التاجر بين نعيم الجنة ولهيب جهنم
التاجر بين نعيم الجنة ولهيب جهنم
تعرف التجارة بأنها تبادل للبضائع والخدمات أو كليهما أو تعرف بأنها محاولة الكسب بتنمية المال بشراء السلع بالرخيص وبيعها بالغلاء وقد عرفت منذ زمن بعيد والواقع يصدق بأن تسعة أعشار الرزق بالتجارة وبعض التجار لا يبالون إلا بالكسب سواء حلالا كان أم حرامًا, فإن كان كذلك اندرج تحت الحديث: ( إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا ، إلا من اتقى الله وبر وصدق) (رواه الترمذي), فليقنع التجار بالكسب المعقول.
لماذا يكسبون مائة بالمائة ؟ ألا يكفي الربح البسيط ؟ لم الجشع ولم الطمع ؟ ولم الربح الفاحش ؟ ألا يكون ذلك على حساب المستهلك المسكين, رغم أنه لم يثبت حد في الشرع لنسبة الربح في التجارة، ولكن العلماء أجمعوا على جواز التسعير، فإن سعّر أولياء الأمور سلعة، فيجب على التجار أن يتقيدوا بالسعر، ويحرم عليهم أن يزيدوا عليها، والغالب على هذه السلع أن تكون من السلع المهمة الضرورية والرئيسية.
والشيء الذي لم يسعّر ينبغي أن يتقيد فيه بأعراف أهل التجارة، فكل سلعة عند التجار سعران أعلى وأدنى، فلا يجوز لك استغفال الآخرين فتبيعه بسعر غير سعر السوق اربح قليلا وبع كثيرًا أفضل أما أن تحاول أن تجمع الدنيا بين يديك وتظن أن كل ما تجمعه حلال، فهذا لا يجوز فإن الإسلام جاء بالعدل، فإذا لم يحدد نسبة الربح فإنه ينبغي مراعاة العدل والأمانة, فمن اتقى الله بأن لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة من غش وخيانة وأحسن إلى الناس في تجارته وقام بطاعة الله وعبادته وصدق في يمينه وسائر كلامه فتح له ربه رزقا وفير وبركه بماله وتجارته وكتبا له بذلك أجراً.
ومن أهم ما أمر به ديننا الإسلام أن يحرص التاجر الذي يريد إرضاء ربه على أن يزكي ماله ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) ( سبأ /39 ), ولابد العناية بطلب البركة في المال قبل العناية بالكثرة ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (الأعراف /96 ), وعلى هذا مما ينبغي التنبيه إليه أنه لا يجوز للتاجر أن يتاجر حتى يتعلم أحكام الله في التجارة ويراعي الفئة المستهلكة كذلك .
أيها المصلحون ضاق بنا العيش ولم تحسنوا عليه القياما .. وغدا القوت كالياقوت حتى نوى الفقير الصياما!
(حافظ ابراهيم)