اجعل من يومك عاما
(ليس لدي وقت) هي العبارة التي نرددها كثيراً طوال العام وهي العبارة التي نسمح لأنفسنا باستخدامها كثيراً فنعتذر بها عن عدم تنفيذ بعض المهام ونلغي من خلالها العديد من الارتباطات المختلفة، وهذه الأيام هي نهاية عام هجري وبداية عام ميلادي جديد, وهي فترة يكثر خلالها الحديث عن مراجعة النتائج ووضع الأهداف وتحقيق المخططات, وفترة يحرص الإنسان من خلالها على التخطيط الذي يبنى في الأساس على المراجعة والتقييم للنتائج السابقة.
والتخطيط والتنظيم هما من الأسس المهمة التي تساعد الإنسان على الإنجاز وتحقيق النتائج، ومن خلالهما يختصر الإنسان كثيرا من الأوقات ويوفر قدرا كبيرا من الجهد, مما يساعده على تحقيق نتائج أفضل, الأمر الذي سينعكس على شخصيته والشعور بأنه إنسان منتج في مجتمعه، وإذا نجح الإنسان في تنظيم حياته بصفة عامة وجدوله اليومي بصفة خاصة فسيشعر بمعنى الحياة التي يعيشها وسيكون هو المسيطر على مجريات يومه وسيؤثر أيضاً فيمن حوله, مما سيساهم في إيجاد مجتمع منظم.
ومن الأمور التي تساعد الإنسان على تنظيم حياته اليومية ما يلي:
ـ إعداد قائمة بالأعمال اليومية في مساء اليوم الذي قبله والاحتفاظ بهذه القائمة في الجيب ووضع إشارة على كل موضوع يتم الانتهاء منه، ويمكن أن يخصص لهذا الأمر كتيب صغير سواء كان شهريا أو سنويا بحيث يمكن للإنسان مراجعة المهام والمواضيع السابقة.
ـ الاختصار في وضع عناوين الأعمال وذلك للتذكير دون التفصيل فيها.
ـ تحديد الوقت الخاص بإنجاز هذه الأعمال اليومية، بحيث يتم وضع الوقت الكافي لإنجاز هذه المهام, ومن أفضل عوامل تحديد الأوقات الصلوات الخمس التي يمكن أن يتم تحديد كثير من المواعيد من خلالها, فيمكن أن تؤدي عملاً ما بين صلاتي المغرب والعشاء، أو بعد صلاة الفجر وهكذا.
ـ الاهتمام بتقسيم الأعمال إما جغرافياً بحيث تصبح الأعمال الموجودة في أماكن متقاربة أو ذات الطابع المتشابه في أوقات متقاربة.
ـ احرص على أن تكون قوائم الأعمال اليومية مرنة بحيث يمكنك أن تبدل وتحذف وتضيف إليها.
ـ اجعل هناك وقتاً للأمور الطارئة التي قد تحدث فجأة.
ـ احرص على أن يكون معك دائماً ما تشغل به وقت الفراغ الذي قد يحدث لك فجأة مثل انتظار شخص أو غيره.
ـ احرص على تنويع مهامك بحيث تكون مختلفة ولا تكون ذات طابع واحد طوال اليوم.
ـ اجعل جزءا من مهامك اليومية متخصصا في تحقيق أهدافك الكبيرة بحيث تنجز في كل يوم شيئا يساهم في تحقيق ذلك الهدف.
ـ اعمل على تعريف الآخرين بأهدافك خصوصاً العامة وترديدها دائما, فقد يساعدك البعض في تحقيقها في وقت أقصر، كما أن ذلك سيسهم في ترسيخها لديك وجعلها أهدافا حقيقية.
إن يومنا ينتهي في كثير من الأحيان ولا نعرف ماذا أنجزنا في ذلك اليوم, بل أحياناً يمضي الأسبوع ولا يكون لما قمنا به أي أثر واضح هذا لمن يهتم بمحاسبة نفسه, وإلا فإن هناك فئات لا تضع في الأساس أهدافاً لها ولا مخططات فهي من باب أولى لا تحرص على أن تعرف ماذا أنجزت ولا ما حققت من نتائج فوجودها كعدمه.
إننا في حاجة ماسة إلى أن نعيد النظر فيما نقوم بإنجازه كل يوم وأن ندقق في النتائج التي نحققها على مدار العام وهذا لن يأتي إلا من خلال التخطيط والتنظيم اليومي والسعي نحو متابعة أهدافنا والعمل على تحقيقها, فهناك أناس ينجزون في عام ما يمكن إنجازه في يوم كما أن هناك أناس قد ينجزون في يوم ما يقوم البعض بإنجازه في عام، وهذا الأمر إذا تم تطبيقه على مستوى فردي فسينعكس أثره بشكل مباشر على مستوى المجتمع ككل، والفرق في إنتاجية المجتمعات تعود بشكل مباشر إلى إنتاجية أفرادها وما لم يسع الأفراد إلى تحسين إنتاجيتهم وبذل كافة الجهود للاستفادة من الوسائل المتاحة لتطويرها فستبقى مجتمعاتها متأخرة عن اللحاق بالركب وستبقى هي في مصاف دول العالم الثالث أو أحياناً قد لا يكون من إنجازها ما يسعفها أن تصنف في الأصل.