الكسلان المائي .. هرب من الصحراء إلى البحر

الكسلان المائي .. هرب من الصحراء إلى البحر

خرجت مجموعة من الباحثين من جامعة السوربون الفرنسية بنتيجة مفادها أن الكسلان المائي القديم اضطر للعودة إلى البحر بحثاً عن الغذاء وهرباً من الصحراء، لكنه لم يتمكّن من التأقلم مع الحياة في المياه الباردة وانقرض. وفحصت المجموعة عدداً من العظام المتحجّرة واكتشفت تغييرات في كثافتها، ما اعتبرته دليلاً على انتقاله إلى البيئة المائية. وعاشت أنواع مختلفة من الكسلان المائي على الأرض منذ ما يراوح بين أربعة ملايين وثمانية ملايين عام. وتم العثور على حفرياتها على ساحل المحيط الهادي في بيرو. ودفع ذلك علماء الحفريات إلى الاعتقاد بأنها في الواقع كانت تعيش في البحر وليس البر.
وكانت هذه المنطقة في تلك الفترة صحراوية لم يكن يتوافر فيها ما يكفي من الغذاء، ولم يبق أمام الكسلان سوى النزول إلى البحر، ولكن كثافة عظام الكسلان في البداية لم تكن كافية للعوم.
وفحص الباحثون بضعة نماذج لعظام الكسلان من متاحف مختلفة في ليما وباريس، وقاموا بقياس كثافتها بواسطة التصوير المقطعي، وتبين أن كثافة العظام ازدادت بنسبة 20 في المائة خلال ثلاثة ملايين عام فقط، لتشبه عظام خروف البحر وغيره من الثدييات التي تتغذى من قاع البحر، ويبدو أن نقص الغذاء في البر دفع الكسلان للتقدم نحو البحر.
وكان في البداية يقف في الماء ويتناول عشب البحر، ثم تعلّم العوم والغوص، وذلك بفضل زيادة كثافة العظام، ولكن التكيُّف التطويري لم يأت بثمار، فبعد تشكل برزخ بنما، لم تعد المياه الدافئة من البحر الكاريبي تصل إلى سواحل بيرو؛ ما أدى إلى انخفاض عدد النباتات البحرية التي كان يتغذى بها الكسلان، ولم يتمكن الكسلان المائي من التأقلم مع الحياة في المياه الباردة وانقرض.
ولا يوجد في الوقت الحالي سوى نوعين من الكسلان يعيش كلاهما على الأشجار ويشبهان قروداً صغيرة.

الأكثر قراءة