أهالي الغاط يتجاوبون لتأهيل مساكنهم القديمة واستثمارها اقتصاديا

حين يطأ المسافرون ربوعها البكر، تفتح محافظة الغاط ذراعيها لزائريها المارين سريعا، فتملأ أنظارهم بروعة الطبيعة والبيئة الجبلية والرملية الفتية، عبر تنوع جغرافي ساحر، ومساحة لرسم الخيال البصري عبر الأفق، وهذا ما رصدته جولة ''الاقتصادية'' في عدة مواقع في المحافظة، التي تستهدف جذب المسافرين على الطريق السريع الرابط بين العاصمة الرياض والمدينة المنورة مرورا بالقصيم.

وتمتلك محافظة الغاط موقعا استراتيجيا أسفل جبال طويق لتعيد إحياء القرية التراثية السابقة وتنشئ أسواقا تراثية ونزلا ريفية وسط منازل الطين القديمة وتنشط الفعاليات في قرية الغاط التراثية نهاية كل أسبوع لتشهد حراكا يجلب السياح والأجانب من مختلف المناطق المحلية فيها.

وتجاوب عدد كبير من أهالي الغاط، بتأهيل مساكنهم القديمة الآيلة للسقوط لتصبح مساكن مؤهلة للسكن والاستفادة منها اقتصاديا، لتنطلق فكرة إعادة التأهيل التي تبنتها لجنة التنمية السياحية في الغاط إلى جانب تحرك من قبل محافظ الغاط لإعادة إحياء البلدة القديمة.

ويشير عبد الله بن ناصر السديري محافظ الغاط، إلى أن الفكرة الرائدة والمثالية للأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعادة وتطوير وتأهيل البلدة القديمة في الغاط كان العامل الرئيس والمؤهل القوي والدافع للبدء بهذا المشروع الجاري العمل فيه على قدم وساق، مقدرا الجهود التي بذلتها وتبذلها الهيئة في هذا المشروع الوطني المهم.

#2#

وقال إن في هذا المشروع شركاء متعددين ممثلين في محافظة الغاط وبلدية الغاط ووزارة النقل ووزارة المياه والكهرباء وأمانة منطقة الرياض ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الاجتماعية ولجميع المتبرعين من المسؤولين والأهالي شاكرا لهم كريم تبرعهم ومبادرتهم.

وأضاف السديري: ''أن العمل بدأ في إنشاء الطريق الرئيسي وعلى وشك الانتهاء من إتمامه وتم الانتهاء أخيرا من تنفيذ الساحة المركزية، وبهذا تكون البنية التحتية للمشروع قد اكتملت وبقي دورنا نحن أفراد ومؤسسات المجتمع المحلي في أخذ زمام المبادرة والمسؤولية الكاملة في تنفيذ وتشغيل وإدارة مشروع النزل التراثية وتفعيل القرية التراثية بشكل عام والتي سيكون لها مردود إيجابي واقتصادي واجتماعي للجميع بإيجاد أفضل الخيارات التي تُحقق موارد قابلة للاستمرارية''.

#3#

وأشار محافظ الغاط إلى أن أهداف برنامج مشروع تأهيل القرى التراثية تكمن في الحفاظ على التراث العمراني والثقافي، واستثمار المقومات السياحية الكامنة، وكذلك استثمار المساكن القديمة وإحياؤها، ووضع البلدة التراثية على الخريطة السياحية للمملكة.

وأبان أن التنمية السياحية للغاط القديمة تعتبر أحد المحاور الاستراتيجية لتنمية محافظة الغاط تنمية مستدامة، وذلك لعدة أسباب أهمها، موقع الغاط الجغرافي وقربها من مدينة الرياض ومن الطريق الدولي، والمقومات السياحية المتميزة لمحافظة الغاط، إضافة لتفاعل أهالي الغاط مع التطوير والتنمية، مؤكدا أن تميز الغاط القديمة يجعل منها خيارا مميزا لانطلاق السياحة لعدة أسباب منها، الانفصال التام عن موقع المحافظة الذي ساعد على الحفاظ عليها جزئيا، والتكوين العمراني والطراز الفريد الذي يعكس العمارة النجدية في المنطقة، كما أن عدد السكان المتوسط يسهل عملية التطوير واستغلال مقوماتها السياحية الكامنة، وخاصة في ظل العناصر الطبيعية والبيئية المحيطة.

على الجانب الآخر يمتد وادي الغاط بالقرب من البلدة التراثية مشكلا موقع جذب حيث تحافظ الغاط على ''القلطات'' الشهيرة عبر تجهيز الموقع بالتعاون مع فرع وزارة الزراعة وتم رصف مواقع القلطات الشهيرة والتي تحتفظ بالمياه حتى الوقت الحالي.

ويشكل سد الغاط موقع جذب خلال الوادي الممتد ويرى سليمان الصعب مدير فرع وزارة الزراعة الذي رافق وفد قافلة الإعلام السياحي أن ''القلطات'' تمت إعادة تأهيلها طبيعيا دون تدخل كبير إلا بترميم الممرات التي تحتاج إلى تجهيز وكذلك عبر وجود مواقع للراحة والجلوس.

ويشير الصعب إلى أن وادي الغاط من أهم المواقع التي يقصدها المتنزهون خصوصا خلال الأمطار، نظرا لاحتوائه على مواقع كثيرة جدا كشلالات طبيعية، ويساند وادي الغاط وجوده أسفل مرتفعات طويق الشهيرة.