«الرمل الأبيض» .. خطر بيئي وإنساني على طريق العلا - المدينة
أثارت المخالفات التي يرتكبها سائقو الشاحنات الثقيلة التابعة إلى شركات الرمل الأبيض بالقرب من محافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، القلق ونثرت الخوف في صدور المواطنين الذين يقطنون في العلا والمحافظات المجاورة لها، إذ تسببوا في كارثة بيئية وبشرية راح ضحيتها المواطنون الذين يقطنون في هذه المدينة ومركز الجهراء.
وعمد سائقو الشاحنات إلى استخدام طرق العلا تهربا من ميزان حمولة الشاحنات، لعدم نظاميتها ومخالفتها للتعليمات، وسط غياب تام للرقابة على الطريق.
وأكد لـ "الاقتصادية" اللواء سمير الأسدي قائد قوات أمن الطرق في منطقة المدينة المنورة، أنه تم استحداث قيادة لقوة أمن الطرق على طريق العلا ـ المدينة المعروف في طريق (شجوى)، وأن العمل جار على الإشراف على كامل الطريق، مشيرا إلى أن دوريات أمن الطرق تتابع الوضع من كثب على طرق المحافظة الواقع في نطاق إشرافها، وتتعاون مع الجهات ذات العلاقة في ضبط الشاحنات المخالفة، لتسهيل الحركة المرورية على الطرق، ومنع المخالفين والمتجاوزين للتعليمات.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد خليص المنسق الإقليمي السابق للتلوث النفطي وحماية البيئة في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر في شركة أرامكو، أن الغبار المنبعث باستمرار من المحاجر والكسارات يتسبب في انعكاسات سلبية على البيئة المحيطة بكل مكوناتها من بشر ونباتات وحيوانات فطرية، مضيفا:" يجب الأخذ في الحسبان الاشتراطات الصحية المتعارف عليها، كما أن هناك أضرار اقتصادية، فالرمل الأبيض ثروة طبيعية يجب الاعتدال في استهلاكها، إضافة إلى أن الشاحنات (القلاّبة) تلحق تشققات وتلفيات في أسفلت الطرق، مما يستدعي تخصيص ميزانيات للصيانة الدائمة".
ودعا خليص شركات الرمل الأبيض إلى تبني مفهوم المشاركة المجتمعية، من خلال القيام بدور اجتماعي وإنساني، كالإسهام في تطوير المجتمعات المحلية، خاصة تلك الواقعة في نطاق عملها الميداني، كبناء مدارس أو حدائق أو فتح وتعبيد الطرق وغير ذلك.
"الاقتصادية" حاولت مراراً التواصل مع زهير فايز مدير فرع وزارة النقل في المدينة المنورة، للتعرف على دور الوزارة في تنظيم حركة الشاحنات القلاّبة في العلا، إلا أنه لم يرد على اتصالاتها.
فيما أوضح مواطنون، أن هذه الشاحنات تسببت في وقوع حوادث مؤسفة راح ضحيتها كثير من الأبرياء، إلى جانب ما سببته من أضرار في أرضية الطرق الزراعية ولاسيما طرق العلا ـ شجوى ـ المدينة، وطريق العلا ـ المعظم ـ تبوك.
وذكروا أن هذه الشاحنات تعمل لمصلحة شركات استخلاص وإنتاج الرمل الأبيض، الذي يدخل في بعض الصناعات كصناعة الزجاج، وتتخذ من مركز الجهراء التابع لمحافظة تيماء في منطقة تبوك مركزاً لها، لوفرة الرمال الناعمة البيضاء.
ووصف عبد الكريم الفرك الشركات العاملة في مجال استخلاص الرمل الأبيض، بأنها "مصدر إزعاج"، بسبب إثارتها للغبار، وتعكيرها الأجواء، وتأثيرها على الهواء، والرؤية. وقال: "نحن لا نعلم إن كانت هذه الشركات مرخصة أم غير مرخصة، ولكن الذي نعلمه هو أنه يجب على جهات الاختصاص، الوقوف على أوضاع هذه الشركات، وتقييم أوضاعها ميدانياً، فالمخلفات التي تتركها في تصاعد متنام، هذا فضلا عن ازدحام الطرق بالشاحنات القلابة المحملة بالرمل".
في حين ذكر محمد اليوسف أن أعداد الشاحنات القلاّبة المحملة بالرمال تزايدت بشكل لافت في الفترة الأخير، مشيراً إلى أنها تسلك طرق العلا فراراً من الرقابة، مما تسبب في وقوع حوادث مؤلمة، كان آخرها قبل شهر على طريق (العلا ـ شجوى)، حينما اصطدمت إحدى هذه الشاحنات بسيارتين، فقضت على السائقين، وأسرة كاملة.
وأضاف: "لاحظت وجود شاحنات على الطريق القادم من الجهراء باتجاه محافظة العلا محملة بالرمل الأبيض، قادمة من محافظة تيماء، وهروباً من ميزان الشاحنات على الطرق السريعة، الطريق في الفترة الحالية أصبح لا يطاق، وقد تسببت الشاحنات في حدوث تشققات وهبوط في الطريق، إضافة إلى ما يسببه ذلك من تلفيات في السيارات، وتعريض المسافرين للخطر".
من جهته، أوضح سليم الماضي - مواطن يسكن في محافظة العلا - أن مرور الشاحنات الثقيلة والقلابات بهذا الشكل الكبير على طرق العلا المتعددة، أمر مثير للقلق، ومن شأنه أن يعرض حياة المسافرين للخطر، داعيا إلى أهمية تكثيف الرقابة والموازين الثابتة على هذه الطرق التي يسلكها سائقو الشاحنات من الوافدين هروباً من المرور على ميزان قياس حمولة الشاحنات على الطرق السريعة.
بينما أكد إبراهيم البدير وقوع العديد من الحوادث المؤسفة نظرا للازدحام الكبير الذي تسببه الشاحنات، مطالبا بتكثيف الرقابة الأمنية، وتسيير دوريات أمن الطرق، ومتابعة المخالفين من سائقي الشاحنات، وإيقاع العقوبات بحقهم.
فيما شدد المواطن عبد الرحمن الإمام، على أهمية تكثيف وجود دوريات أمن الطرق على طرق العلا، والتوسع في إنشاء موازين ثابتة ومتحركة لضبط المخالفين من قائدي الشاحنات القلاّبة التي تسلك طرق العلا وتنقل ما يفوق حمولتها بكثير، وتعرض حياة المسافرين للخطر.