مهرجان المأكولات العالمية .. العقلية التنظيمية

مهرجان المأكولات العالمية .. العقلية التنظيمية

مهرجان المأكولات العالمية .. العقلية التنظيمية

عشرة أيام هي المدة الزمنية لمهرجان المأكولات العالمية والتي أرى أنها قليلة بحق هذا المهرجان الذي أقيم بمنطقة الرياض والذي يضم بين جنباته العديد من الفعاليات والأنشطة التي أنطلقت مع بداية إجازة منتصف العام الدراسي الحالي. بعيدا عن أطباق المأكولات العالمية والتنافس بين الطهاة ،، يجب أن لاننظر الى مثل هذا المهرجان العالمي بأنه مجرد مهرجان فقط لاغير ،، بل يجب أن ينظر له من المنظور الصحيح وهو أن هذا المهرجان يعمل على أضافة وجهة سياحية للجميع ،، أضف الى ذلك أن هذا المهرجان سوف يكون بمثابة النواة الأولى لفتح الباب أمام المهرجانات العالمية التي تفتقدها المملكة العربية السعودية.

في البداية نجد أن المهرجانات المحلية كثيرة جدا ولاتعتمد في تواجدها على مدة زمنية محددة ولا تعمل على أختيار الوقت فمثلا نجدها في أزدياد مع عطلة نهاية الأسبوع ،، لكن للأسف لاتشهد أقبالا ولاتحوز على أهتمام الكثير خاصة وأنها تعمل على الأنفاق المتزايد والمبالغ به على الدعاية والأعلان ،، ولذلك يتبين لدي أن السبب الرئيسي الذي أدى الى فشل هذه المهرجانات المحلية وغيرها لايرتبط بالوقت المحدد أو بأختيار الأماكن الراقية بل يعتمد في المقام الأول على وجود العقلية التنظيمية التي تتقن الموهبة والأبداع ،، وهذا ماحصل بالفعل مع مهرجان المأكولات العالمية الذي لم تكن الدعاية والأعلان وحدها هي السبب في النجاح الذي حققه من خلال الأقبال الكثيف الذي يزداد بين الفينة والأخرى ،، والذي يعود فيه الفضل الى القائمين على هذا المهرجان "وكالة أعالي للأعلان والتسويق وغيرهم" الذين أستطاعوا أن يقطفوا ثمار هذا المهرجان ليس بمحض الصدفة بل من خلال بذل أقصى درجات الجهد المنوطة بالتنظيم والأبداع والموهبة والتغطية الأعلامية التي جميعها كانت بمثابة سلسلة كل واحدة كانت مكملة للأخرى والتي عملت جميعها في النهاية الى قطف نجاح هذا الجهد المبذول قبل أن بغلق المهرجان أبوابه ،، فهذا التنظيم والأبداع لم يكتفي بقطف ثمار هذا المهرجان فقط بل تخطى ذلك بكثير وعمل على تغيير الصورة النمطية المختزنة في عقول الكثيرين عن المهرجانات التي أدت الى فشل الكثير منها.

مادفعني الى كتابة هذه المقالة هو الأختلاف المتباين الذي لاحظته بين المهرجانات المحلية والعالمية وبالأخص "مهرجان المأكولات العالمية" أضافة الى أنني واحد من الذين تغيرت لديهم النظرة السلبية للمهرجانات ولذلك ليس لدي في النهاية ماأقوله الا أنني أتقدم بخالص أسفي لأنني على ثقة كاملة بأن هذه المقالة قد تعمل على الأنتقاص من حق القائمين على مهرجان المأكولات العالمية وقد لاتعمل على أخراجهم بالصورة التي يستحقونها فالجهود المبذولة من قبلهم لاتعد ولاتحصى وتستحق الشركان والعرفان.

الأكثر قراءة