الفتق من الأمراض القديمة وتطورات علاجه

الفتق من الأمراض القديمة وتطورات علاجه

يعد الفتق من الأمراض الشائعة في حياتنا اليومية، حيث يمكن مشاهدتها بشكل يومي تقريبا في العيادات الجراحية، ويتسبب المرض في أعراض مؤلمة ومزعجة للمريض المصاب به، وقد تطورت وسائل العلاج، وأصبحت من عمليات اليوم الواحد التي تجرى خلال وقت قصير، سواء بالجراحة أو المنظار، حيث يعود المريض إلى عمله وحياته الطبيعية.

وللاطلاع على تفاصيل هذا النوع من الأمراض وطرق علاجه التقينا الدكتور أمين الرحال استشاري الجراحة العامة والمناظير في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، إلى الحوار.

تكثر الإصابة بين الأطفال د. أمين كيف تعرف لنا الفتق وما أبرز أسبابه؟

الفتق عبارة عن بروز أو خروج بعض الأعضاء أو جزء منها خلال فتحة غير طبيعية في الجدار الحاوي لهذه الأعضاء، ويمكن أن يكون ذلك من خلال جدار البطن أو الأغشية المبطنة له.

وأما بالنسبة لأسبابه فقد يحدث بشكل تلقائي أو خلقي وخاصة عند الأطفال، أو يكون مكتسبا بسبب ضعف في عضلات جدار البطن أو بعد عمل جراحي على البطن لأي سبب كان، أو رفع أوزان ثقيلة، أو بسبب أمراض مزمنة تسبب ارتفاعا دائما في الضغط داخل البطن، كحالات الإمساك المزمن، ضخامة البروستات، الأمراض الصدرية المترافقة بسعال مزمن، والحمل المتكرر عند النساء.

كيف تصنف الفتوق وما أنواعها؟

تصنف الفتوق حسب أماكنها، إلى فتق إربي، فتق في السرة أو ما حولها، فتق فخذي، فتق شرسوفي " في أعلى ومنتصف البطن "، فتق جراحي " يحدث في مكان ندبة عمل جراحي سابق "، وهناك فتوق أخرى نادرة الحدوث، إضافة إلى وجود فتوق داخل البطن لا تظهر لها أعراض أو علامات خارجية، إلا إذا حدثت لها مضاعفات. تورم وانتفاخ بسبب بروز الأمعاء

ما الأعراض التي يمكن أن يشكو منها المريض المصاب بالفتق؟

أحيانا لا توجد أي أعراض، وقد لا يعلم المريض بوجود الفتق، إلا عند اكتشافه مصادفة من قبل الطبيب أثناء الكشف الطبي الروتيني، وعند الأطفال في بعض الأحيان يتم اكتشاف الفتق من قبل الأم أثناء عنايتها بطفلها أو أثناء البكاء، ويعتمد ذلك في التشخيص والعلاج، لكن في أغلب الأحيان يشكو المريض من وجود تورم أو انتفاخ بسبب بروز الأمعاء من خلال الفتحة في جدار البطن، وهذا الانتفاخ يكون أكثر وضوحا عندما يكون المريض واقفا أو أثناء الجهد، وهناك أعراض وعلامات أخرى مثل الألم أو عدم الارتياح في مكان الفتق أو الإحساس بالثقل في أسفل البطن من جانب الإصابة، وأحيانا انتفاخ في الخصية عندما تنزل الأمعاء من خلال فتحة الفتق إلى كيس الصفن، ويظهر الفتق لأول مرة بالاختلاطات، مثل اختناق في الفتق أو انسداد في الأمعاء، وهذه تعتبر حالات إسعافية طارئة تحتاج إلى العلاج السريع.

هل هناك عوامل خطيرة يمكن أن تزيد نسبة الإصابة بالفتوق؟

نعم هناك عوامل عديدة يمكن أن تزيد نسبة الإصابة بالفتق مثل نوع الجنس، حيث يصاب الذكور أكثر من الإناث 20 مرة بالفتق الاربي، أما النساء فيصاب أكثرهن بالفتق بجانب السرة بسبب الحمل، كذلك للوراثة دور في الإصابة، كذلك التدخين، الإمساك المزمن وزيادة الوزن والحمل المتكرر، نوع المهنة التي تتطلب الوقوف الطويل، رفع الأوزان الثقيلة، وأيضا الأطفال الخدج أكثر عرضة للإصابة من غيرهم. كيف يحدث انسداد الأمعاء في حالات الفتوق، وما الأعراض التي يشكو منها المريض، وما العلاج المناسب لهذه الحالات؟

يحدث انسداد الأمعاء في الفتوق عندما يخرج جزء كبير من الأمعاء من خلال فتحة الفتق الصغيرة، ولا تستطيع العودة إلى جوف البطن، مما يتسبب في حدوث نقص في التروية الدموية لهذا الجزء من الأمعاء، ومن ثم تحدث الغرغرينا، وتظهر سريريا بألم شديد ومفاجئ، مع انتفاخ في مكان الفتق ثم ينتشر الألم إلى كل البطن ويترافق بعدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز والقيء، وفي هذه الحالة ينصح المريض بمراجعة أقرب مركز صحي لإجراء عمل جراحي فوري قبل موت الأمعاء " خلال أقل من ست ساعات".

الإربي والفخذي والسري، ما هي؟

بالنسبة للفتق الإربي يعتبر من أكثر أنواع الفتوق مشاهدة وله نوعان: الفتق غير المباشر والفتق المباشر، حيث يشاهد النوع الأول غير المباشر عند الأطفال والأعمار المتوسطة، كما تكثر الإصابة به في الجهة اليمنى أكثر من الجهة اليسرى عند الأطفال الذكور "بسبب تأخر نزول الخصية اليمنى إلى الصفن".

أما في العقد الثاني من العمر فتكون نسبة الإصابة متساوية من الطرفين، وعند الأطفال تكون 30 في المائة من الحالات مزدوجة "في الطرفين"، ويصيب الذكور 20 مرة أكثر من الإناث، وبالنسبة للفتق المباشر فتكثر مشاهدته عند الكبار والمصابين بالأمراض المزمنة التي تسبب ارتفاع ضغط مزمن داخل البطن. وأما بالنسبة للفتق الفخذي فيصعب تمييزه عن الفتق الإربي، ويصيب النساء أكثر من الرجال، وغالبا ما يظهر للمرة الأولى بشكل مختنق، بحيث يؤدي إلى انسداد في الأمعاء، وأما الفتق السري فقد يكون ولاديا وقد يكون مكتسبا، وهذا يكثر عند النساء وله علاقة بالحمل المتكرر والولادة.

جراحة الفتق من عمليات اليوم الواحد كيف يتم علاج الفتق؟ وهل من الممكن أن يتم الشفاء منه؟

الفتق أو البعج ليس من الأمراض المكتشفة حديثا، بل إنه موجود منذ القدم، وعلاجه يتجدد حتى يومنا الحاضر، فهناك العديد من المرضى يعانون منه، والبعض منهم يهمل علاجه، ظنا منه أنه لن يتطور ويمكن شفاؤه تلقائيا مع مرور الوقت، أو قد يمنعه الحياء من العلاج، خصوصاً إذا كان هذا الفتق أو البعج في مكان يتحاشى المريض أن يطلع عليه أحد، وهذا بالطبع تصرف خاطئ.

وهذا المرض كما يقول الأطباء ليس حكرا على الكبار بل إن الصغار قد يصابون به أكثر، وبفضل الله ثم التطورات الطبية الحديثة أمكن علاجه، إما بواسطة الجراحة وإما بواسطة المنظار، ولا يمكن الشفاء تلقائيا، باستثناء فتوق السرة "صغيرة الحجم" عند الأطفال حديثي الولادة، التي قد تلتئم عند بلوغ الطفل سن الثانية من العمر، أما العلاج النوعي للفتق، فهو بالجراحة بعدة أنواع منها: بالفتحة، ومنها من خلال المنظار، وفي كلتا الحالتين تجرى هذه العمليات ضمن عمليات اليوم الواحد، حيث يخرج المريض من المستشفى في يوم العمل الجراحي نفسه، أو على الأكثر في اليوم التالي، وعلى المريض أن يبتعد عن استعمال المشدات الطبية، التي كانت توصف سابقا كنوع من العلاج، وتجرى هذه العمليات الآن بطرق حديثة جدا لا يشعر المريض بأي ألم بعد العملية، ويستطيع أن يعود إلى عمله وحياته اليومية الطبيعية خلال وقت قصير، مقارنة بالعمليات الجراحية في الماضي.

ما نصيحتكم للمرضى المصابين بالفتوق؟

النصيحة التي يمكن أن أوجهها لكل مريض مصاب بالفتق أيا كان نوعه، أن يراجع طبيبه، ويأخذ منه النصح لترتيب موعد لعلاج هذا الفتق في وقت مناسب، قبل أن يصاب بالمضاعفات الخطيرة التي ذكرناها سابقا، والتي تتطلب العلاج الإسعافي، والذي تكون نتائجه ليست كما يريدها المريض أو الجراح.

أسباب الفتق فى الغالب تنتج من ازدياد الضغط على البطن، أو بسبب عيب خلقى فى جدار البطن والحجاب الحاجز ، ومن أبرز أسبابها:

1 - السمنة المفرطة.

2 - رياضة رفع الأثقال، أو حمل الأوزان الثقيلة.

3 - السعال المزمن.

4 - إجهاد مع التبول أو التغوط بسبب الإمساك المزمن.

5 - تجمع السوائل فى البطن.

6 - مرض الانسداد الرئوى المزمن بسبب التدخين أوحساسية الصدر المزمنة.

7 - تاريخ مرضى للأسرة فى الفتق.

8 - إجراء العمليات فى منطقة البطن.

الأكثر قراءة