«الخواصة» مهنة يصنع منها أكثر من 25 منتجاً

«الخواصة» مهنة يصنع منها أكثر من 25 منتجاً

تعد "الخواصة" من المهن القديمة التي مضى عليها عقود من الزمن ولم تندثر، فلا تزال تمارس وتستخدم منتجاتها ويتم تداولها بين الناس حتى الآن.
ولا يخلو مهرجان من المهرجانات السياحية إلا وتجد ركنا من أركانه اتُّخذ لأصحاب هذه المهنة لبيع منتجاتهم، ففي مهرجان صيف حائل السياحي 34 الذي يقام في متنزه المغواة اتخذت إحدى العاملات في المهرجان أحد أركانه لصناعة وبيع الخوصيات، فتلك المهنة التي تمارس منذ سنوات طويلة توارثتها أم محمد أباً عن جد، كما أكدت في حديثها لـ "الاقتصادية".
وبينت أن هذه المهنة من مصادر الدخل التي تعتمد عليها بشكل كبير، موضحة أنها تشارك في جميع المهرجانات التي تقام في المنطقة وخارج حائل أيضاً بحثا عن مصدر الرزق من بيع منتجات هذه المهنة.
وعن هذه المهنة وما تعتمد عليه في صناعتها قالت أم محمد: "هذه الحرفة قديمة جداً وتعتمد في أساسها على شجرة النخيل؛ حيث إن جميع منتجات الخوصيات تؤخذ من منتجات النخلة مثل خوص النخيل وهو المادة الأساسية لهذه الحرفة، ونوع الخوص الأكثر استخداما هو خوص (اللبة) الذي يوجد في قلب النخلة ومنه يصنع العديد من المنتجات الخوصية، بينما البعض الآخر يصنع من خوص السعف". وأضافت: "كما تصنع منتجات أخرى من الشماريخ والمطي وليف النخيل، حيث يستخدم خوص (العزف) الذي يستخرج من أحد أنواع النخيل ويعرف بالنخيل الكاذب في عملية خياطة المنتجات الخوصية حيث يمتاز هذا النوع بقوته ومتانته". وأوضحت أم محمد أنها تستعمل الإبر في خياطة الخوصيات وتركيبها في بعضها، وكذلك السكين في قص وتهذيب أطراف الخوص وتنقيته من الأشواك قبل أن تطليه بالصبغ الخاص بالخوصيات، وتابعت: "إن منتجات الخوصيات كثيرة فتصنع منها السفرة، والمراوح اليدوية، والمكانس، والحصير والحقائب بأحجامها والقفة، والسلة والجفير والمهاف والقبعات، والزنابيل، والشطف والزبيل والقوصرة والرواق والخصفة والجفير وأوعية حفظ الأطعمة والتمر وعدد من المنتجات قد يصل إلى 25 نوعا مختلف الأحجام".
وأشارت إلى أن هذه المهنة تحتاج إلى خبرة كبيرة وكذلك الدقة والمهارة في استخدام الأيدي وبعض الأدوات البسيطة لتحويل الخوص إلى العديد من أصناف المنتجات الخوصية، وقالت إن هذه الخبرات والمهارات يتم توارثها من الأجداد إلى الآباء إلى الأبناء بواسطة التعلم والممارسة، فنحن توارثناها عن آبائنا الذين كانوا يعملون بها، والآن علّمت هذه المهنة أولادي مؤكدة أنه بهذه الطريقة يتم الحفاظ على طرق ووسائل إنتاج المصنوعات الخوصية والحفاظ عليها وتوارثها من جيل إلى آخر.
وعن طريقة استخدام الخوصيات في الصناعة قالت أم محمد، إنني أعيش في إحدى المزارع شمال حائل وأقوم أنا وعدد من بناتي في البيت بجمع الخوص من مزرعتنا ومن المزارع المحيطة بنا بعد رميه، ونفصل الخوص عن السعف وبعد ذلك ننشره في الشمس إلى أن يجف وبعدها يُجمع ويُقسّم طوليا حسب العرض المطلوب للنسيج، ويعمل على شكل حزم، يوضع في حوض ماء حتى يلين الخوص المقسم ويخرج ليجف، وبذلك يكون جاهزا لعمل النسيج بأي شكل من الأشكال ونصنع منه ما نريد من منتجاته، مستخدمين في الخياطة الخوص الأخضر القوي وخوص (اللبة) فلا يستخدم الخوص اليابس نهائيا. وعن الأسعار التي تباع بها المنتجات الخوصية قالت، تختلف من منتج إلى آخر، فالأسعار تبدأ من خمسة ريالات وتتوقف عند 500 ريال تقريبا، كل حسب نوع المنتج وحجمه.
وطالبت أم محمد الهيئة العامة للسياحة والآثار بتبني هذه المهنة ودعمها أسوة ببعض المهن التراثية والحفاظ عليها لأنها موروث شعبي يجب المحافظة عليه، وتابعت: "أتمنى أن تفتح مراكز للتدريب على هذه المهن وتبني بيع منتجاتنا بدلا من التجول في المهرجانات في كل مكان. وفي الفترة الأخيرة قمت بتدريب أكثر من 50 فتاة على صناعة الخوصيات وذلك بالتعاون مع جامعة حائل والحمد لله جميعهن أتقنَّ هذه الصنعة".

الأكثر قراءة