حمزة الفعر.. رجل وموقف
ولد حمزة بن عبد الله بن زيد الفعر العبدلي في حدود عام 1264هـ، وهو من سلالة عبد الله بن الحسن بن محمد أبو نمي الثاني. توفي والده وهو طفل صغير، فنشأ يتيما نشأة طيبة، وتميز بالعقل والحكمة، ولما شب تولى عدة مناصب في مكة المكرمة. وكان معروفا بالصلاح وكثرة العبادة والإصلاح بين الناس. وتوفي عام 1359هـ عن عمر ناهز 45 عاما.
ولحمزة الفعر موقف خالد يدل على عقله وحكمته ذكره المؤرخ والمحدث المكي عبد الله بن محمد الغازي في كتابه "إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام"، وقد حدث هذا الموقف في عام 1343هـ.
بعدما طلب أهل الحجاز من الحسين بن علي أن يتنازل عن الحكم لابنه علي بن الحسين وافق على ذلك، وبويع الملك علي بالحكم في الخامس ربيع الأول 1343هـ/ تشرين الأول (أكتوبر) 1924، وغادر والده إلى جدة، ومنها إلى العقبة. أما الملك علي بن الحسين فقد أدرك أن الموقف في مكة ميؤوس منه فغادر إلى جدة، ما أحدث فراغا في مكة وغادرت قواته التي كانت فيها، فصارت عرضة للسلب والنهب من قبل بعض أبناء البادية، والفقراء، وأصبحت المدينة المقدسة في حالة فوضى عارمة، فقام أحد كبار الأسرة وهو حمزة الفعر بتصرف حكيم إذ أمر رجاله وأعوانه أن ينادوا في الشوارع والأسواق: "يا أهل مكة ومجاوريها أنتم في أمان الله وأمان رسوله، وإمامكم عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ووكيله إلى مجيئه حمزة الفعر، والحذر عن التعدي، ومن تعدى فلا يلومن إلا نفسه". وأسهم هذا التصرف في ضبط الأمن إلى حد لا بأس به، وانضبط الأمن تماما بعدها بساعات عندما دخلت طلائع قوات الملك عبدالعزيز مكة المكرمة، وقرأوا على أهل مكة خطاب عبد العزيز الذي جاء فيه دخول مكة المكرمة تحت حكمه، وأنه لا يسمح أن يحدث فيها ما يضر بها أو بشرفها، وأن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم محرمة ومعصومة، وأنهم في أمان الله ثم أمان الملك عبد العزيز.