وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ

اليوم في كل حي اكثر من مدرسه حكوميه و لــ جميع المراحل التعليميه روضه ،ابتدائي ،متوسط اوثانوي ،{واتحدث هنا عن النموذجية منها وليس المستآجره } ! لم تُستثمر الاستثمار الجيد ولم يعود منها ، ماصُرف عليها ،،
تبداء الحكايه حين يتوجه الطلاب والطالبات كل صباح للمدرسه يقضون جُلّ وقتهم فيها ،من الساعه السادسه صباحا وحتى الواحده والنصف ظهرا ثم تُغلق الابواب لليوم التالي ، وهكذا يتكرر الامر , عدا الاجازات الرسميه فـــ انها تغلق لاسابيع وربما لــ شهور !! ويكون العائد الُمربح من تلك السويعات التسع ، من المقصف المدرسي فقط!

ورغم ان المدارس النموذجيه بتصاميمها الحديثه مؤهله لــ كثير من منافذ الاستثمار ، الذي يعود على المدرسه بــ ربحٍ جيد يدعم المسؤولين عنها في تنفيذ كثير من البرامج الارشاديه والتعليميه ،وقد يجعلها ايضا تكتفي ذاتيا من حيث العائد المادي !
الا انه لايٌستفاد من ذلك ابدا ؟!
فما المانع من احيآء هذه المباني لــ تكون ابوابها مفتوحه لاطول وقت ممكن؟ واستثمارها في خِدمة المجتمع ككل ؟! و في تنمية قدرات الطالبات التعليميه والاجتماعيه ، وفي دعم فتياتنا والامهات العاطلات عن العمل وذلك بــ فتح فرص عمل لمشاريع صغيره هادفه ومربحه للطرفين؟!

^ each one teache's one فكرة مدرسه خاصه {شاهدتها في فلم } تقيمها معلمه واحده يدُرس لديها جميع الطالبات المتعثرات دراسيا ، كبيرات السن ، المتزوجات وطالبات المنازل ! تماما كالعياده الخاصه ، وبعدد محدود من الطالبات ، { ما يعادل طالبات فصل واحد} وبمبلغ رمزي ، اليست بـِ فكرة ايجابيه للمجتمع وللمدرسه وللطالبات؟
تتمكن الطالبه المتعثره دراسيا ، من خلاله على الفوز بِـ فرصة التعليم بمواعيد مناسبه لِـ ظروفها ، وساعات محدوده تعالج العائق الذي حرمها من الدوام الصباحي !
كم خريجة جامعه او دبلوم لدينا عاطله عن العمل؟ وكم فتاة لدينا متعثره دراسيا ؟ فـ إن دُعم المشروع من قبل التربيه والتعليم ، وذلك بتوفير المكان وهو: المدرسه الحكوميه والوقت : وهو من بعد دوام الطالبات المنتظمات اي بعد الساعه الثانيه ظهرا !
تخيلوا الربح المعنوي والمادي من هذا المشروع الصغير ! والاثر الايجابي على الطرفين:، من تنتظر الوظيفه ومن حُرمت من التعليم!

مشروع يتحقق من خلاله الكثير و(نضرب عصفورين بحجر واحد) واظن طيور كثيره ستستفيد منه وليس فقط العصافير!
فالعاطلات عن العمل سيجدن مكان آمن يتيح لهن الفرصه للعيش واثبات الوجود ، والامهات ربات البيوت سيجدن ملاذ يكون عوناً لهن لــ تنظيم دورهن الاسري والاجتماعي ولــ تصحيح بعض المفاهيم لديهن ، كما ان الفتاة التي حُرمت من الدوام الصباحي ستسُعَد بــ مدرستها وبالامل الجديد ،

الافكار الممكن طرحها والاستفاده منها كثيره ، والمشاريع الصغيره لا تُكلّف ، كثيرا ! على سبيل المثال :-

^^حضانة اطفال في اي حجره شاغره من الحجرات ، جزء من فناء المدرسه او حتى السطح اذا امكن ذلك ، تطمئن من خلاله المعلمه على فلذة كبدها ويكون باب رزق لفتيات عاطلات ، مشروع صغير بدون تكاليف كبيره يحمل معاني ساميه ويخفف على الموظفه كثير من معاناتها الحاليه !

^^^معهد للتدريب وللمحاضرات التثقيفيه ، يُقام في المصلى ، حجرة المصادر ، تُستضاف فيه عقول نـــيّره وتحضره كل من رغبت من ساكني الحي ، بمبلغ رمزي للدورات {لغات، حاسب ، او حتى خياطه وتفصيل} ، اليس بالامر الايجابي؟ والمثمر ايضا!
محاضرات مسائيه تُقام اسبوعيا او شهريا يخطط لها من قبل ادارة المدرسه لمعالجة امر ما ظهر على السطح كحالةٍ شاعت بين الطالبات مثلا،او توعيه دينيه واجتماعيه تحضرها امهات الحي والمجاورات للمدرسه ، ، مجانا!

ان تكون المدرسه فعّاله طوال اليوم ،تٌعلم الطالبات وتثقفهن وامهاتهِن ، وتفتح فُرص عمل لــ خريجات الجامعات والمعاهد ، امر رائع ، ما اجمل ان نراه على ارض الواقع .. حيث تُصبح المدرسه "دينمو" للحي المجاور لها تسُد ثغرات قد تُخِلْ بالبناء الاجتماعي .. وتساهم في ايجاد الحلول لشهادات معطله ، بل حتى من لم تٌكمل تعليمها ولا شهادات لديها يمكنها المشاركه ، اذا تقدمت بــ مشروع هادف ومثمر تربويا او اجتماعيا !
ويبقى الدوام الصباحي مجاني ومن حق كل طالبه ، ماعدا تلك الاضافات والمقدمه من قِبل صاحبات المشاريع الصغيره ، تُقدم للطالبه كما ذكرت سابقا بمبلغ رمزي اوبــ ِمنــــَح للمتميزات .
الخلاصه تحويل المدارس من وسيله تعليميه تعمل ببطاريه ضعيفة المدى ، الى كوكب علمي ينير الدرب لــ مجتمعهُ ، المجاور !

المدرسه بيتنا الثاني ، تُصرف عليه ميزانيات خياليه ، نحتاجه كــ مكان ويحتاجنا في ان نستثمره على الوجه الصحيح ، ورمز للتعليم يبقى شامخا وّضاء باذن الله ، متجدد كالشجره تمد جذورها في الارض وترفع هامتها عاليا في السماء .