جنبلاط يشن هجوما عنيفا على الرئيس السوري وحزب الله

جنبلاط يشن هجوما عنيفا على الرئيس السوري وحزب الله

شن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط أمس هجوما عنيفا للغاية في الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري، على الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه "بالمنتج الإسرائيلي على أشلاء الجنوب"، وعلى حزب الله. وقال في خطابه أمام مئات الألوف من أنصار قوى الرابع عشر من آذار "لن نستسلم للإرهاب وللأحزاب الشمولية سورية كانت أو غير سورية". وخاطب الرئيس السوري قائلا له "يا طاغية دمشق يا أفعى هربت منها الأفاعي يا حوتا لفظته البحار يا وحشا من وحوش البراري يا مخلوقا من أنصاف الرجال يا منتجا إسرائيليا على أشلاء الجنوب". وأضاف في إشارة إلى حزب الله من دون أن يسميه "يا أشرف الرجال يا رفيق الحريري جئنا لنقول إنه لن يخيفنا تهديد ولا وعيد ولن تخيفنا الصواريخ والمدافع من زلزال ورعد وبرق (في إشارة إلى صواريخ يملكها حزب الله) جئنا لنقول مع الرجال الرجال لن نستسلم للإرهاب وللعبوات القاتلة وللأحزاب الشمولية سورية كانت أما غير سورية". كما درج جنبلاط على وصف حزب الله بـ"الحزب الشمولي" في كلمات سابقة له. ومن جانبه قال رئيس كتلة المستقبل وعضو مجلس النواب اللبناني سعد الحريري في كلمته أمام مئات الألوف من المشاركين في التجمع تكريما لوالده "نحن هنا لنمد يد الحوار والوحدة الوطنية إلى كل لبناني لنتوصل مع كل اللبنانيين إلى القرارات الشجاعة التي تضمن وحدتنا ووحدة بلدنا ومستقبلنا". واعتبر سعد الحريري أن "حماية لبنان تكون بالمحكمة الدولية واستقرار لبنان يكون بحكومة تتمثل فيها كل الكتل النيابية التي انتخبها اللبنانيون بإرادتهم وتحقق كل طموحاتهم" في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف الحريري "إننا اليوم في قلب ساعة الحقيقة وفي الشوط الأخير لقيام المحكمة الدولية قريبا وقريبا جدا إن شاء الله". وتابع أن المحكمة الدولية "الضامن لوجودنا وديمقراطيتا وسيادتنا ومستقبل أولادنا" مضيفا "ليفهم القتلة أن المجزرة التي ارتكبوها في عين علق أمس لن تمر من دون ثمن". ومن جانب آخر تدفق مئات الألوف من اللبنانيين حاملين أعلام بلدهم إلى ساحة الشهداء في قلب الوسط التجاري لبيروت وهم يهتفون لرفيق الحريري مطالبين بإقامة المحكمة الدولية لمحاكمة قتلته في الذكرى الثانية لاغتياله ومعلنين رفضهم لـ"سياسة الترهيب". وكان لا بد للمشاركين القادمين من شمال أو جنوب أو شرق العاصمة السير على الأقدام لمسافات تصل أحيانا إلى أربعة كيلومترات للوصول إلى ساحة الشهداء حيث أقيم التجمع. فقد أدى تدفق السيارات والحافلات إلى أزمة سير خانقة رغم تحديد مواقف سيارات لكل منطقة. وباشر الخطباء إلقاء كلماتهم نحو الظهر في حين كانت التلفزيونات لا تزال تعرض صور تدفق السيارات على مداخل العاصمة. وقد عملت القوات الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن على الفصل تماما بين المنطقتين عبر ساتر ضخم لمنع أي احتكاك.
واستذكر الكثير من المشاركين التظاهرات الضخمة التي شاركوا فيها بعد اغتيال الحريري في الرابع عشر من شباط (فبراير) 2005 والتي أسهمت في انسحاب القوات السورية من لبنان في أواخر نيسان(أبريل) بعد وجود دام 29 عاما. وإلى جانب جامع محمد الأمين الذي يوجد أمامه ضريح الحريري أقيم ساتر حديدي مع أسلاك شائكة وسواتر من الأسمنت لمنع أي احتكاك مع أنصار المعارضة الذين انتشرت خيمهم على بعد أمتار من الساتر على الجهة الثانية. وإضافة إلى الانتشار الكثيف لعناصر الجيش أمام هذا الساتر وضعت أيضا ألواح من الخشب والكرتون لمنع الرؤية بين طرفي الساحة وبالتالي خفض أي احتمال للاحتكاك. وقام جميع الزعماء السياسيين تقريبا المشاركون في التجمع بزيارة ضريح الحريري قبل التوجه لإلقاء كلماتهم على منصة نصبت أمام جامع محمد الأمين. ورغم الخلافات السياسية المستحكمة بين شرائح الطبقة السياسية اللبنانية فان الجميع يعتبر الحريري "شهيدا".

الأكثر قراءة