للمرة الأولى .. دور نشر سورية تغيب عن معرض الرياض
للمرة الأولى، تتوارى دور النشر السورية عن المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، فهي اعتادت منذ انطلاق المعرض بصيغته الجديدة تحت تنظيم وزارة الثقافة والإعلام قبل ست سنوات على المشاركة بأكثر من 30 دار نشر سنوياً. ويأتي الغياب الأول لدور النشر العريقة كالحوار والخيال ودار المدى في ظل الأحداث المؤسفة التي تمر بها سورية، فكانت هذه الدور محل أنظار وطلب مرتادي المعرض سنوياً.
وعبر الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة الإعلام السعودي، عن أسفه لعدم مشاركة دور النشر السورية، وكأنه يعبر عن مشاعر السعوديين ومقتني الكتب السورية. وكانت دور النشر السورية - بحسب تأكيدات مشرفين في المعارض السابقة - تشكل نحو 20 في المائة من مجمل المشاركات الدولية.
ويرى عدد من المهتمين في الجانب الثقافي خلال حديثهم لـ «الاقتصادية» قبل انطلاق المعرض اليوم، أن ما يلفت النظر في المعرض الدولي للكتاب هذا العام غياب دور النشر السورية، فهي كانت تشكل ثقلا كبيرا في أي معرض تشارك فيه، نظراً لما تحتوية من مؤلفات وكتب نادرة، متمنين أن تشارك هذه الدور العام المقبل بعد زوال الأحداث وتحسن الأحوال.
ويعد الغياب السوري عن الاحتفاء الثقافي السنوي مؤثرا حيث تزخر دور النشر السورية بعدد كبير من المؤلفات المهمة، ويراها السعوديون مهمة في كل عام نظراً إلى ما تقدمه من إنتاج ثقافي مميز. وقال رائد المصعب - أحد المهتمين بالنشاط الثقافي السوري - إن دور النشر السورية إن شاركت هذا العام فليس لديها الجديد الذي يصنف من فئة المتميز نظراً إلى الأحداث التي تمر بها، لافتا إلى أن دور النشر السورية قد لا تشارك لو فتح لها المجال في معارض أخرى أو تكون مشاركتها بالإنتاج القديم قبل عام أو أكثر، لافتاً إلى أن ذلك انعكاس طبيعي لهذه الأزمة التي ربما تؤثر أيضا في العام المقبل أو تمتد بعده.
أما عبد الله الغامدي - باحث ومهتم بالمشهد الثقافي - فرأى أن الغياب السوري نتيجة الظروف السياسية يغيب إنتاجاً فكرياً مهماً سواء كان قديما أو جديداً، لافتاً إلى أن الإنتاج السوري يعد الأبرز في معارض الكتاب، وقال إن دور النشر السورية معروفة باختيارها العناوين المميزة سواء للمؤلفين السوريين أو لغيرهم، حيث عُرف أن دور النشر السورية تنتج لمؤلفين سعوديين أيضاً ولها باع طويل في الإنتاج الأدبي وتتميز بخط مستقل. ورأى أن السوريين ربما يتأثر إنتاجهم الفكري خلال هذا العام والعام المقبل؛ وهو ما سيدفع دور النشر إلى المشاركة في معارض أخرى بإنتاج قديم أو إنتاج جديد محدود.
فيما يشير محمد الدوسري - متابع ومهتم بمعارض الكتاب - إلى أن دور النشر السورية اشتهرت في معارض الكتاب التي تنظم في الرياض؛ نظراً إلى أن مشاركتها لا تكتفي بعرض الكتب الجديدة بقدر ما هو استقطاب للمؤلفين خصوصا المؤلفين الجدد، وتقديم عروض الأسعار المميزة لهم وتبني إنتاجهم والتسويق له، وهو ما يميز دور النشر السورية التي تبحث عن توطيد تعاونها مع المؤلفين.