«جدة التاريخية» في قائمة التراث العالمي .. و250 مليونا لتطويرها

«جدة التاريخية» في قائمة التراث العالمي .. و250 مليونا لتطويرها
«جدة التاريخية» في قائمة التراث العالمي .. و250 مليونا لتطويرها
«جدة التاريخية» في قائمة التراث العالمي .. و250 مليونا لتطويرها

بعد خمس سنوات من العمل الجاد والمستمر لانضمام المنطقة التاريخية في جدة لقائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، أعلن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اعتماد منطقة جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي أمس، وذلك بعد موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيلها خلال اجتماع اللجنة التابعة لليونسكو في دورتها الثامنة والثلاثين المنعقدة حالياً في قطر، وتم رصد 250 مليون ريال لتطوير المنطقة التاريخية كما ذكرت هيئة "السياحة".

وقال الأمير سلطان بن سلمان: "إن تسجيل جدة التاريخية ومن قبلها موقعا مدائن صالح والدرعية التاريخية يمثل إقراراً عالمياً بأهمية المواقع الأثرية والتاريخية في المملكة ومكانتها العالمية".

وأشاد رئيس "السياحة" بالجهود التي بذلها أمراء منطقة مكة المكرمة الأمير ماجد بن عبد العزيز والأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز -رحمهما الله-، والأمير خالد الفيصل إبان توليه إمارة منطقة مكة المكرمة ورئاسته اللجنة العليا لمشروع تنمية وتطوير جدة التاريخية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للدور الذي قامت به الوزارة في دعم الملف وتسجيله، والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع والأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لمشروع تنمية جدة التاريخية وتطويرها، والمسؤولون الذين عملوا مع الهيئة وأمانة محافظة جدة على تنفيذ مشروع متكامل للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتنميتها، منوهاً بالشراكة المميزة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار واللجنة العليا لمشروع تنمية وتطوير جدة التاريخية من خلال مشروع متكامل لتطويرها بهدف تهيئتها كموقع تراث وطني.

وبين الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة طبقت كامل الاشتراطات والأسس الفنية التي حددتها اليونسكو لاعتماد تسجيل جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي.
وأبان أن هذا التسجيل يمثل جزءاً من مبادرة متكاملة ضمن مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري الذي اعتمده مجلس الوزراء مؤخراً ويشمل منظومة من البرامج والمشاريع لتطوير مواقع التراث الوطني وتأهيله وفتحه للمواطنين.

من جهته أعرب الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقه مكة المكرمة عن سعادته وقال: إن من عوامل هذا التسجيل العالمي المهم لمحافظة جدة هو ما تتميز به من معالم أثرية وطنية قديمة ومساجد قديمة وتم ترميمها كالمسجد الجامع ومسجد المعمار وأهمية بيت نصيف المعلم التاريخي المهم، إضافة إلى العديد من المباني التاريخية المصنفة والبوابات القديمة ومسار الحج.
#2#
ولفت إلى أن هناك مشاريع قائمة لحماية جدة التاريخية والحفاظ عليها وترميم مبانيها، حيث تتميز المباني بالطراز العمراني، الذي يعبر عن تراث البحر الأحمر من الرواشين والواجهات الجميلة والتوزيع الداخلي الذي يناسب حياة أهل جدة قديماً.

وقال الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة: إن هذا القرار يعد إنجازاً وطنياً رائداً يتوج سنوات من العمل الجاد والشراكة البناءة من الجهات الحكومية المختلفة لحماية هذا الموقع التاريخي البارز والاهتمام به، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز هو ثمرة عمل طويل وجاد تبنته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالشراكة مع المحافظة والأمانة وذلك بتسجيل ثلاثة مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي.

وأضاف: "إن تسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي يترتب عليه بذل المزيد من الجهود لحماية الموقع والمحافظة عليه وتهيئته وتأهيله وفقاً للالتزامات الفنية والبرنامج الزمني الذي تقدمت به المملكة في ملف الترشيح وخطة الإدارة".

ومن جهة أخرى أوضح محمد العمري مدير الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكة المكرمة، أن المنطقة أصبحت موقع تراث عالمياً، وستتجه جميع الأنظار نحو تطويرها، وهناك دعوة للملاك لتطوير منازلهم للحفاظ على موروث أسرهم وعراقتها، إضافة إلى أن هناك خطة عمل متكاملة لتطوير جدة التاريخية وتوفير البنية التحتية الأساسية، ورصدت لها ميزانية 250 مليوناً، لمدة خمس سنوات كمبلغ مبدئي.

وأشار إلى أن هناك خطة متبعة مع الملاك لبحث آلية تطوير المنطقة وترميمها. وكانت "السياحة" قد عملت منذ 2010 لانضمام المنطقة التاريخية للتراث، عندما قدمت الملف كمرحلة أولى ثم سحبته نظراً لتوصيه قدمتها اليونسكو تنص على «أن ما تبقى من المواقع الأثرية لا يمتلك الخصائص الكافية التي تدل على قيمتها التاريخية، وبالرغم من الجهود الرسمية للحفاظ عليها فإن ضغوط التطوير العمراني حالت دون ذلك»، أما المحاولة الثانية والأخيرة في 2013، فتم حينها تقديم ملف متكامل وحققت مطالب الانضمام.
#3#
من جهة أخرى تستعد المنطقة التاريخية في جدة لبدء فعاليات مهرجان (رمضاننا كذا، عيدنا كذا) الذي ستنطلق فعالياته في أول يوم من رمضان وتستمر إلى يوم 4 شوال، لتنظم ٢٦ فعالية تراثية بغرض تعزيز التراث لدى الأجيال، حيث ستكون مكتسبة من الماضي العريق مراعين في ذلك الطابع المحافظ على تعاليم الدين الحنيف آخذين في الاعتبار كل المثل والقيم لمجتمعنا الملتزم بخصوصية الشهر الفضيل.

في ضوء ذلك يجرى حالياً تجهيز وإنشاء مواقع الفعاليات من الإضاءة على الطريقة القديمة باستخدام الفوانيس وهلال رمضان مع شعار الفعاليات على المسارين: الأول، مسار دائري من باب المدينة مروراً بشارع أبو عنبة ويمتد حتى بيت آل ذاكر والثاني، يبدأ من برحة نصيف وحتى مركاز عمدة حارة اليمن والبحر ويجري ترطيب المسارات لتخفيف حدة الحرارة على الزائرين وإنشاء وتجهيز بسطات المأكولات الشعبية ومواقع الفعاليات الترفيهية والملاعب الرياضية وتجهيز المقاهي بدون تقديم المعسلات والشيش، إضافة إلى إعداد أماكن للألعاب التي كان يمارسها الأجداد والآباء مثل الكيرم و”الضومنة” الدومينو والداما والفرفيرة، إلى جانب الألعاب الرياضية التي يعشقها الجميع، وستعيد الفعاليات ذكريات الحكواتي والمسحراتي والفرق الشعبية الفلكلورية والتي ستؤدي الأدوار الحجازية مثل المزمار والصهبة والحدري والخبيتي وغيرها.