الأسواق الشعبية في المدينة المنورة تقاوم موضة «المولات»
على سفح جبل أحد التاريخي، ثمة أسواق شعبية تتوزع في أماكن وجود الزوار والمارة في الطريق، وفي الجانب الآخر من الطريق بدأت الأسواق منذ أعوام قليلة تأخذ شكل مجمعات تجارية تحت سقف واحد، إذ بدأ هذا النوع في الانتشار انطلاقا من عام 2005، مجتذبا كثيرا من الزوار، إلا أن عديدا من أبناء المدينة وزوارها ما زالوا يستمتعون أكثر بالأسواق القديمة.
ويشير البائع الشاب عبد الله الحازمي إلى زوار قلة أخذوا في التوافد على مزار سيد الشهداء المطل على جبل الرماة الممتد في سلسلة جبال أحد، إذ يقول الحازمي: ''إن هؤلاء وإن كانوا قليلين في مثل هذه الفترة من العام، إلا أنهم يحبون الشراء من أسواق بسيطة كهذه يفضلونها على الأسواق الكبيرة''.
ويقول عدد من زوار المكان: إن البضاعة المعروضة، وإن كانت بسيطة وقليلة التنوع إلا أنها تمتاز بالسعر المناسب وقدرة المشتري على أن يساوم في البضاعة حتى أسعار يرغبها، حيث الأسعار مرنة ولا توجد لها قيود. لكن هذا الأمر تحديدا هو ما يزعج الإماراتي سعيد الهاجري الذي يتخوف من ضعف الانضباطية في جودة ما يقدم قياسا بعدم انضباطية الأسعار، مشبها إياها بعبوات دهن العود والعنبر التي تبدأ بالمئات ثم تباع تاليا بعشرة ريالات من أيدي عمالة لا تخبر بمصدر تلك البضائع''، غير أن ما يباع في هذه الأسواق الشعبية هو في الغالب من ألعاب الأطفال سهلة التصنيع أو من تلك السبح والهدايا الصغيرة التي تتفاوت أسعارها بين عشرة وعشرين ريالا، حيث تعد دخلا مجزيا عند عدد من الشباب والسيدات الكبيرات اللاتي يضعن أكشاكا صغيرة يبعن من خلالها بعض المنتوجات المنزلية مثل الأقط والسمن البري إلى جانب منتوجات تجارية أخرى يطلبها المارة باستمرار.
#2#
ويدور عدد الشباب المجاورين للحي في هذه الأسواق الشعبية ببعض الشراب على القادمين مقابل مبالغ صغيرة، إذ تشبه تلك الخدمات المقدمة ما يقدم في ''المولات'' من مقاهي و''كوفي شوب'' لكن ذلك يستلزم كثيرا من المال مقارنة بما يطلبه عبد الرحمن ورفاقه ممن امتهنوا خدمة الزوار سواء في تقديم الوجبات السريعة كالبليلة والحمص أو المشروبات الساخنة أو أولئك الذين يقومون بتصوير الزوار في الأماكن التاريخية التي يزورونها مثل سفح جبل الرماة أو على خلفية جبل أحد.
يشار إلى أن الأسواق الشعبية المتبقية الآن في المدينة المنورة أصبحت محدودة، وهي تتضاءل مقارنة بالمجمعات التجارية الآخذة في التزايد، إلا أن جهودا حكومية تبذل للمحافظة على الأماكن التراثية وتنظيمها بشكل لا يخل بشخصية المدينة المنورة التاريخية.