بعد 40 عاماً .. متوسطة «الناصرية» تغلق أبوابها لإعادة التأهيل

بعد 40 عاماً .. متوسطة «الناصرية» تغلق أبوابها لإعادة التأهيل

تعد مدرسة الناصرية المتوسطة التي أنشئت عام 1395 هـ في بداية عهد الملك خالد بن عبد العزيز– رحمه الله- من أقدم المدارس في الرياض، حيث تحمل اسم حي الناصرية الذي يعتبر من أعتق وأهم الأحياء الحيوية في العاصمة السعودية.
وبعد 40 عاماً من تخريج آلاف الطلاب السعوديين، الذين تبوؤوا مواقع قيادية في بلادنا، فمنهم الطبيب والمعلم والمسؤول والعسكري، تتوقف متوسطة الناصرية اليوم عن ممارسة التعليم فيها لفترة محددة لإعادة تأهيلها من جديد من قبل إدارة تعليم الرياض.
وبالرغم من العقود الأربعة التي مرت على المدرسة إلا أن سكان الحي والدارسين والعاملين فيها يحتفظون بكثير من الذكريات، حيث كانت تعد من المدارس المتوسطة القليلة في الرياض، ولهذا تحرص وزارة التربية والتعليم بالاحتفاظ بمسميات هذه المدارس والأماكن عند إجراء التأهيل لها.
ويرى عدد من التربويين أن الاحتفاظ بمسميات هذه المدارس من الضروريات لتسجيل التاريخ، مشيرين إلى أن المباني الأثرية لا تعد في تاريخنا المعاصر مجرد شواهد على عصور مضت أو حضارات اندثرت, وإنما أصبحت قيماً اقتصادية تنموية للتعليم والسياحة يجب الحفاظ عليها لكونها خير شاهد على جهد الآباء والأجداد في ظل قيم نفتقدها وهي الإجادة والإتقان والجمال.
أبو وليد خالد الصقعبي أحد سكان الحي في الماضي، يذكر أنه التحق بالمدرسة عام 1401هـ، وأنه لم يتجاوز عدد الطلاب في ذلك الوقت 70 طالبا، وأن نسبة كبيرة من المعلمين هم من غير السعوديين.
ويرى الصقعبي أن المدرسة كانت تعد في ذلك الوقت من أكبر المدارس في الرياض، حيث لم تكن المدارس منتشرة وكثيرة، كما هي الآن، مشيراً إلى أنه ما زال يحتفظ بكثير من الذكريات في مدرسته، كلما زار مدرسته القديمة، داعياً إلى الاحتفاظ بمسمى المدرسة والمكان.
من جانبه، قال عبد الملك الزعبي إخصائي اجتماعي، إن أهمية التراث لا تنبع فقط من كونه الوعاء الناقل للحضارة عبر الأجيال، بل يقترن بموضوع الهوية كونها من تجليات وإفرازات الثقافة المحلية والإقليمية، فالإنسان لا ينسى المكان الذي تعلم فيه، وتتعلق في عقله جميع الذكريات في كل مرحلة من المراحل الدراسية.
وأشار الزعبي إلى أن وجود نبذة تعريفية عن سبب تسمية المدرسة خطوة موفقة تتخذها إدارات المدارس، لتعريف الطلاب الدارسين بتاريخ مدرستهم، وتقوية الانتماء لهم.
يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تعمل كل عام على صيانة وإعادة تأهيل المدارس القديمة، محتفظة بمسمى تلك المدارس.

الأكثر قراءة