محمد بن سلمان .. حين يكون العمل على مدار اليوم

البعض لم يتعرف بعد على الأمير محمد بن سلمان، الذي عينه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس الأول عضوا في مجلس الوزراء ليكون من بين الأعضاء الأصغر سنا الذين التحقوا بالمجلس المتولي صياغة القرارات الحكومية، لكن المقربين من هذا الشاب الجديد في المجلس يعرفون حجم العمل الذي يهتم بإنجازه والساعات الطوال التي يقضيها في مهام أعماله.
عرف الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، العمل الرسمي من خلال هيئات ومؤسسات عمل فيها قريبا من ذوي الخبرات المتنوعة ليكتسب طابعا إداريا خاصا، فيما اختصرت الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني للشاب المتخرج من جامعة الملك سعود الكثير من دروب الربط مع فعاليات المجتمع السعودي المتنوعة، لتعطي لطالبٍ أنهى دراسته الجامعية في مجال القانون، بعدا اجتماعيا يكمل البعد الأكاديمي.
نال محمد بن سلمان شهادات التفوق طالبا قبل أن يعطي انطباعا بالنبوغ والنجاح في دروب عملية أخرى، إذ سبق للأمير الشاب أن جرب الوقوف في قائمة المتفوقين علميا ليحصد المرتبة العاشرة على مستوى المناطق كافة في شهادة الثانوية العامة، قبل أن ينتظم في الجامعة الأكبر على مستوى السعودية ليتخرج كثاني طالب من بين المتخرجين الذين تخرجهم جامعة الملك سعود سنويا بالمئات، إضافة إلى حصوله على عديد من الدورات في مجالات مختلفة.
انتظم الأمير محمد لاحقا بجمعيات غير ربحية ليربح منها الخبرة وتربح منه العمل الدؤوب في سبيل تحقيق غاياتها النبيلة لتؤسس تلك الجمعيات لمؤسسات مجتمع مدني فاعلة تساعد القطاع الحكومي على أداء دوره ومسؤولياته لتحقيق غايات المجتمعات، لتشهد الأعوام العشرة الماضية انضواء الأمير الشاب في مجالس وجمعيات غلب عليها الطابع الخيري والإداري.
وبدأ الأمير محمد بن سلمان كعضو في مجلس أمناء جمعية ابن باز الخيرية، ليشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري والمشرف على اللجنة التنفيذية للجمعية، ليشغل لاحقا منصب الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإدارة، إلى جانب عضويته الفخرية للجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات، ورئاسته اللجنة التنفيذية لجائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لشباب الأعمال.
وينشط محمد بن سلمان كذلك كعضو في مجلس إدارة جمعية البر في منطقة الرياض ومجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة، إلى جانب رئاسته لمجلس الموارد المالية في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، إضافة إلى كونه رئيسا لمجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب، كما يشغل منصب رئيس مجلس الأعضاء الفخريين لجمعية الأيادي الحرفية. وبرز دور محمد بن سلمان في العمل الخيري كمؤسس لعدد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات، إذ كان أحد مؤسسي جمعية ابن باز الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة، كما أنه أسس لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية "مسك الخيرية" إضافة لشغله منصب رئيس مجلس إدارة مدارس الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية، وعضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية في منطقة الرياض.
دخل الأمير محمد بن سلمان العمل الرسمي من بوابة هيئة الخبراء في مجلس الوزراء ليعمل باحثا نظاميا قبل أن يصبح مساعد مستشار في هيئة الخبراء، ليرقى لاحقا إلى مستشار في الهيئة، وفي الهيئة المطعمة بالخبرات المختلفة، فاستفاد محمد بن سلمان من تنوع الخبرات، وأفاد الهيئة بخلفية قانونية تدعمها المؤهلات العلمية والدورات المتخصصة.
هذه الخبرة الإدارية المكثفة خلال الأعوام العشرة الماضية في مجالات العمل الإداري والاجتماعي أهلت الأمير الشاب لنيل ثقة الدوائر السعودية المختلفة، ليعمل مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض مع بقائه كمستشار غير متفرغ في هيئة الخبراء في مجلس الوزراء، فأمينا عاما لمركز الرياض للتنافسية ومستشارا غير متفرغ لدارة الملك عبد العزيز ثم مستشارا خاصا للأمير سلمان بن عبد العزيز ليعمل لاحقا مستشارا خاصا ومشرفا على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد، وشارك في عديد من اللجان في مجلس الوزراء وفي إمارة الرياض، لينال الأمير محمد بن سلمان بدءا من شهر آذار (مارس) 2013 ثقة خادم الحرمين الشريفين ليترأس ديوان ولي العهد وبعدها بعام واحد فقط وفي ذكرى البيعة للملك عبد الله بن عبد العزيز نال ثقة أكبر للانضواء في المجلس الأعلى والأهم لإدارة سياسات المملكة وهو المجلس الذي أنشئ بنظامه الجديد في العام 1992 على يد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - ليكون قائما على أسس راسخة وأنظمة حديثة تكفل استمراريته.