يا بدايات المحبة .. يا نهايات الألم

يا بدايات المحبة .. يا نهايات الألم

يا بدايات المحبة .. يا نهايات الألم

أن تخرج علينا الصحف بأخبار مثل إنتحار شاب لظروفه النفسية الصعبة أو ظروفه الإقتصادية السيئة أشياء باتت مألوفه لدينا.

لكن أن تنتحر فتاة في زهرة شبابها بسبب معاناتها من ظلم إخوتها وحرمانها من حقوقها فهذا شيء مخجل ومؤلم , نعم تعودنا على نموذج المرأة الصابرة المتصبرة المكافحة لكل أنواع الظلم من قوامة بعض الذكور وتجاهل الجهات الحكومية للمطالب الداعية لسن قوانين مشددة لحماية المرأة من العنف وتفاجأنا قصة حنان بنهايتها الموجعة والتي كسرت لدينا تلك الصورة النمطية عن المرأة

حنان فتاة قررت أن تضع نهاية لحياتها قبل أن يتناوب بقية أبطال قصة حياتها على سلبها فتات كرامتها, ودفع بها الألم النفسي واليأس لتجاوز كل خوف فطري من الموت بحرق نفسها, إن حجم الألم الذي شعرت به إستعصى علينا أن نتصوره فهل بوسعنا أن نقدم ما يحمي النساء من الوصول لمثل هذه الحالة؟

والسؤال الأخطر ماذا لو كانت كل النساء الواقعات تحت ظلم كالذي تعرضت له حنان في مجتمعنا سيختارون طريقة للنهاية كما فعلت حنان ,كم إمرأة ستختار الموت لدينا ؟

إن نساءً يتعايشن مع الكثير من صور سلب الحقوق لأنهن يخشين وصمة المجتمع لهن بالعار والنشاز والتمرد هذه هي الحقيقة التي نواريها خجلاً أو تجاهلاً أو سوء تقدير للعواقب وسوء تقدير لحق المرأة في إختيار شكل حياتها وإستقلالها وشريك حياتها .

المرأة يا ساده هي الممر الأول لحقوق الإنسان وكرامته فإذا تهاونت الجهات المختصة في إعطائها حقوقها وحمايتها من كل أشكال العنف فلن يكون هناك حقوق ولا حماية للطفل ولا للإنسانية

بقي أن ندفع بهذه العجلة العالقة "حقوق المرأة" نحو الأمام بشكل جدي حتى لا نبكي حنان أخرى في باقي أيامنا.

أسأل الله بأن يعوضك برحمته عن ظلم أهلك ياحنان وأن يُسكنكِ الجنان.

الأكثر قراءة