المنتج أم السوق

المنتجات الراقية أو High End Product تقتحم الأسواق وتلتهمها كالنار في الهشيم، ولنا في الأتاري سابقا وأبل حاليا أكبر مثال في كيفية اقتحام هذه المنتجات لحياة الناس وبيوتها. وتبدع الشركات في تطوير هذه المنتجات وتوابعها لتزيد من تعلق المستهلك بها، وتنخفض تكلفة تصنيع هذه المنتجات مع تطورها، لزيادة نسبة ضبط مصاريف الإنتاج وتفعيل مراحل الإنتاج بشكل جيد.
ما تقع فيه معظم الشركات أنها تتعلق بمنتجها الناجح لدرجة تلهيها تماما عن مراقبة السوق وسلوك عملائها تجاه منتجاتها، وسلوك المنافسين وتطور منتجاتهم وزيادة حصتهم السوقية على حساب المنتجات المنافسة. ما يعمي عيون إدارات الشركات العليا هو تحقيقها لشهرة كبيرة لعلاماتهم التجارية والازدياد المضطرد لمبيعات منتجاتها الرئيسة، ما يجعلها على ثقة كبيرة في أنها ستستمر في تحقيق النجاح واجتياح السوق.
ومهما بلغ حجم الشركات ووعيها بهذه المشكلة، إلا أننا لا نكاد نجد شركة من الشركات العالمية إلا ووقعت في المشكلة نفسها، ولنا في شركتي نوكيا وسوني خير مثال. "نوكيا" كانت تسيطر على سوق الهواتف النقالة في كل العالم، وقد طورت منتجاتها بشكل جعلها تنسى أن هناك منافسة وتغيرا في ذوق المستهلكين، حتى أتت "أبل" وأخرجتها من الصدارة. وهذا ما حدث أيضا لشركة سوني، فقد قامت "سوني" بصناعة أول مشغل MP3، وقد كانت قيمته تتجاوز 300 دولار، وقد كانت "سوني" تتوقع أن تكتسح السوق بهذا المنتج، بالرغم من ارتفاع ثمنه، معتمدة على اسمها وموقعها القيادي في السوق. ولكن ما حصل هو دخول شركة أبل بالمنتج نفسه للسوق، ولكن بشكل مختلف وجذاب، ما جعل منتج سوني يموت في مهده، وعلى الرغم من موت هذا المنتج، إلا أن "سوني" أصرت على استمرار إنتاجه لمدة ليست بالقليلة، حتى أدركت أنها أصبحت خارج المنافسة بتاتا أمام منتج أبل IPod.
الخطأ الذي تقع فيه معظم الشركات هو التعلق والإعجاب بالمنتج الذي ينتجونه، وينسون رغبات المستهلكين وتوجهاتهم وتأثير المنافسين على توجهات السوق، وهو ما يسمى Product Oriented، بينما الذي يجب أن يكون هو Customer Oriented لكي يصبح المعيار لدى الشركة هو العميل وليس المنتج.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي