«جوجل» تمنع التطفل الحكومي.. وتشفر خوادمها على الإنترنت
منعت عملاق برمجيات الإنترنت ''جوجل'' التطفل الحكومي عبر تشفير جميع البيانات المخزنة على خوادمها في وقت أسرع مما خططت له، وذلك لمواجهة المحاولات الحكومية للتجسس على بيانات المستخدمين.
وتسعى الشركة الأمريكية لتزويد مراكز البيانات الخاصة بها بأنظمة تشفير أقوى من المستخدمة حالياً، وذلك لتعزيز قدرة مراكز البيانات تلك على الوقوف أمام محاولات الوكالات الاستخباراتية الحكومية لاختراقها.
وقال ''إريك جروس'' نائب رئيس ''جوجل'' للهندسة الأمنية لصحيفة ''واشنطون بوست'' الأمريكية إن شركته في سباق تسلح أمام الوكالات الاستخباراتية الحكومية، وأن تلك الوكالات من بين أكثر اللاعبين مهارة في عمليات الاختراق والتجسس.
وكانت تقارير إخبارية كشفت أن وكالة الأمن القومي الأمريكية نجحت في اختراق الكثير من أنظمة التشفير عبر الإنترنت مما يمكنها من التجسس على العديد من البيانات المشفرة التي تنتقل عبر الشبكة العالمية مثل محتوى رسائل البريد الإلكتروني والبيانات المصرفية.
وأوضح تقرير لصحيفتي ''نيويورك تايمز'' الأمريكية و''جارديان'' البريطانية أن المسؤولين بالوكالة الاستخباراتية الأمريكية أبرموا اتفاقية مع شركات تقنية لمساعدتهم على اختراق نظم التشفير القوية على الإنترنت، بالإضافة إلى مساعدتهم في وضع أبواب خلفية في أجهزة المستخدمين تسهل للوكالة اختراق تلك الأجهزة متى يشاؤون، وتدفع الوكالة 250 مليون دولار أمريكي سنوياً لتلك الشركات لضمان استمرار تعاونها.
وتحاول شركة ''جوجل'' جاهدة لتبرئة سمعتها من مزاعم التورط مع الوكالات الحكومية لتسريب بيانات المستخدمين، حيث تأمل أن تساعد أنظمة التشفير الجديدة على الحد من محاولات التجسس غير المسموح بها على المستخدمين.
وكان مدير المنتجات في ''جوجل''، ''ديف بارث'' أكد في تصريحات سابقة أن خطة شركته تقوم على تشفير البيانات والبيانات الوصفية باستخدام مفتاح فريد يستخدم خوارزمية تشفير متطورة، ومن جهته أكد ناطق رسمي باسم الشركة أن ''جوجل'' لن تقوم بإعطاء مفاتيح التشفير إلى أي حكومة وإن تم ذلك فلن يكون إلا وفقًا للقانون.
ومن جهة أخرى دعا خبراء في أمن الإنترنت في المجموعة التطوعية المسؤولة عن قواعد التكنولوجيا الأساسية للإنترنت إلى إطلاق حملة لإعادة صياغة أمن الإنترنت، عقب الكشف عن تطوير وكالة الأمن القومي الأمريكي وسائل من شأنها خرق التشفير الذي يحمي ملايين المواقع.
ولكنهم اعترفوا بأن مهمتهم لن تكون سهلة، لأن أمن الإنترنت يعتمد بشكل كبير على علماء مختصين يعملون لدى حكومات، ويثيرون ريبة كثير من الناس.
ويعبر خبراء تكنولوجيا كبار عن إحباط من المعايير الأمنية التي وضعتها وكالة الأمن القومي الأمريكي، لأنها تعمدت أن تبقيها ضعيفة بما يكفي لاختراقها من قبل الوكالة.
وقال بعض هؤلاء إنهم صدموا لأن الحكومة عززت قدرتها على المراقبة بشكل كبير، سعياً لإضعاف أمن الآخرين.
وقال أستاذ التشفير في مؤسسة جونز هوبكنز ماثيو غرين: ''كنا نفترض أن باستطاعتهم استخدام إمكاناتهم لإضعاف المعايير، ولكن هذا يقوض أمن الآخرين في الولايات المتحدة''.
وأضاف قائلاً: ''كما أننا اعتقدنا أنهم لن يكونوا بلهاء إلى حد إيذاء أنفسهم، لكننا الآن فقدنا الثقة بهم''.
وقال رئيس ''المجموعة التطوعية المسؤولة عن قواعد التكنولوجيا الأساسية للإنترنت'' إن اللجنة ستكثف عملها لتزويد الحركة الأساسية للإنترنت بالتشفير المناسب، وتعزيز طرق حماية صفحات المصارف والبريد الإلكتروني، والصفحات الأخرى التي تبدأ بـ''إتش تي تي بي إس'' https.