تفجير انتقامي لضريح الصحابي طلحة بن عبيد الله في الزبير
أعلنت مصادر أمنية عراقية أن انفجارا وقع في مسجد يضم ضريح الصحابي طلحة بن عبيد الله غرب مدينة البصرة 550 كيلو مترا جنوبي بغداد في ساعة مبكرة من صباح أمس. وأوضحت المصادر أن مجهولين فجروا أمس بعبوات ناسفة مسجد الصحابي طلحة بن عبيد الله في بلدة الزبير غرب البصرة ما تسبب في سقوط أجزاء كبيرة من المسجد ومآذنه وقبابه. وكان مجهولون قد فجروا الأربعاء منارتي مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء وهو ما رافقه تدمير خمسة مساجد في مدينة الحلة وسادس في مدينة بغداد رغم إجراءات حظر التجوال التي فرضتها الحكومة العراقية. وقد دعت المرجعيات الدينية العليا إلى ضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار وراء تصرفات الجماعات المسلحة التي تسعى إلى جر البلاد إلى حرب أهلية طائفية.
وأدانت هيئة علماء المسلمين أكبر هيئة سنية في العراق في بيان لها أمس تعرض عدد من المساجد لاعتداءات مسلحة من قبل مليشيات طائفية في البصرة. وقال البيان "في إطار العنف الذي طال المساجد إثر حادث التفجير الذي تعرضت له مئذنتا مرقدي الإمامين رضي الله عنهما في سامراء شهدت مساجد البصرة اعتداءات على أيدي المليشيات الطائفية التي هاجمت عددا منها تحت غطاء القوات الحكومية وأحرقت بعضها واستشهد بسبب تلك الاعتداءات بعض المواطنين الأبرياء". وأكد البيان أن "هيئة علماء المسلمين إذ تستنكر تلك الاعتداءات الإجرامية فإنها تؤكد أن مثل تلك الأعمال لن تفت في عضد الشعب العراقي الذي يتطلع إلى يوم التحرير القريب بإذن الله تعالى". وكانت الداخلية العراقية قد أعلنت الخميس أنها اعتقلت جميع المسؤولين عن حراسة مرقد الإمامين العسكريين في سامراء على خلفية التفجيرات. وقال اللواء عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في الوزارة إن "مرقد الإمامين العسكريين كان يخضع لفوج طوارئ محافظة صلاح الدين وقوة حماية المنشأة بغية الحراسة وإن لواء من الجيش العراقي تم تكليفه بحراسة المرقد، فضلا عن إرسال قوات من الشرطة لحماية محيط المرقد". وسامراء 118 كيلو مترا شمال بغداد من المدن العراقية القديمة والمقدسة وتضم مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري وتزخر بالآثار العربية والإسلامية وكانت مركزا مهما للعلوم والفنون الإسلامية. وتقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
وعلى أثر الهجوم على المساجد السنية جنوب العراق قررت الحكومة في بغداد فرض حظر التجول في البصرة اعتبارا من ظهر أمس "حتى إشعار آخر". وقالت في بيان رسمي إن هذا "العمل الإرهابي الذي طال اليوم مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله يأتي ضمن سلسلة الجرائم التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب". وأضافت أن "رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة أمر بحماية المراقد الدينية ودور العبادة في جميع المحافظات والتصدي لجميع الخارجين عن القانون".
وأعلن اللواء الركن علي الموسوي رئيس لجنة طوارئ البصرة أن "مسلحين مجهولين ادعوا أنهم يريدون تصوير الضريح فجر اليوم لكنهم قاموا بوضع عبوات ناسفة في أركانه". وأضاف "فور مغادرتهم، انفجر عدد من العبوات الناسفة ما أسفر عن انهيار جزء من المكان لكن بعد دقائق حدث انفجار آخر أدى إلى تدمير المرقد بشكل كامل".