لماذا أجيالنا مشوهه
لماذا أجيالنا مشوهه
عاشت ساره و أخيها سامي مع والديهما لكنها لم تكن كأخيها أبدا في الحقوق والكرامه .لطالما نالت منها يد سامي ولم يجد أحدا ينهاه أو يردعه . كان والده قبل أن يغادر المنزل كل يوم يوصيه أن يأخذ باله على أخته ,اعتادت ساره أن تبقى خادمة مطيعة لـ سامي ليس حبا بل خوفا .حان موعد زفاف ساره وحين اراد زوجها أن يصطحبها معه، أمسك والدها بيده وقال : ربيتها لك أحسن تربيه ولن تسمع منها(لا) ما حييت .لم يكن حال ساره بالغريب على مجتمعنا المشوه في نظرته للمرأة لكن قد يكون هنالك حالات تفضلها بينما الكثير أكثر منها سوءاً
أفاقت المرأة في مجتمعنا على تغليب دور الرجل وتعظيمه وقداسته مع امتهان الفتاة ومعاملتها بالشك وفرض الوصاية عليها وسلبها حريتها وكرامتها . وبعد ذلك ينشدون من ورائها جيلاً سوياً .
حين تعلن صرخة الميلاد الأولى بداية حياة جديدة لمولود جديد جنسه "أنثى". تدوي هذه الصرخة في الآفاق بولادة مشروع جديد لأم جديده على وجه الأرض.
هذه الأنثى وُلِدت وهي كريمة عند خالقها مصونةً في شريعتها .. أُسنِد إليها استحقاق
الأفضلية بأن تكون أحقُّ الناس بحسن الصحبة .. حظيت بالتفضيل على رفيقها الذكر بثلاث مراحل ( أمك ثم أمك ثم أمك ، ثم أبوك ) وهما لايزالا في مهدهما ؛ نالت الكرامة
ومنحت الفضل ، وتضاعفت لها الحقوق.
هذا المشروع الذي بين أيدينا لكي يصبح عظيماً لابد أن نعتني به ونمنحه كل حقه منذ اليوم
الأول لميلاده لأنها كما تعطيها من الحنان والأمان ستصبُّهُ في قالبٍ قادم وتقدمَهُ لأجيالٍ متتابعة .. كما أنها ستُخرج أجيالاً مشوّهةً إن كانت تربيتك لها مشوّهه ..
لا شك بأن الفتاة ليست قطعة أثاث أو نحو ذلك مما لا يمكنها تغيير ما تواجهه من إذلال أو إهانة أو تشويهٍ وامتهانٍ لكيانها إلا أنها قد تغير ذلك بطرقٍ عديده .منها مايوافق الصواب ومنها مايوافق الخطأ تبعاً لما تواجهه من ضغوط في سبيل التغيير.
لكنها لابد أن لاتعدو إحدى ثلاث حالات لاتخرج من دائرتها
أولاً : أن نربيها وهي طفلة تربية عظيمة كريمة لتصبح أمّاً عظيمة .
ثانيا: إن كانت تربيتها مشوّهةً فإما أن تُصْلِحَ من نفسها أو تستعين بمن يعتني بها أو أن ينشأ منها جيل مشوّه كما شوّهها مربوها .
ثالثاً : أن تكون تربيتها سليمةً عظيمة إلا أنها ترتبط بزوجٍ مُشوّه التربية لم يعِِ قدرها ومكانتها وهذا الخلل لاشك سيبدو جليّاً في إنتاجها مالم تكنْ واعيةً
لما هي فيه من معضلةٍ فتتمكن من بثّ العظمة والصفاء الروحي الذي نهلته من والديها غير آبهةٍ بهذا الزوج المشوّه .
حين منح الله الأم تلك الحقوق الثلاث لم يفنّدها بل أطلقها على عمومها .
رُغم تفاني المجتهدين في تحديد أهليّتها لها إلا أن هذه الاجتهادات تحتمل جوانب عدّه من الصواب والخطأ إذ لو كانت صحيحة لكانت أم سيد الخلق أجمعين ليس لها من هذه الحقوق سوى حق الحمل .
و ليس لها حق الرضاعة والتربية التي حددها المجتهدون وهذا مُجانبٌ للصواب .
لمَ نغالط أنفسنا ونسعى لإنزال الأنثى عن قدرها الذي منحتها إياه شريعتنا السماوية .
لمَ لا نُكرمها منذُ ميلادها ونعتني بها كي نُصْلِحَ أوضاع مجتمعنا ونحافظ عليه من التشوّه والانحطاط .
إنها نعمة الله وفضله ومنحة الكرامة وسبيل الجنة.
فليعتنِ كلٌّ منكم بأنثاه بنتاً وأختاً وزوجةً وأمّـــــا