زهرة ظريف: معركة الجزائر أسمعت صوت الثورة الجزائرية
أكدت زهرة ظريف التي كانت واحدة من أبرز وجوه حرب التحرير في الجزائر، أن معركة العاصمة كشفت أن الحرب في الجزائر لم تكن "حرب لصوص ومجرمين" كما كانت الإدارة الفرنسية تدعي، بل "حركة شعب بأكمله". وقالت زهرة ظريف التي كانت مساعدة ياصف سعدي زعيم الثورة في منطقة العاصمة خلال هذه المعركة، لوكالة "فرانس برس" إن "معركة الجزائر بدأت في كانون الثاني (يناير) 1957 بعد أن قررت جبهة التحرير الوطني تنظيم إضراب في العاصمة". وأضافت أن جبهة التحرير الوطني "أرادت بذلك أن تبرهن للعالم أن الأمر لم يكن يتعلق بحرب تشنها حفنة من المجرمين واللصوص والمشاغبين بل حركة يقوم بها الشعب الجزائري كله". كانت زهرة ظريف واحدة من اللواتي أسهمن في وضع القنابل خلال معركة الجزائر واعتقلت في 1957 مع ياصف سعدي بينما قتل مساعد آخر لسعدي هو علي عمار الملقب بعلي "لابوانت" في انفجار في مخبئه في حي القصبة. وزهرة ظريف المحامية التي تبلغ من العمر سبعين عاما، أرملة رابح بيطاط أحد القادة التاريخيين لجبهة التحرير الوطني، تشغل اليوم منصب نائب رئيس مجلس الأمة الجزائري.
وقالت إن العسكريين الفرنسيين كانوا قد وصفوا إضراب الجبهة بأنه "مجرد عصيان ليحصلوا على صلاحيات أمنية" من حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي الفرنسي غي موليه ويسعوا إلى كسر شبكات النضال المسلح الذي بدأ في تشرين الثاني (نوفمبر) 1954. وتابعت أن العاصمة الجزائرية "كانت واجهة الجزائر ومقر الحكومة الفيدرالية وتضم
كل مقار الصحف الدولية وتشكل مكانا استراتيجيا للإدارة الفرنسية".
وتروي زهرة ظريف "في كانون الثاني (يناير) 1957، كنت طالبة ومطاردة. كانت جبهة التحرير الوطني تطلب من الناشطين مغادرة الأماكن التي يرتادونها عادة والتوجه إلى القصبة التي كانت القاعدة الخلفية لشبكاتهم". وتؤكد أن الجبهة "كانت صارمة جدا في تنظيمها ومتشددة جدا في تطبيق قواعدها المتعلقة بالعمل السري لأن فاعلية التحركات مرتبطة بذلك إلى حد كبير". وتتابع زهرة ظريف "في مواجهة عنف العسكريين الفرنسيين نظمنا أنفسنا لتحديد هويات المفقودين وتسجيلها في دفاتر صفراء. كانت فرقنا تجوب القصبة وأحياء بلكور وسالامبييه لجمع هذه الأسماء التي نشرت في فرنسا بعد ذلك". وقالت "مع أن الجيش الفرنسي نجح في تفكيك شبكات جبهة التحرير الوطني في العاصمة، فإن الحركة لم تتوقف رغم الوسائل الهائلة التي تم حشدها وخبرة العسكريين الذين كلفوا معركة الجزائر والتعذيب". ورفضت زهرة استخدام عبارة "حرب تخريبية" التي أطلقها العسكريون الفرنسيون لوصف عمليات التفجير التي نفذتها جبهة التحرير الوطني خلال معركة الجزائر. وقالت "يسميها الفرنسيون حربا تخريبية وهذا شأنهم. نحن كنا نقول إنها مقاومة وحرب بما لدينا من وسائل في مواجهة جيش قوي مدجج بالسلاح ومحنك في القتال بعد أن عاش تجربة الحرب الشعبية في الهند الصينية". وأكدت زهرة ظريف بيطاط "بالنسبة لنا نحن الذين كنا نحارب الاستعمار الفرنسي،سمحت لنا معركة الجزائر ببلوغ الهدف الذي حددناه وهو تعريف العالم بقضية استقلال الجزائر". وتابعت "بفضل معركة الجزائر أثبتنا أن الشعب بأكمله يشارك في حركة التحرير الوطني".