فإن دينهم أن تهلك العربُ
لما ثار بنو العباس على بني أمية مطالبين بالخلافة، استغل الموقف جماعة من الفرس واجتمع عليهم خلق من الموالي، وأظهروا محبة آل البيت، وكانت حقيقتهم كره العرب، وكره الدين الإسلامي الذي نزل على النبي العربي محمد- صلى الله عليه وسلم. وكان هدفهم إعادة أمجاد الفرس، والقضاء على العرب، وقتلوا من العرب أعداداً غفيرة، ونشر قائدهم أبو مسلم الخراساني الفتنة بين العرب، وفرقهم، فتقاتلوا بينهم. وكان هناك شاعر عربي حكيم اسمه نصر بن سيار، وهو أمير خراسان لبني أمية، فأراد تنبيه العرب الغافلين إلى ما يبطنه لهم الفرس والموالي من الحقد، فقال هذه القصيدة:
أبلغ ربيعة في مرو وذا يمن
أن اغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
ما بالكم تنشبون الحرب بينكم
كأن أهل الحجى عن رأيكم غيبُ
وتتركون عدوا قد أحاط بكم
ممن تأشب لا دين ولا حسبُ
لا عرب مثلكم في الناس نعرفهم
ولا صريح موالٍ إن هم نسبوا
من كان يسألني عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تهلك العربُ
قومٌ يقولون قولاً ما سمعت به
عن النبي ولا جاءت به الكتبُ
وللقصيدة عدة روايات، وما أوردته رواية البلاذري في كتابه العظيم "أنساب الأشراف".
وما أحوج العرب اليوم إلى سماع نصيحته.