هويشل يمدح هتلر

هويشل يمدح هتلر

حب الشجاعة والإعجاب بالشجاع طبيعة جبلت عليها النفس البشرية، لكن العرب يبالغون في محبتهم للشجاع وثنائهم عليه أكثر من غيرهم من الأمم فيما يبدو لي، حتى لو كان هذا الشجاع على قدر من الحماقة والطيش والرعونة.
ومن بين هؤلاء الشجعان الذين فتنوا بعض العرب، الزعيم الألماني أدولف هتلر، وقد وصلت محبته إلى أغلب المدن والقرى العربية. وكان الشاعر هويشل بن عبد الله بن هويشل، المتوفى سنة 1376هـ، يعيش في مدينة القويعية، التي تقع غرب الرياض، وتبعد عنها 160 كيلا. وقد أعجب هويشل بالفوهرر هتلر، وأخذ يكيل له الثناء في مجالسه، بل نظم قصيدة ظريفة تتحدث عنه، ومن ضمن أبياتها:
انا وهتلر كلنا عيّال رجّال
الكيفران اللي يجيكم خبرها
يصخي على رقاب الرفاقه من المال
وامّات خمس اللي ضواق فررها
ما همه أصله يوم برق بالأحوال
دك المنابر والعداوة صهرها

وتروى هتري بدلا عن هتلر.
والشاعر يدلي مفتخرا إلى هتلر بنسب، حتى لو كان كافرا، ولعله يقصد الشجاعة، كما يمدح كرمه، لأنه ينفق على أتباعه بسخاء، وكذلك يوزع عليهم الأسلحة بكثرة، وفي الآخر يمدح قوته لأنه دمر مباني الأعداء تدميرا شاملا ومسحها من على وجه الأرض.
ليت شاعرنا فكّر فيما جناه هتلر على ألمانيا، وكيف كان سببا في تدميرها، وتأخرها بعد أن كانت رائدة العالم في العلم والابتكارات والاختراعات.
وقد طبع أستاذنا الشيخ سعد الجنيدل رحمه الله ديوان هويشل تحت عنوان "بين الهزل والغزل"، لكنه لم يورد هذه القصيدة، فلا أدري لم تبلغه، أم لم تصح عنده نسبتها إلى الشاعر.

الأكثر قراءة