المجتمعات التقليدية
في سياق الأحداث التاريخيه و دوران عجلة الزمن تمر على المجتمعات البشريه نقاط تكون نقاط فاصله بين مرحلة ومرحله نقاط يتم فيها مراجعة الحالة العامه للمجتمع إجمالاً وقد تكون هذه النقاط نقاط إنطلاق لبعض المجتمعات نحو التقدم والسير قدماً في سبيل النهضه وإحداث تغيير في بنية المجتمع للأفضل فكرياً وتعليمياً وثقافياً .وقد تكون نقاطاً حقيقيه لبعض المجتمعات لاتأثير لها لعدم إدراكهم بأهمية تلك التحولات التي تحدث لهم أو من حولهم وماينتج عن هذه التحولات من مخاض قد يعود بالسلب على المجتمع .
فقط تلك المجتمعات التقليديه التي تظل تراوح مكانها وتعيش كما هي وكأن شيئاً لم يكن فيتجاوزها الزمن وتتجاوزها الأحداث والمجتمعات التي كانت بالأمس تشابهها أو تتفوق عليها حتماً لا إعتراض التغيير سنة من سنن الحياة .حين تتحرك تلك المجتمعات التقليديه للحاق بما يمكن اللحاق به يكون تحركها بطيئاً لايتواكب مع آليات الزمن الذي تعيش فيها لأنها تعيش بأدوات زمن قد مضى و ولى وحتى تحركها يكون محدوداً في الهامش المتاح لها أن تتحرك فيه في وقت ينشد فيه الجميع الأفضلية على كافة الأصعدة.
الخشية من المستقبل هاجس كل مجتمع والمستقبل يولد من رحم الحاضر ولو كان الحاضر غير سوي فحتماً سيكون مستقبلاً مخيفاً وغير مطمئن والمجتمعات التقليديه هي أكبر المجتمعات التي تعاني مستقبلاً لأنها لم تخص معركة التجارب والعمل على مستقبل أفضل كل ماعملته هو الركون لماضيها الذي أعاقها عن التقدم وأصبح الماضي هو الحاضر والمستقبل وأكبر سبب للعجز والجمود .تلك المجتمعات التي تعيش لحظتها وخططها تكون خبط عشواء وبدون مشروع مدروس ومممنهج وعمل مؤسساتي محترم فإن أثر عملها مثل الضباب سرعان مايزول عند أول محك وكأن بدايتها محرقه ونهايتها رماداً متطايراً .أما تلك المجتمعات التي تعمل لمستقبل بإحترافيه وعمل مدروس وبنيّة صافيه حتما سيباركها الرحمن وتحل عليها البركه وتلك التي تعمل بعشوائيه هي فقط مجتمعات تنطبق عليها المقوله التي نقولها في يومياتنا مجتمعات تسير بالبركة.