«التبكير» و«الروتين» و«عدم الرضا».. تغيِّب بسمة الموظف الحكومي في وجه المراجع

«التبكير» و«الروتين» و«عدم الرضا».. تغيِّب بسمة الموظف الحكومي في وجه المراجع

تعتبر الابتسامة وسيلة اتصال مهمة بين أفراد المجتمع وكل البشر, وهي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى تـرجمة، وتسهم في إضفاء قيمة إيجابية على الحياة الصعبة، كما أنها تسهم في تقديم الذات للآخرين بشكل مريح، حيث يؤكد علماء النفس أن امتلاك ابتسامة طبيعية جذابة يمكن أن يساعد على نجاح مهارات التقديم الذاتي.
وتعد أجمل الابتسامات تلك الابتسامة الصادقة التي تشعرك بالراحة والسرور إذا رأيتها في وجه الآخرين، وعندما تلقى بها الآخرين فيشعرون بارتياحك وسرورك اتجاههم.
ومع أن الابتسامة لا تكلف شيئا إلا أنه غالبا ما نفقدها على محيا الموظف الحكومي تجاه المراجع لتلك الدوائر.
وحول أسباب غياب تلك الابتسامة عن بعض الإدارات والمصالح الحكومية، أكد الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية أهمية نشر ثقافة الابتسام، مشدداً على ضرورة استقبال الموظفين للمراجعين بشكل مريح يتسم بحسن التعامل واللباقة في الحديث.
وطالب باستبدال كلمة ''مراجع'' بـ''مستفيد''، في المخاطبات الرسمية كافة، وذلك إيماناً منه بالارتقاء بالخدمات كافة التي تقدمها الإدارات الحكومية للمستفيدين.
فيما قالت فوز سيف معلمة وناشطة اجتماعية: ''البسمة رسالة حُب وصدق وإخلاص لغة رقيقة وزاهية الألوان تدخل الفرح والسرور إلى القلب, حيث إن كل المشاكل تتكدس على رأس الموظف بداعي عدم اكتمال النوم وتكتمل المسيرة بانعدام تقاسيم وتعابير البسمة على الوجه, حينما يقف قلمه عند آخر نقطة توقيع الحضور بالعمل ليستقل المكتب بتقطيب الحاجبين وعبوس الوجه بدعوى ''ما بعد صحصحت''، فما ذنب المستفيدين المراجعين ينتظرون منك كلمة (انتظر).
وعللت ذلك من وجهة نظرها ببرمجة اللاوعي على رفض الاستيقاظ الباكر ورفض العمل، فما يتبرمج عليه من أفكار قبل النوم تتحول إلى سلوكيات سلبية بعد الاستيقاظ, وكذلك الروتين المستمر في العادات السلوكية الخاطئة داخل المنزل منذُ ساعات الصباح الباكر حتى العودة للمنزل، مع عدم الاقتناع والقناعة بما يملكه الفرد ليردد دائماً كل يوم دوام وراتب لا يكفي.
وزادت فوز: ''أغلب الأسباب هي أفكار ترسخت في برمجة اللاوعي على التفكير السلبي، ما أدى إلى ظهور سلوكيات خاطئة، وأولها عدم الابتسامة، وبالتالي سوء التعامل مع المستفيدين أو المراجعين وهو دليل قاطع على أن التبكير سعادة لا توصف فساعات الفجر الأولى من الثانية إلى الخامسة فجراً تقريبا تكون نسبة غاز الأوزون- الأكسجين النقي - في السماء الدنيا عالية جداً، التي يحتاج إليها الدماغ والجسم للأنشطة الفسيولوجية بالجسم، وبالتالي تبعث السعادة في النفس والابتسامة للوجه مع استنشاق نسيم الفجر بالطرق الصحية كل يوم''.
من جانبها، قال ناصر الفهيد أحد موظفي الخطوط السعودية: ''التقصير والإهمال هما العنصران الرئيسيان لتقييم أي موظف حكومي، أما غياب الابتسامة فسببها الرئيسي هو الملل، الذي بدا ينتشر في كل القطاعات الحكومية، كما أن شدة وحدة بعض المديرين في التعامل تتسبب في غياب الابتسامة عن موظفيه، لذا يجب عليهم المرونة معهم حتى ينعكس ذلك على المراجعين للدوائر الحكومية''.
وأضاف: ''كذلك من أسباب غياب الابتسامة هو كثرة المراجعين لهذه الدوائر وعدم حديثهم برقي، بل يعم الصراخ والفوضى، ولذلك لا نستغرب غياب الابتسامة حتى من المراجعين ومن باب أولى الموظف''.

الأكثر قراءة