كن صديق المرضى
بعث لي الصديق العزيز والناشط الاجتماعي فهد الصالح أمين عام لجنة أصدقاء المرضى، نسخة من تقرير اللجنة لعام 2013. سرني كمُّ الأنشطة والدعم الذي تقدمه اللجنة للمرضى وأسرهم.
أعجبني في أنشطة اللجنة التنوع، وإبداعها في تقديم خدماتها التي شملت الزيارات وتقديم العون داخل المستشفيات إلى إسكان للمرضى ومرافقيهم، وتقديم الهدايا المادية والمعنوية، وصولاً إلى حل المشكلات المادية التي يواجهها بعض المرضى.
يضم نشاط اللجنة التعاون مع المستودع الطبي التابع لجمعية "عناية" من خلال إعادة الأجهزة الطبية والمعدات وصيانتها ليستفيد منها مرضى جدد. كما تتعاون اللجنة مع الجمعيات الخيرية في تشجيع الدعم والاهتمام باحتياجات المرضى وتفعيل خدماتها بكل الوسائل.
تمكنت اللجنة من استقطاب عدد من رجال الأعمال وهو أمر محمود، لكن تسويق نشاط اللجنة يستدعي مزيدا من العمل المنهجي لضمان عدد أكبر من المساهمين الذين يجهل بعضهم نشاط اللجنة المتميز. تعمل اللجنة على الحصول على الموافقات للاستفادة من نظام الجمعيات الخيرية لتتمكن من توسيع مظلة خدماتها. كما تعمل على الاستفادة من الأوقاف لتوفير مصدر مالي دائم تغذي من خلاله أنشطتها.
يعمل في المملكة كثير من لجان أصدقاء المرضى، لكن التعاون بينها محدود، ولعل اللجنة تأخذ المبادرة في توحيد الجهود داخل منطقة الرياض، ومن ثم تكوين قاعدة بيانات تشمل جميع لجان أصدقاء المرضى لتوحيد الجهد وتطوير الخدمات ودعم تنوعها وانتشارها، خصوصاً في القرى والهجر.
يسمح حجم اللجنة وقدرتها الإدارية والمالية لها بأن تتزعم مجهوداً ينشئ كائناً قانونياً قادراً على تحقيق مزيد من النتائج. مجهود يمكن أن يوجد مصادر متعددة، ويستفيد من كفاءات موجودة في اللجان والمناطق الأخرى.
يأتي في السياق نفسه توفير الدعم اللاحق للمرضى وأسرهم، سواء من ناحية الخدمات الاجتماعية والمالية والقانونية، إضافة إلى توفير الأدوية للمحتاجين بالتنسيق مع المستشفيات.
ختاماً أدعو جميع الراغبين في العمل التطوعي للمشاركة في مثل هذه اللجنة الفاعلة، وأدعو الأطباء والصيادلة للمشاركة في عضويتها وتقديم الوقت والإرشاد والمقترحات لمسؤوليها والمستفيدين من خدماتها، ولرجال الأعمال دعوة للمساهمة في ترسيخ نشاطهم الخيري بالتعرف على اللجنة ومثيلاتها، وتقديم الدعم المادي والبشري لها، فالعمل الصالح يبقى بعد انقطاع عمر صاحبه.