المتعة الدراسية المفقودة

المتعة الدراسية المفقودة

المتعة الدراسية المفقودة

انقضى عام دراسي بكل أفراحه وأحزانه , وها نحن على نبدأ سنة دراسية جديدة . وهي رحلة من رحلات الحياة التي تمر على الطالب يتعلم منها ويبنى بها ثقافته وعلمه . وربما هي للبعض انتقال من طموح إلى آخر و يحدوه الأمل ويحمل معه تلك الذكريات الحلوة منها والمرة . ولكن هناك سؤال مهم هل ستختلف هذه السنة عن سابقتها , وهل سوف يستفاد من الدروس الماضية ويتعلم الطالب من أخطاءه , أم سيبقى الحال كما هو فتدور دورة دراسية جديدة بنفس مستوى الأفكار والمفاهيم .

نحن أمام صنفين من الطلاب الأول قد تقدم خطوة للأمام وانتقل إلى مرحلة دراسية جديدة فهو على أبواب علوم ومناهج حديثة بالنسبة له نأمل أن يجد فيها المتعة أكثر من كونها واجب مفروض لابد من القيام به . لأن المتعة في الدراسة أو العمل هي التي توصلنا إلى درجات الإبداع أو الابتكار . يقول الدكتور ريتشارد فاينمان الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء " قبل أن أروي لكم كيف توصلت إلى النظرية الفيزيائية الجديدة أريدكم أن تعرفوا أنني قد بدأت العمل وتابعته من أجل التسلية والمتعة لا أكثر !".

والنوع الآخر من الطلاب هم الذين لم يحالفهم التوفيق فعليهم أن يعاودوا الكرة مرة أخرى , وتلك محاولة جديدة , والتي سبقتها ليست فشل بل هي مجرد محاولة اكتسبنا منها خبرات ودروس ليس فقط على مستوى الدراسي بل ربما على مستوى الحياة العامة . فالحياة عبارة عن محاولات وتجارب نكتسب منها خبرات أكثر كلما حاولنا بجهد أكبر.

وربما المجتمع يقسو كثيرا على من يتعثر في المراحل الدراسية وينظر إليهم بشيء من الريبة والشك في قدراتهم . بل إن البعض يعتقد أن النجاح الدراسي هو المقياس للنجاح في الحياة العامة . واعتقد أن هذا المفهوم خاطئ, ونحن هنا لا نقلل من شأن النجاح الأكاديمي ودوره المهم في الحياة العلمية والمهنية ,ولكن ليس هو المقياس الأوحد للنجاح فجوانب الحياة متعددة وكثيرة , الشواهد والأمثلة أكثر من أن تحصى.

وبما أننا في بداية السنة الدراسية فإنه من المهم أن لا نقيس جميع الطلبة بمقياس واحد لأن ذلك يشكل ضغطا وعبئا نفسيا على الطالب . فكل طالب ميول مختلفة وهو يملك قدرات ومواهب متنوعة تختلف عن الآخرين. فالبعض بارع في القدرات الذهنية, والآخر في البصرية والسمعية . وهناك طلاب بارعون في الحرف والأعمال اليدوية . وقد صنف بعضهم تلك المواهب والقدرات إلى ثمانية أصناف , وأظن أن المجال مازال مفتوح لتكون الأصناف أكثر من ذلك . كل ما على الطالب فعله أن يجد نفسه في أي مجال يشعر أنه يهمُ عشقا وطربا ليختصر بذلك الزمن والمسافات.

يقول كين روبنسون مؤلف كتاب صناعة العقل " كثير من الناس انتهوا إلى الظن أنهم أشخاص عاديون , لا يتمتعون بأية طاقات مميزة , أو قدرات إبداعية , في حين إن هذه القدرات موجودة إلا أنهم لم يعرفوا ما هي ".

الأكثر قراءة