180 صورة «نادرة» توثق أول تدريب للجيش السعودي في الطائف
استعرضت صور فوتوغرافية "نادرة" التقطت قبل 73 عاما دورات ثلاث نظمتها بعثة أمريكية لضباط وأفراد الجيش السعودي حيث تخرّج 226 ضابطا وفردا وزعوا على ثلاث دفعات.
الدورة الأولى جرت في يوليو عام 1944م وضمت (50 ضابطا وفردا)، والثانية في يناير 1945م وضمت (86 ضابطا وفردا)، والثالثة في أبريل عام 1945م وضمت (90 ضابطا وفردا).
جاءت هذه الصور التاريخية في مجلد وثائقي خاص أصدره كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها في جامعة الملك سعود. ترصد هذه الصور أول تدريب عسكري للجيش السعودي في الطائف، على يد أول بعثة أمريكية وصلت إلى المملكة عام 1363هـ الموافق 1944م، وذلك في إطار اهتمام الكرسي بتوثيق الأحداث التاريخية المهمّة للمملكة العربية السعودية.
وحصلت "واس" على نسخة من هذا الإصدار الخاص الذي وثّقت فيه عدسة أحد أفراد بعثة التدريب الأمريكية عام 1944م بشكل تفصيلي لحظة وصول البعثة الأمريكية إلى ميناء جدة حتى مغادرتها إلى محافظة الطائف جنوب غرب المملكة، وإقامة المخيم، والبدء في التدريب، وتنظيم حفلات التخرّج.
وعرضت الصور حفلات تخرّج دفعات الجيش السعودي من الدورات الثلاث التي أقيمت ما بين عامي 1944م و 1945م، تحت رعاية الأمير منصور بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - "وزير الدفاع آنذاك"، وحضور 22 أميرا من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - وعدد من أحفاده.
#2#
وضم المجلد صورا للأمير محمد بن عبد العزيز والأمير فيصل بن عبد العزيز - رحمهما الله - حينما كان وقتها نائبا للملك عبد العزيز في الحجاز، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع.
وأوضح الدكتور عبد الله بن ناصر السبيعي المشرف على الكرسي في حديث لوكالة الأنباء السعودية، أن كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، اقتنى هذه الصور وحصل على حقوق نشرها من مركز المحافظة على التراث العالمي، بينما استغرق العمل على تحضيرها لإظهارها بالشكل الفني الواضح أكثر من سنتين.
وأضاف أن فريق العمل المكلف بجمع الصور الفوتوغرافية، زار خلال عامين العديد من الشخصيات في بعض مناطق المملكة، منهم عدد من الأمراء والعسكريين الذين شاركوا في تلك التدريبات أو عاصروها أو من أحفادهم الذين قدموا للكرسي بعض الصور والمعلومات التي أسهمت في معرفة معظم خريجي تلك الدورات.
#3#
ولم يكن جمع الصور في المجلد بالأمر اليسير، إذ أفاد الدكتور السبيعي أنه بعد جمع الصور من مصادرها تمت معالجتها فنيًا في إيطاليا لتكون عالية الدقة والوضوح، وقسّم المجلد المكوّن من 201 صفحة إلى ثمانية أقسام هي: وصول البعثة الأمريكية للطائف والمخيم المعد لإقامتها، المدربون والتجهيزات، التدريبات، المتدربون السعوديون، حفل التخرج، الأمير منصور بن عبد العزيز - رحمه الله -، شخصيات سعودية، التنزه والزيارات.
ولفت الدكتور عبد الله السبيعي إلى أن كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها يهدف من هذا الإصدار إلى إتاحة الفرصة أمام الباحثين والمهتمين بدراسات تاريخ المملكة للاطلاع على ما كان يوليه الملك عبد العزيز - تغمده الله بواسع رحمته - من اهتمام ببناء جيش سعودي حديث يتولى حماية البلاد وخدمتها بسواعد وطنية، وحتى تكون مصدرا موثقا يعتمد عليه في البحث.
وأعرب عن أمله في أن يستفيد الباحثون والمتخصصون في مجال التاريخ من المعلومات التي عرضتها الصور الفوتوغرافية، داعيا الجميع إلى التعاون مع الكرسي في إضافة أي معلومة موثقة تزيد من إثراء هذا الإصدار الذي يعبّر عن حقبة مهمة من حقب الوطن التاريخية.
وأبرز مجلد الصور الفوتوغرافية لبعثة الطائف، اهتمام الملك عبد العزيز - رحمه الله - ببناء الجيش السعودي الحديث منذ أن أسس عام 1929م إدارة الأمور العسكرية، ثم وكالة الدفاع عام 1934م التي تولت تطوير إدارة الأمور العسكرية والمدرسة الجديدة في المملكة، حتى تم تأسيس وزارة الدفاع عام 1943م.
وتبين الصور كذلك، حرص الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - على النهوض بالجيش السعودي من خلال استقطاب الخبرات الدولية التي عملت على تطويره من الناحية الإدارية والفنية، وإرسال مجموعة من الشباب السعوديين للتدريب على الطيران في إيطاليا ومصر.