رب ضارة (نافعة) !!

رب ضارة (نافعة) !!

رب ضارة (نافعة) !!

صرخة مها العتيبي التي دوت في برنامج لست وحدك الذي يذاع من إذاعة جده (رغم تناقض صاحبتها الواضح) إلا انها رسالة ينطبق عليها المثل القائل (رب ضارة نافعة) فتلك المكالمة التي شُكك قي صدق صاحبتها اعتبرت بمثابة قضية رأي عام , وهي بالفعل كذلك ولكن لتكتمل القضية يجب ان تحمل معها صرخات الالاف من المعدمين التي يجب ان يصل صداها ومن على منابر الإعلام الحر إلى ولاة الأمر اولا , حتى يهتم من ولاهم ولاة الأمر , فمسؤولية مكافحة الفقر تقع على عاتق وزارة الشئون الاجتماعية , ومجلس الشورى , ووزارة العمل , كجهات حكومية مسؤولة , ثم تقع بعد ذلك على عاتق رجال الأعمال , والجمعيات الخيرية , والناشطات الحقوقيات المهتمات بحرية المراءة وقيادتها , وماعدا ذلك لايهمهن , وهي ايضا (رسالة) على ظهر ناقة (مزيونة) قيمتها بالملايين إلى كل المتباهين من أباطرة (مزايين الإبل) فالجميع مسؤول , كما ان تلك الصرخات يجب ان يصل صداها (للمجتمع) المسلم إلى كل من يطيع الله ويطيع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
وقال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) رواه مسلم وأحمد
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)

نعم تلك الصرخات يجب ان تصل إلى مقام الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين , لأن المواطن هو همه الأول كما ذكر الأمير متعب بن عبدالله في احدى مقابلاته الصحفية حيث قال ان فرحته الكبرى هي سعادته بالمواطن السعودي وحرصه على أن يرى الجميع بأحسن حال ، وهذا ما يسعى إليه ويحرص على تحقيقه بسؤاله الدائم عنهم ، وعندما شاهدهم بعد مغادرته المستشفى بعد ان من الله عليه بالشفاء والكلام مازال لسموه كانت فرحته كبيرة وهو يشاهدهم في كل المواقع التي مر بها، وسعادته وابتسامته ارتسمت على وجهه ، فهو متعلق بالمواطن.

كما ذكر سموه بأننا في كل زيارة نلتقي فيها الملك في المدينة الطبية كان يبادرنا بالسؤال عن المواطن بل ويحرص على السؤال عن كل صغيرة وكبيرة تخصهم بقوله «كيف هي أخبارهم وأحوالهم، بشروني عنهم»، ونرد عليه بأن الجميع يسأل عنك وكلهم يطمئنون عليك، ويجيبنا «اسألوا عنهم لا يكون ناقصهم أو قاصرهم شيء»، فليس لاأحد بعد هذا الكلام أي عذر ابدا.

اتمنى ان تصل اصوات كل المساكين المعدمين إليه يحفظه الله وإلى ولي عهده الأمين , وسوف تصل إن شاء الله تعالى , وينكشف المستور , ويحاسب كل مقصر فقد قال خادم الحرمين الشريفين ذات يوم لكم يا وزراء ويا مسئولين , الشعب من ذمتي في ذمتكم , وقال ايضا لا عذر لكم , وقال الخير واجد , وعاد حفظه الله عند إعلان الميزانية الجديدة وقال لكم أيها الوزراء والمسؤولون لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا بأنكم مسؤولون أمام الله -جل جلاله- ثم أمامنا عن أي تقصير فهل نسيتم بهذه السرعة , هل انستكم الدنيا وزخرفها الاخرة , ان الدنيا مهما توسعتم فيها واتسعت لكم افجاجها , وحققتم فيها كل ما تطمحون إليه لن يفيدكم اتساعها ابدا , ولن يُفسح بفسحتها اول منازل الاخرة (القبر) إن لم تتقوا الله في خلقه , فتذكروا دائما من يبقى مع الإنسان في قبره ومن يعود ليتركه وحيدا في ذلك المكان المظلم الموحش , تذكروا انكم احوج ما تحتاجون إليه في ذلك (المنزل) هو عملكم (الصالح) , فبادروا قبل فوات الأوان , وأدركوا انفسكم , فأنكم ستحاسبون على ما فرطتم , فأنتم مؤتمنون فلا تضيعوا اماناتكم , ولا ينسيكم تقلبكم في النعم مسئولياتكم.

وتذكروا انكم قد اقسمتم بهذا القسم امام خادم الحرمين الشريفين ( أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني ثم لمليكي وبلادي، وأن لا أبوح بسر من أسرار الدولة وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل) تذكروا ذلك جيدا.
قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) رواه البخاري.

ان قصة مها إنسانية ومؤثرة جدا لو لم يشكك في صحتها , وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الضمان الاجتماعي الدكتور محمد بن عبدالله العقلا , وبالمناسبة يادكتور محمد أسألك بالله هل ثمانمائة وخمسون ريال هي مخصص الشخص الواحد لمستحقي الضمان الاجتماعي تراها انت شخصيا كافية.

عموما رب ضارة نافعة فقد اثبتت هذه القصة ان الدنيا مازالت بخير , وأن بلد الخير فيه الكثير من المحسنين الذين حولوا مها من معدمة الى مليونيرة في يومين وقد كانت قبل ذلك نسيا منسيا , وهم مستعدون بل يتسابقون على مد يد العون لكل محتاج وهذا ما أعاد الأمل للكثير من الفقراء.

الأكثر قراءة