التدريب والتأهيل .. الاستراتيجية والأهمية !!

التدريب والتأهيل .. الاستراتيجية والأهمية !!

التدريب والتأهيل .. الاستراتيجية والأهمية !!

كتب الكثيرون وتحدث المتحدثون عن أهمية التدريب وضرورة التأهيل , فجلست متسائلا بيني وبين نفسي : هل فعلاً التدريب ضرورة ؟ وهل التأهيل واجب ؟
ثم نظرت متفكراً في قول الله تعالى : (الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ القُرْآنَ . خَلَقَ الإِنسَانَ . ‏عَلَّمَهُ البَيَانَ) الآيات . فوجدت هذا تأهيلاً للإنسان بتعليم الله له البيان , ثم تأملت قوله تعالى :( وعلم آدم الأسماء كلها ) الآية . فوجدته تأهيلاً لآدم عليه السلام ولبنيه من بعده.
وهكذا فبشيء من التدبر لكلام الله عز وجل نعرف أهمية التدريب وضرورة التأهيل .
بل حتى أول كلمة كانت في الوحي فهي كلمة (إقرأ) أعتبرها حافزاً مهماً للتأهيل , وفيها مغزى وملمح مهم جداً , لقد خلق الله تعالى الإنسان ولم يتركه هملاً بل سخر له ما في الأرض جميعاً , وجعل له العقل والحواس كلها لينظر ويتفكر ويعمل ويتدبر ويستفيد من الثمرات .
لقد أكرم الله بلادنا كثيراً من الخيرات – ماديةً ومعنويةً- والكثير من الموارد الطبيعية : من بترول ومعادن وأراضي واسعة وطبيعة متنوعة من سهل وجبل وشاطئ وبحر وصحاري شاسعة , وكلها خيرات وفيرة ولكن لا يمكن استغلالها والتمتع بمنافعها بدون ان نتسلح بالعلم والمعرفة والخبرة بأن نتأهل ونتدرب على استغلال تلك الخيرات.
إن حب الشباب للعمل , وغرس هذا الحب في نفوسهم , وتحفيزهم واستنهاض هممهم للأعمال كافة شيء دعا له ديننا العظيم الذي حث على إتقان العمل والإخلاص فيه وهكذا يجب أن يكون شبابنا اليوم بعد أن يتسلح بالعلم والخبرة والثقافة والتدريب والتأهيل ويصبح الشاب عاشقاً لعمله منتجاً, مخلصاً ومحباً له , ومنتمياً للكيان الذي يعمل به حتى تصبح بينهما علاقة محبة وتمازج ويحظى العامل بالرزق الحلال من العمل الشريف ويحظى صاحب العمل بالخدمة المخلصة التي يقدمها له العامل والموظف وتسود بينهما علاقة الحب والود بما فيه خير الجميع .
إن هذا المثلث الذهبي ( التثقيف – التدريب – التأهيل ) ضروري جداً لشبابنا قبل اندماجهم في العمل . ولنبدأ ببيان أهمية مفردات هذا المثلث الذهبي بشئ مختصر
أولاً - التثقيف : اختبار ميوله ورغباته :-
عن أهمية العمل, ومكانته , وقيمته , وعن أخلاقيات العمل , وأخلاقيات المهنة , وهذه أمور هامة يجب تعريف الشباب عليها ويعلمونها وتصبح جزء من ثقافتهم .
ثانياً - التدريب :
بعد أن يتجرع الشاب جرعة الثقافة وتمتلئ نفسه بحب العمل , ويتشرب هذا الحب , سيكون متحمساً للبدء والانطلاق لتاتي الخطوة الثانية وهى التدريب على العمل الملائم له والذي اختاره بعد أن عرف مميزاته , ويشمل التدريب كافة مجالات هذا العمل وخطواته واسراره وخفاياه ... الخ وبذلك ينتقل الى مرحلة التأهيل .
ثالثاً التاهيل :
وهي المرحلة الاخيرة قبل أن يباشر الشاب العمل , وبعد التثقيف والتدريب يصبح مؤهلاً يما صار عنده من معلومات وبما مارس من تدريبات .
وهكذا نجد أنه بعد تطبيق أضلاع هذا المثلث الذهبي فإننا نحصل على الموظف المؤهل تأهيلاً وظيفياً كاملاً وفي نفس الوقت سيتمتع هذا الموظف بالرضى الوظيفي , وسيكون متسلحاً أيضاً بالولاء الوظيفي , ويربط كل ذلك برباط الحب بالمنشأة التي يعمل بها وللعمل الذي يقدمه مستفيداً من الأجر الحلال الذي يجنيه من ثمرة تعبه وجهده وهذا بحد ذاته يعتبر عبادةً في الاسلام إذا خلصت النية .

الأكثر قراءة