"التدخل المبكر" يقيني .. يخفف من حدّة صممي

"التدخل المبكر" يقيني .. يخفف من حدّة صممي

"التدخل المبكر" يقيني .. يخفف من حدّة صممي

تخيّل أن تعيش يوماً مختلف ! يوماً يرجع بك للماضي , ليعيدك للسنوات الأولى من عمرك ، حينما كنت صغيراً ، تبكي لتُعبّر عن جوعك ,وتصرخ لتطلب حاجةً من حاجاتك ، تتعالى صيحاتك عندما يؤلمك شيئاً ما .تحاول التواصل بأي وسيلة ليصل ما تريد التعبير عنه لمن
حولك.

ماذا لو كانت لديك مشكلة في السمع تسببت لك بمشكلات في التواصل اللفظي لسنوات عدّة ، ترى شفاه تتحدث ولا تسمع ما يقولون بشكل جيّد ، لا توجد لديك لغة للتواصل لا تتقن الكلام ولا حتى لغة الإشارة. يقودك ذلك إلى مشاكل نفسية تتسبب لك بالعزلة خشية عدم سماعك لما يقوله الآخرون ، لتلجأ بعد ذلك للأعمال الفردية التي لا تتطلب الاحتكاك بمجموعات وتبقى مشكلة التواصل هي السبب في كل ما يحدث لك.

هذا هو باختصار حال الكثير من أطفالنا الصم وضعاف السمع ممن توجد لديهم مشكلات في السمع تسببت بإضطرابات في التواصل اللفظي لديهم. ماذا لو تم اكتشاف مشكلات السمع مبكراً ! وتَم التدخل المبكر في السنوات الأولى من عمر الطفل ليشمل ذلك خدمات طبية ونفسية واجتماعية مبكرة يستفيد منها الطفل.

وكما هو معروف فإن السنوات الأولى من عمر الطفل ذات أهمية بالغة في اكتسابه للغة وتنميتها ، حيث يتقن الأطفال الكثير من المهارات اللغوية في السنوات الأولى من عمرهم ، من هنا تظهر أهمية المسارعة بالتدخل المبكر فور احساس الوالدين بوجود مشكلة في السمع لدى طفلهما. إن اقتناء المعين السمعي والتأهيل السمعي لضعاف السمع أو إجراء زراعة القوقعة بشكل مبكر لهم يساهم في تطوير لغتهم اللفظية كما أن ذلك يؤدي إلى الحد من وجود مشكلات في التواصل اللفظي لديهم.

تشير إحدى الدراسات أنه يغيب عن مجتمعنا تعليم الأطفال الصم طرق التواصل اليدوي باستخدام لغة الاشارة بشكل مبكر,ولا يخفى علينا أن لغة الإشارة هي اللغة الأولى للطفل الأصم وتعليمها له بشكل مبكر هو حق من حقوقه ,فالواجب علينا تعليمه إياها لكي يتقن تلك اللغة ويتفاعل ويتواصل مع المجتمع من خلالها , مع تعليمه لغة مجتمعه كلغة ثانية بجوار لغته الأولى (لغة الإشارة). من هنا يتضح دور التدخل المبكر في الحد من مشكلات التواصل وتداركها ,وكما قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج".

الأكثر قراءة