120 ساعة فاصلة بين عودة «حميدان التركي» إلى الوطن أو بقائه في أمريكا
أصبح على السعوديين أن ينتظروا 120 ساعة أخرى للاستماع لقرار قاضي محكمة مقاطعة أراباهو في كلورادو الأمريكية، بشأن الموافقة على ترحيل حميدان التركي لاستكمال بقية محكوميته في الأراضي السعودية من عدمها.
وعلى الرغم من طول مسلسل قضية السعودي حميدان التركي التي قاربت السنوات التسع إلا أن السعوديين سطروا أروع مشاهد التكاتف مع ابن جلدتهم، مؤمنين ببراءة ابنهم من التهم الموجهة إليه.
يوم الخميس الماضي كان للسعوديين موقف من قضية الحميدان، حيث استمروا لساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة يترقبون لأكثر من ثماني ساعات للاستماع لنطق قاضي محكمة كلورادو الجزئية في أمريكا، وسط متابعة دقيقة لسير الجلسة سجلتها مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وذلك من خلال أحد المغردين الذي كان حاضراً الجلسة.
وسجلت الجلسة الماضية حضوراً رسمياً وتعاطفا ليس سعودياً فقط بل حتى من الجاليات العربية والإسلامية وأصدقاء حميدان التركي من الأمريكان، وهذا يدل على إيمان الجميع ببراءة التركي وتعاطفهم معه.
وسيكون الخميس المقبل 31 تشرين الأول (أكتوبر) موعدا وجلسة أخرى للبت في موضوع السماح للتركي بالعودة إلى وطنه واستكماله محكوميته في وطنه، وسط تفاؤل ودعوات متتالية من الصغار والكبار بأن يفرج عنه، ويدخل السرور في قلوب أسرته، وقلوب السعوديين الذين أصبحت قضية حميدان قضيتهم.
وأوضح تركي حميدان التركي في تغريدة له على صفحته الشخصية في موقع "تويتر"، أن الجلسة كانت إيجابية وأن أسباب التأجيل تعود إلى أن الادعاء لم يكتفِ بالشهود الذين أحضروهم، حيث إن شهادتهم كانت في مصلحة والده، مبيناً أن مسلسل القلق سيستمر أسبوعاً آخر حتى إصدار الحكم.
ودعا تركي بن حميدان الله -سبحانه وتعالى - أن يربط على قلوب جدته وأمه وإخوته، قائلاً: "كان الله في عونك يا أبتِ".
من جانبه، طالب فهد الرواف ممثل السفارة السعودية في واشنطن خلال حضوره جلسة المحاكمة بالإفراج عن التركي، والسماح له بقضاء بقية فترة عقوبته في السعودية، مؤكدا أن المملكة ستحترم قوانين ولاية كلورادو بتطبيقها العقوبة بحق "التركي" في حال السماح بترحيله إليها.
وأبدى الدكتور أحمد التركي خلال إلقاء كلمة مشحونة بالعواطف في جلسة المحاكمة حزنه وعائلته على الوضع الصحي لأخيه، مطالباً فيها السلطات الأمريكية بإرجاع شقيقه، مشيراً إلى أن سجنه أصبح عبئاً عاطفياً ومادياً على أسرته، وقال:" إن أفراد أسرته يعانون جرحا غائرا دامياً".
ورفض مدير إدارة إصلاح السجون في الولايات المتحدة الأمريكية، إدراج التركي في صفقة تبادل المسجونين بين البلدين، بحجة أن قانون ولاية كلورادو يستلزم إصلاح السجين ويمنع نقله لمكان آخر، إضافة إلى أن التركي رفض الخضوع لبرنامج تقويم خاص في السجن.
وأدين التركي بسوء معاملة خادمته، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وأثارت قضيته الرأي العام الأمريكي والسعودي على حد سواء، وإثر ذلك دشن نشطاء سعوديون حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التوقيعات على رسالة، تطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالعمل على إطلاق التركي.