المسؤولية الأجتماعية للشركات .. أرمكو ومعادن في الشمال مثالا

المسؤولية الأجتماعية للشركات .. أرمكو ومعادن في الشمال مثالا

المسؤولية الأجتماعية للشركات .. أرمكو  ومعادن في الشمال مثالا

من المعلوم أن الشركات والمؤسات بمختلف كياناتها القانونية وأنشطتها التحارية كان هدفها الاساسي والتقليدي الذي أنشأت من أجله هو القيام بعمليات وأنشطة أنتاجية تولد ارباح ومكاسب مالية تحقق استمرارية ونمو هذه المنشآت .ولكن بمفاهيم علوم الأقتصاد الحديثة.

أصبح للشركات والمؤسات الاستثمارية هدف أعمق واسمي من ذلك وهو تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع .حيث أصبح دورها اساسيا في منظومة التنمية الاقتصادية لاي بلد.
ولذلك تحملت الشركات وخصوصا التى لديها قدرة وملائة مالية مناسبة مسؤوليات أكبر تجاه مجتمعها.وتبنت التفكير و بشكل جدي قبل التخطيط لعملياتها الاستثمارية بتحقيق أركان المثلث الأمثل للتنمية المستدامة وهي النمو الأقتصادي والتقدم الأجتماعي وحماية البيئة.

وعنما ننظر لواقعنا المحلي نجد أن الشركات ومؤسسات القطاع الخاص مقصرة في هذا الجانب الى حد غياب مفهوم المسؤولية الأجتماعية عن خططها الأستراتيجية,.أننا هنا لا نتكلم عن حالات فردية خاصة قد تدفعها عادات وتقاليد أو التزامات دينية كالزكاة والصدقات مثلا يبادر اصحابها بالتبرعات والهبات لبعض المحتاجين والجمعيات الخيرية وأنما نبحث بأن المسؤولية الاجتماعية أصبحت واجب أجتماعي تكفلة وتفرضه القوانين والأتفاقيات الأقتصادية والأجتماعية الدولية على الشركات للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم وتعزيز التنمية المستدامة في بلدانها. وهذا ما التزمت به الى حد ما شركة أرمكو عندما بدءت نشاطاتها الأستثمارية بالمملكة والشروع في تمديد الانابيب لنقل البترول (خط التابلاين) قبل أكثر من سبعين عاما ,(تجربة الحدود الشمالية كمثال ).

فمن ناحية الموارد البشرية شرعت بتوظيف ابناء المناطق المحاذية للمشروع والتزمت بالتدريب عالي الكفاءة لعامليها ودفعت لهم الأجور المناسبة لقاء أعمالهم الشاقة و أمنت لهم العلاج الطبي المجاني بمستشفيات خاصة مزودة بطاقم طبي على درجة عالية من الكفاءة وبأحدث التجهيزات الطبية.وتوفير المدارس للتعليم وبناء مساكن للعاملين. مجهزة بالكامل بأدوات ترفيهية لم تعرفها بيئة الموظف من قبل كالبث التلفزيوني وصالات عرض السينما وكانتينات المأكولات السريعة وحوافز مادية عند أنتهاء خدمات الموظف وغيرها من الخدمات والمميزات العديدة للموظفين.

ولم يتوقف دور شركة أرامكو في حدود بيئتها الداخلية بل تعدى ذلك الى البيئة الخارجية بأن شاركت وبفعالية في تنمية القري التى عبر خلالها مشروع التابلاين فقامت ببناء بعض المدارس والمستشفيات التى لا تزال مبانيها قائمة الى هذه الساعة.وحفر العديد من آبار المياه للبدو الرحل. .مما أدي الى أن تكون بيئة هذه القري جاذبة للسكان من الاماكن الصحراوية القريبة ونواة لتطور هذه القري حتى اصبحت مدن رئيسية. بالأضافة الى ذلك أرست ثقافات جديدة لم يكن متوعد عليها المجتمع كحب العمل والحرص والألتزام بالمواعيد والعمل كفريق واحد في مجتمع كان أغلب فئاته في بدايات الاستقرار في القرى.

وبمقارنة ما قامت به شركة أرامكو الأمريكية حينها من دور في مشاركة المجتمع وهي شركة أجنبية يجعلنا نشعر بالخجل من الدور الذي تمارسه الشركات الوطنية التى وضعت لها قدم أستثماري قوي في منطقة الحدود الشمالية في العصر الحديث وأهمها شركة (معادن) المساهمة .متمثلة بمشروعها العملاق استخراج الفوسفات بحزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية. التى نتوقع انه لم يسمع مسؤوليها بمفهوم اسمه المسؤولية الأجتماعية ولذلك استبعدوه تماما من رؤيتهم وأهدافهم الاستراتيجية.

ولكن نقول لهم عفوا وسامحونا بأن نطالبكم بهذا الحق المشروع للأهالي وللأجيال القادمة بالمنطقة الشمالية التى استحوذ مشروعكم العملاق على مساحة لا يستهان بها من أجمالي مساحة أرض منطقتهم. أنكم يا أعزائي لم تقوموا حتى الساعة بالتقيد باالمفهوم الضيق للمسؤولية الأجتماعية وهو التبرع للفقراء ودعم الجمعيات الخيرية بالمنطقة والالتزام بتوظيف ابناء المنطقة.الا بشكل محدود جدا لا يقارن بحجم استثماراتكم.

ولكننا سوف نسعي جاهدين لحثكم وتذكيركم حتى تتقيدون بالالتزام بأدني المعايير الدولية لمفهوم المسؤولية الأجتماعية للشركات العالمية ذات الضخامة المالية التى في مستوي شركتكم العملاقة (ونعلم انكم أكثر منا علما بها ولكن للتذكير) وأهمها الأحترام والمسؤولية وذلك بالمشاركة في حل مشاكل المجتمع الذي يحتضن مشروعكم العملاق وأهمها البطالة بأستيعاب أكثر قدر ممكن من الايدي العاملة بالمنطقة وتدريبهم بكفاءة عالية ومهنية ومنحهم المميزات المالية المناسبة التى توازي أعمالهم الشاقة في هذا المشروع الذي تتضمن أعماله بعض المهمات الخطرة وتأمين كافة احتياجات العاملين من مدينة سكنية متكاملة الخدمات ومن مدارس ومستشفي لعائلاتهم ووسائل مواصلات مريحة نظرا لبعدهم عن المدن الرئيسية كمشاركة فاعلة منكم لتخفبف العبئ على الدور الحكومي.

وأن يكون لكم دور أجتماعي ملموس في المجتمع الخارجي المحيط بكم كدعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأجتماعية الأخري وأنشاء معاهد علمية وتكنولوجية حديثة للتدريب (مع العلم بأننا نسمع جعجعة منذ قدومكم بأنشاء معهد متخصص لم يري النور بعد) وأن تتولوا أقامة و رعاية المؤتمرات اللازمة التى تحتاجها المنطقة بشتي المجالات. والالتزام بأبتعاث عدد من طلبة المنطقة سنويا للتحصيل العلمي العالي للدولة الأجنبية المتقدمة , وأقامة ورعاية المؤتمرات اللازمة التى تحتاجها المنطقة بشتي المجالات وغيرها من الأنشطة الأجتماعية التى تساعد على تعزيز نمو المجتمع وخصوصا كمجتمع منطقة الحدود الشمالية التى فاته الكثير من خطط التنمية السابقة.

وأخيرا وليس أخرا يجب أن لابغفل أن يكون لشركتكم الموقرة دور اساسي في حماية بيئة المنطقة والمحافظ عليها وهي قد تكون المعنية بذلك مباشرة بهذا الامر حيث قد تكون هي نفسها العامل الرئيسي المسببه لتلوث بيئة المنطقة مستقبلا نظرا لنوعية استثماراتها ونشاطها حيث تتخصص في أعمال التعدين وأستخراج الفوسفات وما قد يتعلق بذلك من أستخراج معادن خطرة جدا على صحة الأنسان (الشركة أدري من غيرها بها ) وخصوصا أن الأرض التى تحتضن المشروع كانت أرض بكر نقية لم تعكر صفو ساكينيها أو تسبب لهم امراض خطرة قبل بداية مشاريع التعدين.

أن طرحنا لشركة ارامكو وشركة معادن لتعزيز مفهوم المسؤولية الأجتماعية للشركات لا يعني أن دور مقتصر على الشركات الكبري وأنما للمؤسسات والشركات ذات الحجم الأصغر دور ومسؤولية أجتماعية يجب أن تتحملها كل حسب قدرته وملائته المالية والتى لتكون رافد اساسي مكمل للدور الحكومي في تنمية المناطق خصوصا وأن الشركات والمؤسسات لدينا تحظي بمميزات وتسهيلات كبيرة لا تتوافر لدي نظيراتها في الدول الاخري وذلك من خلال أعفائها من ضرائب الدخل وتقديم الأراضي لها مجانا أو باسعار رمزية لاقامة المشاريع وتقديم القروض الماليه لهاد بدون فوائد من صناديق الدولة. ولذلك يجب أن تتحمل شركات ومؤسسات القطاع الخاص دورها الأجتماعي في خدمة مجتمعها ومناطقها وتستوعب أن مفهوم المسؤولية الأجتماعية هو العمود الفقري لمتطلبات التنمية المستدامة والشراكة الأقتصادية الحقيقية بين الدولة والقطاع الخاص لبناء مستقبل أفضل للأجيال.

الأكثر قراءة