التفاؤل يحارب الآلام والمصائب ويخفف الضغط على القلب

التفاؤل يحارب الآلام والمصائب ويخفف الضغط على القلب

التفاؤل سمة محمودة أوصى به قدوتنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولاسيما أنه يبعث في النفس البشرية الانشراح ويرسم الإخاء والمحبة والتآلف فيما بين الناس.
وأكد لـ "الاقتصادية" عبد الرحمن الفيفي أستاذ فقه اللغة في جامعة الملك خالد في أبها، أن التفاؤل يشرح قلب الإنسان وإحسانه الظن وتوقع الخير، وضده التطير أو التشاؤم، مبينا أن التفاؤل من حسن الظن بالله تعالى، في حين أن التشاؤم سوء ظن بغير سبب محقق، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله.
وأوضح أن الأفراد والمجتمعات التي يغلب عليها الفأل تكون أكثر ثقة بقوتها وقدرتها، وهذا يدفعها إلى التخطيط، والعمل، والإنتاج، واستثمار الموارد، وصولا إلى تحقيق النجاح في تحقيق الأهداف، وهي بذلك تكون عزيزة واضحة المسار قوية القرار، وفي المقابل فإن المجتمعات التي يغلب عليها التشاؤم تكون ضعيفة ذليلة خانعة مستسلمة، قليلة السعي والحراك تعاني من مشاكل مزمنة، تعيش في نفقها المظلم وتعشو عيونها عن رؤية بصيص النور الدال على المخرج الآمن حتى تنكر وجوده وتعتقد أن تغير الحال إلى الأفضل هو الذي يعتبر من المحال.
وبين أن التفاؤل يجلب السعادة إلى النفس ويخفف الضغط على القلب، لأن فيه ترويح للمؤمن وسرور له، و في الفأل تقوية للعزائم ومعونة على النجاح والظفر وباعث على الجد والعمل، في حين أن التشاؤم شقاء في الدنيا وربما عذاب في الآخرة. يقول ابن القيم: الطيرة باب من أبواب الشرك، وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته.
وزاد أن الأسر إذا غلب عليها التفاؤل كان لذلك أثره الكبير في استقرارها وانسجامها وحسن تربيتها لأبنائها، فإن غلب عليها التشاؤم كانت على عكس ذلك.
وقال إن التفاؤل يسهم في تخفيف الآلام والمصاعب والمصائب، ذلك لكون نظرته وكل توقعاته إيجابية، فهو يؤمن بأن مع العسر يسرا، فيهون الأمر على نفسه ويرى مصائبه أقل من حقيقتها الواقعة، وبالتالي يجد نفسه قادراً على الصبر والاحتساب، ثم هو يتوقع إمكانية بل سهولة الخروج من أزمته أو آلامه الحالية، ويعتقد أنها له خير وأن عاقبتها إلى خير، لكن المتشائم يجمع على نفسه أوجاعه الواقعية الحالية، وألم نظرته السوداء لمصيره وعاقبته ومآله، فيكون توجعه مضاعفا وتعبه عظيما.
وأشار إلى أن واقعنا اليوم يتخلله متفائلون ومتشائمون، فمن المتفائلين من يرى حال الأمة الإسلامية المستهدفة التي تكالب عليها الأعداء من كل صوب، فيرى في هذا دليلا على أنها أمة عزيزة مرهوبة صار الأعداء يأبهون لها ويخشون جانبها ويخافون ظهورها، ويرى المبشرات الكثيرة، في حين يرى المتشائم أن واقعها هذا يدل على أنها ضعيفة متهالكة صارت نهبا للناهبين وغنيمة للطامعين.
وأضاف أن من صور التفاؤل التي وجدت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في أحلك الظروف لم ييأس أبداً بل كان يتفاءل بحسن العاقبة، فمثلا يوم غار ثور، ويوم حفر الخندق، والأحزاب، فكان الرسول يبشرهم بانتصار الإسلام والمسلمين.

الأكثر قراءة