اجمع للورثة يا جلدة
يشتكي البعض من تهاون بعض التجار في دفع حقوق الناس مثل عمولة بيع الأراضي وجلب الاستثمارات وهذه العادة تتكرر من بعض الأنفس الشح، وتعجب لحال بعض التجار وأصحاب الأموال والعقارات ممن جبلوا على حب المال والتلذذ في جمعه وتكديسه بشكل غريب، وبرغم تضخم أرصدتهم بما يكفيهم من المال هم وأولادهم وأحفادهم – ما شاء الله اللهم لا حسد – إلا أن بعضهم يقهرك في طريقة تعامله وحبه الجم للمال وكأنه سيحمله معه بعد وفاته.
من العجب وجود أراض وبمساحات تصل إلى مئات الألوف من المترات المربعة تقدر بمئات الملايين من الريالات يملكها ذلك الرجل منذ سنوات عديدة إن لم تكن عقودا ولم يفعل بها شيئاً ينفعه وينفع البلد وتركها أرضا بورا لا هو اللي طورها ولا ترك الفرصة لغيره أن يفعل ذلك، وعندما اشتراها كانت بتراب الفلوس وحجته أنه ليس بحاجة لقيمتها وسعر الأرض في زيادة.
النوع الآخر ممن يشتري العقارات وخصوصا الأراضي بالملايين ولا يدفع حقوق الناس مثل السعي المفترض أن يدفعه حسب الأصول ولا نصفه حتى، بخلا وطمعا والعياذ بالله، لا لشيء إلا أنه يستكثر المبلغ على الوسيط برغم أنه دفع عشرات الملايين في شراء الأرض. تسمع قصص كثيرة من بعض الزملاء والأصدقاء يروون فيها أنواع الجشع والاستغلال لبعض التجار هداهم الله، وللأسف أن هؤلاء قد حرموا أنفسهم وأولادهم من التمتع بأموالهم في حدود المعقول وبعضهم في الستينيات والسبعينيات من العمر، كما أنهم نقلوا التقنية والخبرة لأبنائهم ليصبحوا على شاكلتهم إن لم يكن أسوأ إلا من رحم ربي وبعضهم يدعو للشفقة وتعتقد أنه محتاج ولا يملك ما يكفيه وخزينته مليئة بالصكوك والأرصدة المالية، والورثة يتحينون الفرصة للتمتع بها.
مثل هؤلاء ماذا تستفيد منهم البلاد والعباد؟ بل هم عالة عليها كيف لا وهذه الأراضي والعقارات والأموال لو تم تشغيلها واستثمارها في مشاريع تنموية فستعود عليهم بالفائدة أولا ثم الأقربين والوطن، ولكنه الجشع وحب الذات، وغالبية هؤلاء من عينة من يعمل خلف الكواليس وبحذر خوفا من تفتيح العيون عليهم أو الحسد.
هولاء لا ينفع معهم إلا قانون الضرائب على الأموال والأراضي البيضاء التي يملكونها ولا يستفيد منها سواهم حتى يعرفوا قيمة النعمة التي يعيشونها في كنف هذه البلاد..
وعلى النقيض تماما هناك بعض التجار ممن جبلوا على فعل الخير وبناء المساجد والمساكن والمستشفيات والمراكز الصحية ودور تحفيظ القران الكريم والمدارس وإعالة الأسر المحتاجة وغيرها من أعمال البر ويستفيد منهم القريب والبعيد، وأموالهم في زيادة. نقول للصنف الأول أعانكم الله على أنفسكم وأعان أولادكم وبلادكم عليكم، وعليكم بجمع الأموال حتى يتمتع بها الورثة بعد موتكم وينفقوها كيفما شاؤا.