ساهر لكل متهور وطائش علاج قاهر !

ساهر لكل متهور وطائش علاج قاهر !

ساهر لكل متهور وطائش علاج قاهر !

أعترف ببداية الأمر وكالكثيرين غيري بأننا لم نتقبل مجرد طرح فكرة نظام ساهر لرصد المخالفات المرورية الآلي , بل وازداد إمتعاض البعض منه و أدى بفئة قليلة من المراهقين إلى الإعتداء على مركباته وتكسير كاميراته , وما لبثنا قليلاً حتى بدأنا نتأقلم معه تدريجياً , والحق يقال بأن نظام ساهر أكد صحة مقولة (آخر العلاج الكي) , فلما اكتوى المتهورون (بلسعات) الغرامات والعقوبات رغماً عنهم اتعضوا , كما أأكد بأن إيجابيات هذا النظام أكثر بكثير من سلبياته التي يحاول البعض اختلاقها والتذرع بها عبر نقده المفرط فيه وصب جام غضبه عليه , ولا أعلم ما فائدة البعض من التحدث بلسان العامة ونشر الإمتعاض منه وجعله وكأنه ظلم أومصيبة حلت بالعموم خصوصاً ببداية تطبيقه !

مع العلم بأن هذا النظام خفض نسب عالية من الحوادث المرورية وقنن الشيء الكثير من التهور والطيش وكسر أنظمة المرور , إلى درجة أن كثير من السائقين بالسابق كانوا يجدون صعوبة بالغة في ضبط وكبح سرعاتهم على الخطوط الطويلة , خاصة إذا كان محرك السيارة مزود بشواحن توربينية أو ذات محركات من طراز ضغط عالي يصل عدد إسطواناتها إلى الإثنا عشر , مما يجعل جموح محركات هذه النوعية من السيارات محفزة للقيادة بسرعات كبيرة جداً كالسيارات الألمانية والأوروبية مثلاً مهما تقادمت موديلاتها , ولما تبرمج ذهننا على تحاشي الوقوع في شبك (مقناص) هذا النظام برمجنا وغيرنا قسراً نوعية قيادتنا التي اعتدنا عليها لسنوات طويلة حتى لو كانت السيارة التي نقودها إحدى سيارات السباقات أو الراليات !

أغلبنا يتذكر جيداً حال اللحظات الأولى من الدخول في بعض المدن الكبرى وخاصة الرياض تجده يشعر بأنه خرج عن الغلاف الجوي وبدأ يقود سيارته بجوار (صواريخ أرض أرض) عابرة للقارات من شدة السرعة والمراوغات الخطافية لبعض السائقين هناك , وذات مرة أخبرني رجلاً مسناً بقصته في أول مرة دخل فيها الرياض قبل عشر سنوات حيث أنه لم يستطع أن يقود سيارته لأكثر من كيلو واحد من شدة ارتباكه وهلعه من نوعية قيادة بعض الشباب لسياراتهم هناك حتى اضطر لأن يوقف سيارته جانباً ويستقل سيارة أجرة ليكمل مشواره ويقضي مشاغله !

عني شخصياً ومن واقع تجارب عديدة تجاوزت السنوات حاولت مراراً أن أغير طريقة قيادتي السلبية وأن أهديء من سرعاتي العالية جداً التي لن أخجل من ذكرها معترفاً بخطئي الكبير حيث كانت تصل سرعاتي القصوى إلى الـ 280 كيلو ومرات قاربت حتى الـ 300 كيلو في عدة أحيان. ولم أتمكن من كبح جموح قدمي التي اعتادت على (الدعس) سوى من خلال نظام ساهر الفعال الذي لا يهمني مردوده التجاري أو الربحي بقدر اهتمامي بنتاجه الــنـفـعي على طريقة قيادتنا لسياراتنا.

من فوائد نظام ساهر أيضاً نتيجة القيادة الآمنة ليست فقط حفظ النفس والأرواح والممتلكات العامة والخاصة بل من فوائده الفورية توفير الوقود والحفاظ على كفائة الزيوت وإطالة العمر الإفتراضي للمحركات وتوابعها وكذلك العجلات والفرامل والدهان الخارجي وتقليل حاجة السيارة للصيانة وكل هذه أمور تدخل في معادلة المتوالية الحسابية التي تهدر المال وتبدده من حيث لا نشعر , كذلك الحفاظ على الصحة العامة للسائق ولمن معه بحيث ثبت أن السرعات الكبيرة أثناء القيادة تزيد من خفقان القلب وتبعث التوتر وترفع من ضغط الدم لجميع الركاب المدركين لخطورة السرعة , إن نظام ساهر فعلاً لكل متهور وطائش علاج قاهر ..!

الأكثر قراءة