آباء لأبنائهم الموقوفين.. فينا فجاهدوا
أوضح عذال العنزي أنه علم أن ابنه بندر تغيب عن البيت وأنه في طريقه للمطار فأبلغ الجهات الأمنية عن نية ابنه السفر إلى العراق ما أدى إلى إيقافه قبل الإقلاع.
وبيّن أن ابنه بندر بقي في السجن عاما. بعدها توجه إلى الأمير محمد بن نايف طالباً الإفراج عن إبنه قائلاً للأمير ''استودعت ابني لديكم وأريد استرداد الأمانة الآن'' ، ولفت العنزي إلى أن الأمير محمد بن نايف أفرج عن ابنه بندر في الحين.
واستطرد العنزي ''بعد الإفراج عن ابني ذهب إلى المدينة المنورة وهناك التقى بأشخاص ما أدى إلى إيقافه من جديد في جدة فذهبنا كأسرة لزيارته فوفرت لنا الداخلية أكثر من 30 تذكرة طيران وإقامة لمدة أربعة أيام''.
#2#
#3#
جاء ذلك خلال برنامج ''همومنا'' الذي يبث عبر التلفزيون السعودي بمشاركة آباء والدكتور إبراهيم الزبن أستاذ علم اجتماع الجريمة في جامعة الإمام، محمد مناور العنزي وهو عم لأحد الموقوفين، الشيخ خالد الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته.
وعلق الدكتور إبراهيم الزبن أستاذ علم اجتماع الجريمة في جامعة الإمام قائلاً ''الآباء يؤمنون أن ابنهم ليس على صواب، وتنطبق على أبنائهم نظرية المخالطة والمفارقة، وهي أن الشخص وخاصة المراهق يختلط بمجموعة من الجماعات، الوالدين والأسرة هذه جماعة، الأقارب جماعة، الحي جماعة، المدرسة جماعة، المسجد جماعة، لكنه يجد في إحدى هذه الجماعات ما يجعله يميل لها أكثر من الجماعات الأخرى وبالتالي يكتسب سلوكها وسماتها، وحتى يكون قادرا على أن يصبح جزءا من هذه الجماعة يجب أن يثبت لهذه الجماعة أنه قادر على الولاء والانتماء لها''.
#4#
#5#
#6#
#7#
ورأى الزبن أن معظم من ابتلوا بمثل هذه المشكلات من أعمار 18-24 سنة وهي الفئة العمرية التي يبدأ فيها الأنسان يتخلص من سمات الطفولة ويدخل في سمات الرجولة فيبحث عن ما يشبع احتياجاته، عاطفية أومادية، والمغامرة وتقديم البطولات.
وفي الجانب الشرعي بيّن الشيخ خالد الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصره أن البوابة الكبرى التي دخل منها هؤلاء الشباب هي الجهاد، لكنه لم يكن مطلقا هكذا دون ضوابط ودون بينات، وهذا الذي وقع مع أبنائنا وللأسف الشديد، لذلك يقول العلماء وقد أصّل هذه القضية جمهور العلماء باتفاقهم أن الجهاد لا يجوز إذا منع منه الأبوان إذا كانا مسلمين إلا في حالة واحدة إذا كان هذا الجهاد جهاد الدفع.
ويضيف الشايع '' قد يحتجون عليك ويقولون طيب بلاد المسلمين احتلت والمسلمون جسد واحد يجب أن نذهب إليهم، نقول لا يوجد اليوم في بلد من بلاد المسلمين من يحتاجون إلى العدد وإلى أشخاص، بل إن بعض الذين ذهبوا إلى تلك الأماكن كانوا عالة على من ذهبوا إليهم، بل والله كانوا يباعون، والله إنهم أرخص من الشاة. سعوديون خرجوا من السعودية إلى المناطق التي يقال إن فيها الجهاد وبعضها فيها الجهاد، نحن نقر بذلك دفاعا عن أوطانهم لكن لما وصل لا يعرف أين يذهب، لا يعرف تحت أي راية وذهب إلى تجار مخدرات ونزلوا به إلى سوق الشاة تباع بـ 300 دولار، هذا السعودي يباع بـ 100 دولار نسأل الله الهداية للجميع''.
* الخشية من العودة بعد الإفراج
ويشير محمد العنزي عم الموقوف بندر إلى أنه يتمنى لابن أخيه الخروج لكنه يخشى أن يعود للتفكير غير المتزن ''والله ودنا نطلع قبل تطلع الشمس، بس في نقطة أخاف أنه يرجع للي كان عليه''.
وأفاد العنزي أن ابنهم كان دائم الاجتماع مع رفقاء له حتى ساعة متأخرة من الليل ثم يعمد إلى النوم طوال النهار، لافتاً إلى أن تلك الاجتماعات هي التي قادت ابنهم إلى التفكير المتشدد، وهنا يعرج الدكتور الزبن على ذلك قائلاً ''حالة بندر تلك كانت أثناء خروجه من من جماعة الرفاق، هو عندما كان طفلا ولم يبلغ المرحلة هذه كانت علاقته بأقاربه الذين من سنه نفسها علاقة جيدة وكان ملتصقا بهم، مجرد أنه تعرف على المجموعة الضالة هذه تغيرت علاقته بقرابته لأنه يمكن نسميه نوعا من السلوك الظاهري''.
وأشار أستاذ علم الاجتماع إلى أن مؤسسات المجتمع الأولية والثانوية كانت شبه متغيبة عن دورها نحو أبنائها، في الفترة الحالية بعد ما ظهرت المشكلات وأصبحت عبئا على الأسر بدأت الأسر تستوعب ويحدث تفاعل أكثر من السابقة، مؤكداً أن بيئة المسجد لها أدوار معينة وواضحة. مع الأسف المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان له أدوار كبيرة ووجدنا هذا في الغرب للأسف عندما ذهبنا للبعثات الخارجية نجد المراكز الإسلامية توفر من الأنشطة والبرامج والاحتضان لأبناء المسلمين ما لا يتوفر هنا ولا جزء يسير منه. مجرد أن تنتهي الصلاة يغلق باب المسجد ويؤمر من بداخل المسجد بالخروج منه.
ويرى الدكتور خالد الشايع أن بعض هؤلاء قد يذهب بنية صادقة للجهاد ''لكن هناك يقال له عطل عقلك، فالتزم بالأوامر التي تأتيك فيقول لا، أنا إنسان عندي عقل فيلجأون إلى الخطة الأخرى بتحويلهم إلى عبوة جاهزة للتدمير''.
وأشار الشايع إلى أن سجن الأبناء مكدر لآبائهم، وللدولة ولولي الأمر'' يعني ما وجدت الولاية الشرعية بالنسبة لولي الأمر لأن يسجن الناس لكن يجي عليه أن يضبط الأمن، يجب عليه أن يمنع الضر عن الناس بالصورة التي يراها وفق الاجتهاد الشرعي''.
وهنا يقول العنزي عم بندر أن الإنترنت أداة خطيرة تتواجد في كل منزل ومع جميع أفراد الأسرة وربما يقع أبناؤنا فريسة سهلة لبعض الأفكار المضللة.
*الشرع حاكم للقبض والتقاضي
وحول مسألة القبض والتقاضي بين الدكتور الشايع أن هذه الأمور يحكمها الشرع، والشرع حاكم على الجميع لا بالنسبة للجهة التي تضبط ولا بالنسبة للتي تحاكم وتقضي ولا بالنسبة للجهات التي تنفذ، لذلك ينظر وهذا هو الواقع.
لافتاً إلى أن الجهات التي يمكن التواصل معها متوافرة بدءاً من مجلس خادم الحرمين الشريفين المفتوح إلى ما دونه من مسؤولين إلى جانب قسم الرعاية ولذلك ومثل ما قال العم لا نلوم الآباء في مطالبهم لكن أيضا في بعض الأحيان قد توجد حالة أب يقول أخرجوا ابني وقد يكون قاتلا وهذا غير ممكن وهذه قاعدة وضعها لنا النبي صلى الله عليه وسلم لو أن الناس بدعواهم لطالب ناس بأموال آخرين ودمائهم.