«مايكروسوفت» تقود الحاسبات الشخصية إلى أكبر تراجع لها منذ 1994
«مايكروسوفت» تقود الحاسبات الشخصية إلى أكبر تراجع لها منذ 1994
هوت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي بنسبة 14 في المائة على المستوى العالمي في الربع الأول من العام الحالي، وهو التراجع الأضخم لمبيعات هذه الأجهزة، وفي الوقت ذاته عزا محللون هذا التراجع في المبيعات إلى نظام التشغيل الحديث جداً ''ويندوز 8'' الذي جعل أجهزة الكمبيوتر الشخصي أقل جاذبية في الأسواق العالمية، بالنسبة لمتطلبات المستهلكين العامة، وبذلك يعد الربع الأسوأ منذ عام 1994 حين بدأت الشركة رصد سوق الحواسيب بمعدل ربع سنوي.
في المقابل، يأمل عدد من مصانع أجهزة الكمبيوتر الشخصي أن يعيد برنامج التشغيل الجديد الحيوية لأسواق مبيعات الكمبيوتر الشخصي عندما جرى طرح النظام في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، لكن على نقيض تلك التوقعات لم يحدث ذلك طبقا لشركة ''آي دي سي'' للأبحاث .
وقال بوب أودونيل، المحلل في ''آي دي سي'': ''في هذه المرحلة، ولسوء الحظ، يبدو جليا أن طرح ''ويندوز 8'' لم يخفق فقط في توفير تعزيز إيجابي لسوق الكمبيوترات الشخصية، لكن يبدو أنه كان السبب في تباطؤ المبيعات''، مشيراً إلى أن ''التغيرات الجذرية لإزالة'' واجهة المستخدم ''من زر البدء start button المألوف والتكاليف المرتبطة لتقنية اللمس جعلت من أجهزة الـ''بي سي'' البديل الأقل جاذبية للألواح الإلكترونية والأجهزة المنافسة الأخرى''.
#2#
وتبين أرقام مؤسسة ''آي دي سي'' أن عمليات شحن أجهزة الكمبيوتر الشخصي على المستوى العالمي التي بلغت 2 .79 مليون وحدة في الربع الأول من العام الحالي تراجعت بنسبة 14 في المائة عن الفترة ذاتها العام 2012. وشكلت هذه الأرقام وضعا أسوأ من توقعات ''آي دي سي'' التي كانت تنبأت بتراجع مبيعات الـ''بي سي'' بنسبة 7 .7 في المائة وهو، رغم ذلك، كان يُعد التوقع الأسوأ لهبوط مبيعات الكمبيوتر الشخصي، على المستوى العالمي، منذ أن بدأت المؤسسة في رصد ربعي للمبيعات في العام، ويعد هذا الهبوط الرابع على مستوى الشحن السنوي.
وشهدت أسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا أكبر نسبة انخفاض؛ إذ بلغت 16 في المائة بعدد 23 مليون وحدة فقط تأثراً بالشكوك حول وضع الاقتصاد جنوبي أوروبا، بجانب زيادة الاعتماد على الهواتف المحمولة.
وسجلت منطقة المحيط الهادئ باستثناء اليابان وآسيا تراجعاً بنسبة 10.3 في المائة، وهي المرة الأولى التي يصل فيها لهذه النسبة. وشهدت سوق الولايات المتحدة الأمريكية انكماشاً بنسبة 12.7 في المائة ، بإجمالي 14.2 مليون وحدة، وهو العدد الأقل منذ الربع الأول من عام 2006.
وبحسب دافيد داود، مدير الأبحاث والحوسبة الشخصية في IDC، لم يكن الانخفاض مفاجأة، إلا أن حجمه الكبير مثَّل مفاجأةً مقلقةً. وقال داود: ''تخطو الصناعة باتجاه مفترق طرق حاسم، وسيتطلب الأمر اتخاذ قرارات استراتيجية لتتنافس مع انتشار الأجهزة البديلة، وتُبقي على صلتها بالمستهلك''. وأضاف أنه سيكون على الشركات إعادة النظر في هياكلها التنظيمية وبحث استراتيجيات السوق، بجانب سلسلة التوريد والتوزيع والمنتجات لمواجهة انكماش الطلب. وفيما يخص المنتجين الخمس الأوائل عالمياً، فقد طال انخفاض المبيعات جميعهم بنسب متفاوتة باستثناء لينوفو، واحتفظت إتش بي بالمركز الأول بانخفاض بنسبة 23 في المائة، وهو يعد أسوأ أرقامها منذ استحواذها على شركة كومباك عام 2003.
تلتها بفارق ضئيل ''لينوفو'' التي مثلت استثناءً؛ إذ حافظت على معدل مبيعاتها، وحققت نمواً في أسواق الولايات المتحدة. وحلت ''ديل'' في المركز الثالث، تبعتها ''إيسر'' ثم ''أسوس''. كما تراجعت مبيعات أجهزة حواسيب ''آبل'' التي تواجه منافسة كبيرة من منتجها ''آيباد''.
جدير بالذكر، أن مايكروسوفت طرحت واجهات مستخدم جديدة مهدت لاستخدام عملية اللمس والألواح الالكترونية، وتخلص عن عملية فتح الشاشة من سطح المكتب وهي ''ستارت'' التي كان مستخدمو الكمبيوترات الشخصية قد ألفوها منذ سنوات، كما أضافت شاشات اللمس إلى تكاليف الـ''بي سي'' والكمبيوترات المحمولة، في الوقت الذي يسعى المستهلكون إلى اختيار هواتف ذكية وألواح إلكترونية أرخص.
وقال أودونيلف إن ''مايكروسوفت ملزمة باتخاذ بعض القرارات الصعبة إذا كانت لديها الرغبة في تعزيز مكانة أجهزة الكمبيوتر الشخصي في الأسواق العالمية''، فيما تشير شركة جارتنر للأبحاث إلى أن التوجه العام حاليا هو مواصلة المستهلكين الانتقال إلى شراء الألواح الالكترونية والهواتف الذكية.