«السبح» .. علامة الحجاج الباقية من مكة
«السبح» .. علامة الحجاج الباقية من مكة
يحرص ضيوف الرحمن على اقتناء "السبح" من أسواق مكة المكرمة والمدينة المنورة، بوصفها هدية الحج الثانية بعد ماء زمزم التي تقدم إلى الأهل والأصدقاء في بلدانهم حين يعودون إليها.
وتكتظ الأسواق المجاورة للحرم المكي هذه الأيام بآلاف الحجاج الذين يقبلون على شراء ما خف وزنه وقل ثمنه من المنتجات القطنية، والجلدية، والإكسسوارات، ومن أهمها "السبح" التي لها دلالات كبيرة في نفوسهم بخلاف قيمتها الزهيدة كونها من الأراضي المقدسة.
وبحسب فائز الزهراني شيخ طائفة السبحية في مكة المكرمة، فإن السبح تشكل ما نستبه 35 في المائة من إجمالي مشتريات هدايا الحجاج في كل عام، وتتدرج أسعارها من نصف ريال للواحدة إلى 500 ريال، وقد تزيد وفقا لنوع صناعة السبحة.
وأوضح في حديثه لوكالة الأنباء السعودية أن قيمة تبادل بيع السبح في الحج تصل إلى 20 في المائة من المبيعات السنوية لأسواق الحج في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة التاريخية، خاصة خلال فترة قدوم حجاج الخارج إلى المملكة لتأدية مناسك الحج حتى مغادرتهم التي تستمر نحو 15 يوما، بينما تواصل سوق العمرة رواجها إلى أكثر من ستة أشهر.
وقدّر الزهراني مبيعات السبح في أسواق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة بنحو 80 مليون ريال، أكثرها مبيعا المصنوع من الزجاج والبلاستيك الذي يتم استيراده من الصين ويقدر بنسبة 75 في المائة، بينما المصنوع من اليسر والخشب الكوك يقدر بـ 20 في المائة، فيما تشكل مبيعات سبح حجر العاج، والكهرمان، والفضة الذي يتم استيراده من تركيا 5 في المائة، مشيرا إلى أن أكثر من يقتني "السبح" حجاج: الهند، وباكستان، وإندونيسيا، وماليزيا، والعراق ،وتركيا، ومصر.
ويبين شيخ السبحية في محافظة جدة جمال الجهني، أن السبح التي تصنع باليد وترصع بالأحجار الكريمة تجد إقبالا كبيرا من بعض الحجاج نظرا لقيمتها التجارية الكبيرة، موضحا أن متوسط قيمة السبحة الواحدة ما بين 500 ريال إلى أكثر من 5000 ريال، ومنها الزمرد، واللؤلؤ، والمرجان، والياقوت، والزبرجد والزفير، والعقيق، والفيروز.
وأفاد الجهني في حديثه لـ"واس" بأن سوق جدة التاريخية يتقاسم حصة الحجاج مع أسواق مكة المكرمة والمدينة المنورة بنسبة 20 في المائة في حجم المبيعات، ويضم العديد من البضائع التي يحرص الحاج على اقتنائها بعد موسم الحج، مثل : الملابس، والجلديّات بمختلف أنواعها، والسجّاد، والإكسسوارات، والجواهر.
وشهدت سوق جدة التاريخية هذه الأيام وجود عدد من الحجاج الإندونيسيين، والأفارقة، ومن بعض الدول العربية الذين حرصوا في جولتهم في السوق مع أسرهم على التعرف عن قرب على "السبح" وألوانها، واقتناء النادر منها.