الحملات التوعوية والخطأ !!
الحملات التوعوية والخطأ !!
اكاد ازعم انه لا يوجد شخص لم يستمع حتى لطيف عن المشاركات و المهاجانات التوعوية التي تقام في المدن أو المراكز و المؤسسات حول شتى المواضيع " السرطان ، الإعاقة ، السمنة .. الخ .
إذا كُنتم ممن يرتادُون هذه الاعمال فبتأكيد أنكم قد لاحظتم أن اغلبية من يرتاد هذه الحملات هم من الطبقة ذات الدخل العالي أو المتوسط أو ممن يمتلكون خبرات أو شهادات علمية ، أو المثقفين و ذوي الشأن من هذه الطبقات ، و لاحظتم في مضامين هذه الحملات هي في الغالب تهدف الى " التوعية " .
سعيدة بهذه الأعمال و بالهمة التي تصاحبها و بسمو الهف الذي ينشأها ، لكنها للأسف تقام في المكان شبه الخطأ ، على أقل تقدير، الآن !
فمع تكرار هذه الحملات عن المواضيع التوعوية ذات الاهتمام المشترك بين افراد المجتمع الا ان تكرارها في ذات المكان يقلل من قيمتها و من احتمالية تحقيق الأهداف المرجوة من التوعية ، السبب في نظري أن تركيز من يقوم على هذه الحملات و ينظمها غالبا ما ينصب في الأماكن الاكثر ارتياداً مثل :
المجمعات التسوقية الكبرى داخل المدينة ، كذلك في المستشفيات الأوسع صيتاً "
و هي بذلك تهمل الفئة التي قد يشوبها الكثير من الأمراض و الأوبئة و المعنية في هذه الحملات و المحتاجة بقدر كبير جداً لتوعية التي تقدمها
وهي الطبقة ذات الدخل المحدود و الفقيرة ، و الطبقة التي لا تتمتع بدجات علمية
عالية أو الأمية .
فالأحرى أن يستثمر تكرار هذه الحملات في تلك الأحياء التي تكثر فيها هاتان الطبقتان ، في أسواقها و حدائقها ، و تزاد فيها عدد المحاضرات و الندوات التوعوية ، و الأفضل كذلك أن يقام مركز يختص بذلك في كل حي ، لتكون العملية أكثر تنظيماً و لتحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف المرجوة .