ذوو الشهيد «منيع»: عزاؤنا أنه استشهد دفاعاً عن وطنه
ذوو الشهيد «منيع»: عزاؤنا أنه استشهد دفاعاً عن وطنه
استقبل ذوو الشهيد الجندي محمد حسن منيع، المعزين أمس، في أول أيام العزاء في قرية المجاليل غربي رجال ألمع مسقط رأس الشهيد، بفخر واعتزاز بابنهم الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه.
وخيّم الحزن الذي يخالطه الفرح والافتخار بالشهيد ليس لأسرة الشهيد فقط، بل لكل قبائل منطقة تهامة عسير، حيث عجّ المكان بالمعزين، الذين توافدوا من كل أرجاء المنطقة، بل إن بعض الوجوه غير معروفة، لكن المصاب والخبر الذي سجل بمداد من الفخر للشهيد دعا سكان المنطقة إلى تأدية واجب العزاء لمن عرفهم ومن لا يعرفهم.
وبدا والد الشهيد محتسبا رغم ملامح الحزن التي بدت جلية عليه لفقد ابنه، البالغ من العمر 24 عامًا، ويتصف بحسن الخلق والنخوة والإيثار، بحسب المقربين منه، الذين أكدوا أن علاقاته وصداقاته الواسعة التي تربطه بجميع أبناء قريته تدل على دماثة خلقه، إلا أن والد الشهيد اكتفى بفخره واعتزازه بابنه الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في خدمة دينه ومليكه ووطنه.
ويقول والد الشهيد: "يد الإرهاب يتمت طفلين ولم تمهل والديهما لبناء منزل لهما، رغم أنه قام أخيرا بمسح مكان في قريته في محاولة منه لبناء منزل لأسرته، إلا أن ظروفه المادية الصعبة، إذ تتجاوز ديونه 300 ألف ريال، حالت دون بناء منزل، حيث أجبره ضيق ذات اليد على السكن مع والده طيلة السنين الماضية في منزل بسيط جدا، هو وزوجته وطفلاه ميار ثلاثة أعوام وحسن أربعة أشهر".
#2#
#3#
فيما اعتبرت والدة الشهيد صالحة محمد علي عسيري استشهاد ابنها "وساما على صدور جميع أبناء الأسرة ووسام فخر لكل أبناء قبيلته وأقاربه"، وقالت: "ابني استشهد وهو يدافع عن وطنه، وأحمد الله أن ابني سجل اسمه ضمن سجلات شهداء هذا الوطن المعطاء".
وقال عامر حسن آل منيع (18 عاما) شقيق الشهيد، والدموع تترقرق في عينيه: "كان الشهيد بارا بوالديه إذ كان لا يرد لهما ولا لأي منا طلبا، ودائما يهاتف والدتي ووالده ويطمئن عليهما، فلم يكن مجرد أخ بل أخ وصديق"، ويضيف: "كان محافظا على الصلاة يؤديها في وقتها، وذا خلق منذ صغره وشهادته أثناء تأدية الواجب وذوده عن حمى وطنه شرف كبير للجميع، فقد رفع رأس أسرته وقبيلته، ويحق لي أن أفتخر وأعتز بمن سجل اسمه ضمن قائمة الشهداء من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن الطاهر ضد الفئة الضالة".
وتلقى عامر نبأ وفاة شقيقه الشهيد عن طريق مدير ثانوية حمزة بن عبد المطلب، وقال: "أبلغني مدير المدرسة بالخبر لكن بطريقة غير مباشرة طالبا مني التوجه للمنزل للوقوف إلى جانب والدي ووالدتي، إلا أنني وجدتهما قد عرفا بخبر استشهاد أخي محمد". أما حسن محمد عسيري أحد أبناء عم الشهيد فقال: "هاتفني الشهيد ليلة استشهاده وكان متفائلا بعمله إلا أنه قال لي إن حدث له شيء فسيكون فداء للوطن".
ووصف عامر بن يحيى العربي شيخ قبيلة المنجحة الشهيد بـ"الابن الخلوق والبار وكان من الذين يخدمون الوطن في أشرف الساحات، وهي ساحة العمل الأمني، ويكفيه أنه استشهد وهو يدافع عن تراب هذا الوطن الغالي، فقد كان من الشباب الذين عرفوا بالأخلاق وبر الوالدين وطيب التعامل مع الجميع". يذكر أن الشهيد الجندي أول محمد حسن علي منيع درس المرحلة الابتدائية في مدرسة أحمد بن حنبل بقرية ريم، وانتقل بعدها للمرحلة المتوسطة في مدرسة متوسطة الحبيل فثانوية حمزة بن عبد المطلب، وتخرج منها ليلتحق بالسلك العسكري عام 1427هـ، في منطقة جازان في بداية أمره ثم انتقل للعمل قبل عدة سنوات إلى منطقة نجران إلى أن استشهد أمس الأول في محافظة شرورة.