محل فول بحاجة إلى "معلم" .. ما تخبرين لهم سعودي يا وزارة العمل ؟

فشلت جميع محاولات مدرس الانجليزي "المصري الجنسية" عندما كنت بالمرحلة الثانوية في تعليمي الكتابة بالخط المتشابك.....آنذاك لم نكن نفرق بين الـU و الـY ,كما كنا نسمي الأخيرة "يو أم رجل"!!...بعد عدة سنوات أتضح لي أن ذاك المدرس كان "خالياً من الذكاء" لكون تعلم هذه الكتابة يكون تلقائي من خلال ممارسة اللغة نفسها بشكل يومي دونما الحاجة لتعلم.
أثارت قرارات السعودة بالوظائف تذمر و استياء أصحاب المنشآت الصغيرة بشكل خاص في السنوات الاخيرة أدى ذلك لظهور ظاهرة حديثة تاريخياً بسوق العمل تدعى "السعودة الوهمية" في المنشآت الصغيرة بالذات "Family Business" ، ويتمثل شكل هذه الظاهرة بقيام أصحاب هذه المنشآت بتوقيع عقد عمل مع موظف سعودي وتسجيله ضمن سجلاتها بمكتب العمل و التأمينات الاجتماعية بالحد الأدني للرواتب و هو 1500ريال شهريا دون إعطاءه أي مهام ضمن نطاق العمل بحيث يكون فقط موظف شكلي بالمنشآة, و يبرر أصحاب هذه المنشآت سبب اللجؤ لهذا التحايل لكونه وسيلة للحصول على العدد المطلوب من العمالة الاجنبية لحاجتهم لها بالإضافة لعدم استقرار الموظف السعودي بالمنشآت الصغيرة بهذا الحجم.
و في بالمقابل تستمر سياسة وزارة العمل في ارتداء ثوب"الجلاد" بفرض العقوبات و المخالفات على اصحاب هذه المنشآت و السؤال الذي يتبادر للأذهان ألم يحن الوقت يا وزارة العمل لارتداء ثوب "الخياط" ؟ من خلال إصلاح أماكن التمزق باستخدام الإبرة والخيط وذلك من خلال معرفة المتطلبات الفعلية لأصحاب هذه المنشآت من حيث إنخفاع قاعدة الرواتب من جهة، و تدني أرباحها بالمقارنة مع المنشآت الاكبر حجماً من جهةٍ أخرى، و تعمل الوزارة بوضع برامج تدريبية مخصصة للمنشآت بهذا الحجم من شأنه أن يساعد على تجهيز العمالة الوطنية "الغير مؤهلة تعليمياً "حسب حاجة هذه المنشآت ? أوليس هذا حل محتمل ؟ أم هل ترغب الوزارة بأن يقوم أصحاب المنشآت الصغيرة بترك أعمالهم و مصالحهم و القيام بدور الـ Babysitter? ؟!!
أدرك موظف سعودي يعمل في مكتب خدمات طالب مدى أهميته لصاحب العمل....ليس لكونه "سبايدرمان المكتب" و لكن فقط لكونه السعودي الوحيد فيه مما دفعه إلى تهديد صاحب العمل بالاستقالة عدة مرات، فتارة راح يطلب منه تغطية مصاريف إقامته في برج "خليفة" بدبي، و تارةٍ أخرى يطلب منه دفع تكلفة إيجار"رنج روفر " بالويك أند!!......فلم يبقى لصاحب المكتب إلا أن يأتيه بــــــ "شهرزاد" لتقص عليه حكاية ألف ليلة و ليلة!!
لو قامت وزارة العمل بنظرة عميقة في أسباب السعودة الوهمية في سوق العمل في هذه المنشآت لوجدت أن نطاق العمل فيها محدود، و بالتالي من غير المتوقع حصول السعودي فيها على مهارات وظيفة كما في الشركات الكبرى و من ثم تكون غير مرغوبة وظيفاً،حتى إن نجاح تجربة السعودة على سبيل المثال لا الحصر في مطاعم الوجبات السريعة "ماكدونالد" و"كودو" لا يمكن الإتيان به كمقياس في العمل لتطبيقه على المنشآت الصغيرة نظراً لنمو فرصة السعودي للتدرج في السلم الوظيفي فيها، و رفع قيمة الموظف السوقيه للحصول على عروض عمل أفضل من المنافسين بالإضافة لمزايا أخرى كالدورات التدريبية والتأمين الطبي ، كما أن وجود سياسية عمل داخليةinternal Policy"" في هذا النوع من الشركات من شأنه أن يسهل سير الأعمال بكل وضوح وسلاسة.

في السابق كانت ترفض طالبات أصحاب هذه المنشآت بالحصول على عمالة بحكم أنها من المحتمل جداً أن تساهم في تشكيل عمالة أجنية غير نظامية في البلاد....أما الآن فموضوع وجود عمالة غير نظامية بعد نهاية المدة التصحيحية التي أمر بها خادم الحرمين –رعاه الله أصبح إلى حد كبير مستبعد بمعنى أنه من المفترض أن تكون أغلبية العمالة الاجنبية نظامية و بالتالي يمكننا تقسيم العمالة بعد المدة التصحيحية لثلاثة أنواع أولها: عمالة نظامية على كفالة المنشأة و تعمل لحسابها و لا غبار عليها, و ثانيها: عمالة على كفالة فرد أو منشأة و تعمل لغير حساب الكفيل و نلاحظ أنه هذه النوع الثاني سيقل بشكل كبير بالمقارنة مع الوضع السابق و ثالثها: عمالة أجنبية غير نظامية ضئيلة تستبعد من البلاد من خلال حمالات وزارة العمل التفتيشية.
فأما إذا كانت الوزارة لن تقوم بالحملات التفتيشية و الأخذ بالحالات الشاذه لتطبيقها على العموم فهنا الموضوع أخر!
و أخيراً ....
تنقسم المطاعم من حيث تصنيف نوع العمالة الموجود بها لثلاثة أنواع:
نوع الـ"أكس كيوز مي" و هذا النوع غالي شوي و يعتمد الـMinimum Charge" " و بخشيش و أفلام هندية.
نوع الــ "يا مدير" متوسط تكلفة سعر الوجبة فيه من عشرة الى عشرون ريال.
نوع الـ "يا معلم" و قد كان محور الحديث .....أقل من عشرة ريال تأكل لحد ما تشبع!