمر محمود ومرغوب ومشروع، ولكن يجب أن لا يكون على حساب علوم العصر الذي نعيشه كعلوم الطب والفضاء والكيمياء والأحياء والطبيعة والآثار، وما إلى ذلك من علوم تدعم علومنا الدينية وتقويها. ولعل التغيير الذي طال وزارة الثقافة والإعلام هو حلقة من حلقات الإصلاح الإداري الذي كانت تستهدفه الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين بالأمس، وحقيقة نقول إن موقف المملكة من بعض الأزمات الإقليمية كان ضبابياً وغير واضح، كما إن الإنجاز على صعيد الثقافة يحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة. ولاشك أن الشباب السعودي يعيش مرحلة من أخطر المراحل إذ إن العالم يعيش فورات ثقافية ومعلوماتية تحتاج إلى مواجهات حتى لا تخترق عقول الشباب وتؤثر سلباً في هويته العربية الإسلامية. ويجب ألا ننسى إن المسألة الاقتصادية تأتى عند خادم الحرمين الشريفين في قمة الأولويات، حيث إنه يرأس المجلس الاقتصادي الأعلى، كما أنه كان دائماً وأبداً يهتم بجميع أطراف النشاط الاقتصادي. ولذلك فإن الهدف من تغيير محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي هو مواصلة البحث عن مواقع جديدة للاقتصاد الوطني في ظل أزمة مالية عالمية تهدد عالمية الأداء الاقتصادي السعودي، وتعتبر مؤسسة النقد العربي السعودي هي مفتاح الدخول إلى أنشطة الاقتصاد الوطني. إن الاعتمادات المالية الهائلة التي توافرت لوزارة الصحة في أمس الحاجة إلى دماء جديدة تأخذ بهذا المرفق إلى المقدمة، حيث تصبح فيها الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية أفضل بكثير من الخدمات الصحية التي تقدمها مستشفيات القطاع الخاص لسبب بسيط وهو أن الحكومة قد وفرت المال والرجال، وحان الوقت كي يتحرك الرجال بأموال الحكومة إلى المقدمة لا إلى مواقعهم السابقة في المؤخرة. وهكذا نستطيع القول في عجالة إن التعديل الوزاري والتعديلات في الإدارة العليا التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز البارحة لم تكن لتستهدف أحداً بعينه، وإنما جاءت في وقتها المناسب وفى المواقع التي يجدر أن يحدث فيها التغيير لمواجهة التحديات والمستجدات.
إنشرها
الجريسي : التشكيل الوزاري الجديد سيزيد فاعلية الجهاز الإداري ومواكبة التطورات العالمية
الجريسي : التشكيل الوزاري الجديد سيزيد فاعلية الجهاز الإداري ومواكبة التطورات العالمية

اعتبر عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، أن الأوامر الملكية الجديدة...

ملفات تربوية على طاولة وزير التربية الجديد.. مشروع "التطوير" والمدارس المستأجرة والعلاقة مع المعلمين
ملفات تربوية على طاولة وزير التربية الجديد.. مشروع "التطوير" والمدارس المستأجرة والعلاقة مع المعلمين

بينما يباشر الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم الجديد، عمله في الوزارة، لرسم مستقبل نحو...

خبراء: تعدد المذاهب في هيئة كبار العلماء.. وتعيين امرأة في "التربية والتعليم" أبرز القرارات
خبراء: تعدد المذاهب في هيئة كبار العلماء.. وتعيين امرأة في "التربية والتعليم" أبرز القرارات

أوضح الدكتور خالد الدخيل الأكاديمي والناشط السياسي، أن التغيير الذي شمل المراكز القيادية في عدد من الوزارات...

Author

منعطف مهم في مسيرة القضاء .. تطوير الجهاز نظريا وعمليا

|
التنظيم الجديد للقضاء جاء على شكل حزمة تشريعية تشمل نظامين رئيسين هما نظام القضاء ونظام ديوان المظالم ذلك أن إعادة الهيكلة تتسم بالعموم والشمول لكل ما له علاقة بالقضاء، ونحن اليوم أمام تشريع جديد يلبي الاحتياج النظري والعملي نحو تطوير الجهاز القضائي، وبالتالي فإن المتوقع أن تنال المحكمة الإدارية العليا نصيباً وافراً من الاهتمام فهي تقابل محكمة النقض، ويطعن أمامها في الأحكام المستأنفة وفق ضوابط دقيقة حددها النظام فهي درجة ثالثة من درجات التقاضي، والطعن أمامها يعد من طرق الطعن غير العادية، كما هو مستقر عليه قضاء، كما أن رئيس المحكمة الإدارية العليا بالديوان سيكون بمرتبة وزير وسينوب عن رئيس الديوان في مجلس القضاء الإداري الذي حل محل مسمى لجنة الشؤون الإدارية، كما أن المجلس سيتكون من رئيس الديوان رئيساً ورئيس المحكمة الإدارية العليا عضوا، وأقدم نواب رئيس المحكمة الإدارية العليا عضوا، وأقدم نواب رئيس الديوان وأربعة قضاة ممن يشغلون درجة قاضي استئناف يسمون بأمر ملكي، كما أن الاختصاص الولائي للديوان أضيف إليه النظر في الدعاوى المتعلقة بالحقوق المقررة في نظم الخدمة العسكرية والنظر في دعاوى إلغاء القرارات التأديبية وقرارات المجالس التأديبية وقرارات اللجان شبه القضائية والقرارات التي تصدرها جمعيات النفع العام المتصلة بنشاطها، كما أضاف النظام الاختصاص العام للديوان، وذلك بالنظر في جميع المنازعات الإدارية دون استثناء. #2# وما يجب أن تتوجه نحوه أقلام المتخصصين هو توضيح ما تضمنه التشريع الجديد، فقد تم استحداث محاكم الاستئناف في القضاء العادي (المحاكم الشرعية) والقضاء الإداري (ديوان المظالم)، والاستئناف درجة قضائية جديدة، بل هي مصطلح جديد يدخل إلى قاموسنا الحقوقي وهو تأكيد على أن للمتقاضين ألحق في فرصة قضائية ثانية أمام محكمة أعلى ومن قضاة لديهم الصلاحية في نظر الموضوع برمته ومن جميع جوانبه، وهذا أيضاً حق للخصوم، ومطلب عادل وعامل مساعد في التأكد من إصابة الحق وسلامة الحكم وعدالة القرار. إن وجود محاكم استئناف يخلق تكاليف عالية وحاجة ماسة إلى كوادر قضائية، أما الإمكانات الإدارية فإنها عبء آخر، ولكن ولي الأمر قد عقد العزم على تطوير القضاء ووضع مشروعا وطنيا يتناسب مع الزيادة المطردة في حجم الأعمال وتحقيق الحماية المثالية في صورتها الفلسفية والنظرية مع تأكيد على الجهات المختصة، ومنها وزارة العدل لأخذ هذا المشروع والسير به قدماً لتحقيق الهدف الرئيس وهو وجود هيكل قضائي لدولة بحجم المملكة يعكس عدالة الشريعة وسلامة القصد وأهمية الغاية. إن مسألة رقابة القضاء على ما تصدره محاكم الدرجة الأولى ستتوافر بما يحقق ضمان سلامة الأحكام من ناحية، وارتفاع الأداء المهني لأعمال القضاة بصورة عامة من ناحية أخرى، أما مسألة نشوء المبادئ القضائية فإنها ستتركز على تلك القواعد والضوابط التي تعتمدها محاكم الاستئناف، سواء في ديوان المظالم أو المحاكم العامة. إن إيجاد درجة استئناف بكامل تشكيلها في الجهتين تعد منعطفا مهما في مسيرة القضاء السعودي، حيث سيكون قضاة الاستئناف هم الأعلى تأهيلاً وخبرة، وسيتطلب ذلك تعيين عدد كبير من القضاة في المحاكم والاستعانة بالكفاءات المؤهلة ذات الخبرة العملية وتوفير الإمكانات المادية والإدارية التي تساعد المحاكم على حسن الأداء والسرعة في الفصل في الدعاوى المطروحة أمامها. #3# إننا متفائلون بأن يكون لدينا جهتان قضائيتان فقط هما ديوان المظالم والمحاكم العامة وأن يصل التطور القضائي في المملكة إلى مرحلة تأوي اختصاص تلك اللجان الإدارية إلى قاضيها الطبيعي في ظل إحدى الجهتين القضائيتين، ولكن ذلك لن يكون بالتمني، بل بالتخطيط الجيد والمدروس الذي يبدأ في مرحلة إعداد الطالب في الجامعة ليكون قاضياً له مدارك واسعة ونفس رحبة وتهيئة علمية شرعية وحقوقية يمزجها بتجربة عملية لكي يكون قاضياً يؤثر إيجاباً في سير العدالة، وهي مرحلة مقبلة لا شك في ذلك، ولكنها تتطلب المبادرة من الجهتين القضائيتين ديوان المظالم والمحاكم العامة ومن الجامعات التي تؤهل الكوادر القضائية. ولأن برنامج إعادة هيكلة القضاء هو مشروع وطني يتبناه الملك شخصياً، فإنه يهدف في نهاية المطاف إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح، فالمرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة تتميز بالتحديات وضرورة أن نكون أقرب إلى الوضع المثالي الصحيح لضمان سير الأمور القضائية في مسارها الصحيح. ولعل البداية كانت بإصدار الأنظمة العدلية وهي نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة وهي أنظمة كفلت سلامة الإجراءات ووضوحها، ولكن الخطوة الأخرى أخذت طريقها بإصدار نظامين لمواجهة تعقيد الدعاوى القضائية وتزايد أعدادها، خصوصاً مع مرحلة الانفتاح على الاستثمار الأجنبي في الأنشطة التجارية التي ستكون رافداً للاقتصاد الوطني وداعماً لزيادة الدخل القومي. إن وضع القضاء التجاري وإنشاء محاكم مرورية وعمالية ومحاكم للأحوال الشخصية يعتبر قفزة كبيرة في تاريخ القضاء السعودي، بل إن أوضاع القضاء سيعاد ترتيبها بالكلية بحيث يبقى ديوان المظالم جهة اختصاص ولائي في القضاء الإداري فقط بحيث ينظر في منازعات العقود الإدارية والطعن في القرارات الإدارية أي أنه سيكون قضاء تعويض عن أعمال الإدارة وطعن وتظلم من قراراتها وسيحال ما عدا ذلك من اختصاصات قضائية إلى المحاكم العامة. وإذا كانت المحاكم العامة، وكذلك الجزئية قد قطعت شوطاً لا بأس به في سبيل تطوير أوضاعها وتحسين آليات عملها، فإن ذلك يعتبر من المهام التي تتولاها حالياً وزارة العدل في سياق توجيه كريم من المقام السامي، ولكن ما لا يقل أهمية عن ذلك أن يتم النظر بصرامة وحزم إلى تلك اللجان الإدارية التي تمارس القضاء، وهي ليست بقضاء فليس العاملون بها من القضاة الذين لهم الاستقلالية ووضع وظيفي وإشراف قضائي يؤهلهم للفصل والبت والحكم في القضايا التي تعرض عليهم، وبالتالي يجب نقل اختصاص تلك اللجان إلى القضاء العادي، حيث يمكن الاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة التي يسمح وضعها بتحويلها إلى القضاء ضمن هيكله الإداري والوظيفي.
إنشرها