من كوبنهاجن إلى جدة .. نيبور ينجو من الموت
ألف توركيل هانسن كتاب "من كوبنهاجن إلى صنعاء"، المنشور في الدنمارك عام 1962م، وترجم إلى الإنجليزية ونشر بعنوان "العربية السعيدة" عام 1964م، ثم ترجمه إلى العربية عام 1968م محمد أحمد الرعدي ونشر في اليمن. وهذا الكتاب يحكي قصة البعثة العلمية التي أرسلها ملك الدنمارك فريدريك الخامس إلى شبه الجزيرة العربية، وقد مات جميع أعضاء هذه البعثة أثناء رحلتهم ولم ينج منهم سوى كارستن نيبور، وقد سجل نيبور تفاصيل الرحلة في كتاب ضخم. وقامت دار الانتشار العربي بطباعة هذا الكتاب مترجما إلى العربية تحت عنوان "رحلة إلى شبه الجزيرة العربية، وإلى بلاد أخرى مجاورة لها" وترجمته عبير المنذر، وصدر في مجلدين. وقبل أن أعرض محتويات الكتاب أود أن أورد ما ذكرته الموسوعة العربية العالمية عن نيبور ورفاقه ورحلتهم هذه:
#2#
"فريق من الرجال خصص للاكتشافات الجغرافية. بدأت رحلتهم الأولى عندما نشرت خريطة دانفيل عام 1775م. كشفت الخريطة جهل الأوروبيين بجغرافية شبه الجزيرة العربية، خاصة الأجزاء الداخلية منها، ولذلك اقترح كوميان بنجاليس من جامعة جوتنجن على ملك الدنمارك عام 1756م، إرسال بعثة استكشافية للمناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية، وأوكلت المهمة إلى فريق من الرجال الذين خضعوا لتدريبات حتى عام 1761م، حيث اختير منهم ستة أشخاص هم: فوج هافن (لغوي)، وكريستيان كرامر (طبيب)، وبيتر فورسكال (عالم فيزياء وأحياء)، وبيرغن (جندي)، وألمانيان هما جورج بورنفايند (رسام)، وكارستن نيبور.
#3#
أبحر الفريق من كوبنهاجن ووصل مصر حيث قام نيبور بمسح فرع رشيد، ورسم خريطة صحيحة للمواقع التي قام بمسحها، كما توصل إلى معرفة ارتفاع الأهرامات. زار مع هافن سيناء، حيث أصبح من أوائل الذين نسخوا النقوش الهيروغليفية. ومن السويس أبحر الفريق إلى جدة حيث مكث ستة أشهر، ولم يتوغل إلى الداخل، بل واصل رحلته جنوبا حتى وصل اللحية في اليمن، في نهاية 1762م، ومنها إلى صنعاء حيث مكث عشرة أيام فقط غادرها بعد ذلك إلى الهند، وتوفي اثنان من أعضاء البعثة أثناء وجودهما في اليمن، وثلاثة في الهند، وبقي كريستيان نيبور الذي اتجه إلى بلاده عن طريق إيران، حيث كان أول من وصف آثار مدينة بيرسيوليس، وأول من نسخ نقشا مسماريا طويلا يعد أول نصوص آشورية يتم فك رموزها. وبوصوله البصرة عام 1765م، كان قد رسم خريطة جيدة للخليج العربي. ومن البصرة زار النجف، وكان أول أوروبي يصل إلى هناك، حيث انضم إلى قافلة متجهة إلى حلب، وأقام في سورية بعض الوقت قبل أن يغادرها إلى الدنمارك عن طريق القسطنطينية عام 1767م، وتوفي هناك عام 1815م بعد حياة حافلة. وقد كان نيبور علميا ودقيقا في وصفه، وكانت المعلومات التي جاء بها آنذاك هي الأولى في أوروبا، واستفاد منها كثير من الرحالة الذين أتوا من بعده إلى هذه المناطق".
#4#
###رحلة إلى شبه الجزيرة العربية
يقع كتاب "رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها" في مجلدين، الأول منهما في 398 صفحة والثاني في 364 صفحة، وهو منشور بشكل سيئ، ومليء بالأخطاء، ويحتوي بعد المقدمة التي كتبها المؤلف على الفصول الآتية: الرحلة من كوبنهاجن إلى القسطنطينية، ملاحظات من القسطنطينية، الرحلة من القسطنطينية إلى الإسكندرية، ملاحظات من الإسكندرية، الرحلة من الإسكندرية إلى القاهرة، رحلة دمياط والعودة إلى القاهرة، ملاحظات حول خط سير الرحلة بين رشيد والقاهرة ودمياط، أسماء المدن والقرى التي ذكرها فورسكال خلال رحلته من القاهرة إلى الإسكندرية، مواقع بعض المدن المصرية القديمة، وصف القاهرة وبولاق ومصر العتيقة والجيزة، سكان مدينة القاهرة وشكل الحكم والتجارة فيها، الآلات التي تعمل على الماء: الطواحين، معاصر الزيت، آلات الزراعة، أفران النشادر وآلات تفقيس البيض في مصر، لباس أهل الشرق، التمارين والتسليات التي يقوم بها الشرقيون في أوقات فراغهم، آثار مصر، سير الرحلة من القاهرة إلى السويس وإلى جبل سيناء، الرحلة من السويس إلى جدة، ملاحظات في جدة، الرحلة من جدة إلى مخية، رحلة من مخية إلى بيت الفقيه، رحلة من بيت الفقيه إلى غلفقة والحديدة والزبيد ولتحيتا والقحمة وهدية وإلى الجبال المنتجة للبن، سير الرحلة من بيت الفقيه إلى عدن وجبلة وتعز وحاس، الرحلة من بيت الفقيه إلى المخا، الرحلة من المخا إلى تعز، الرحلة من تعز إلى صنعاء، الرحلة من صنعاء إلى المخا، سير الرحلة من المخا إلى بومباي، سير رحلة هولندي في مناطق يمنية لم تذكر في الصفحات السابقة، ملاحظات حول الجو في كل من القسطنطينية والقاهرة وشبه الجزيرة العربية وبومباي.
هذه فصول المجلد الأول، ويضاف لها 70 لوحة مختلفة ما بين رسومات لشخصيات وآثار وخرائط ومعالم وأدوات موسيقية وآلات وملابس وألعاب وغير ذلك.
#5#
أما المجلد الثاني فيحتوي على الفصول الآتية: ملاحظات في بومباي وسورات، الرحلة من بومباي إلى مسقط وبوشهر، ملاحظات في بوشهر وشيراز وبرسيبوليس، ملاحظات في الخرج، ملاحظات في البصرة، الرحلة من البصرة إلى بغداد، ملاحظات في بغداد، الرحلة من بغداد إلى الموصل، الرحلة من الموصل إلى ماردين، الرحلة من ماردين إلى حلب عبر ديار بكر، ملاحظات حول سورية ولا سيما سكان جبل لبنان. ويحتوي هذا المجلد على 51 لوحة.