«عين خسارة» اسم على مسمى.. أهملت فتركها الزوار

«عين خسارة» اسم على مسمى.. أهملت فتركها الزوار

«عين خسارة» اسم على مسمى.. أهملت فتركها الزوار

"عين خسارة" يبدو أن هذا الاسم أضحى فعلاً على مسمى، فهو يصف حال العين الكبريتية الحارة التي تقع في منتصف الطريق بين محافظة حفر الباطن بمسافة 45 كيلومترا، ومركز السالمي الكويتي مسافة 55 كيلومترا، حيث لم يتبق منها إلا اسمها رغم زيارة عدد من المسؤولين لها العام الماضي وتفقدها والوقوف عليها.
وتعاني هذه العين فقدان أبسط الخدمات لزوارها، وهو ما يظهر عدم الاهتمام بها رغم أهميتها السياحية والصحية، إذ أصبحت مقصداً لطالبي الاستشفاء داخل السعودية وخارجها خصوصاً من الدول الخليجية الذين يتوافدون إليها خلال الإجازات لطلب العلاج من بعض الأمراض خصوصاً الجلدية والروماتيزم والحساسية وآلام المفاصل.
وبحسب بعض زائري هذه العين، فإنها أثبتت فعاليتها في شفاء بعض الأمراض على مدى العقود الأربعة الماضية من عمر هذه العين التي لم يشفع صمودها وكرم تدفقها من المياه الحارة في نيل نصيبها من التنمية والتطوير كباقي مواقع العيون الحارة الأخرى في بعض مناطق المملكة، التي استغل بعض منها بشكل جميل جدا حتى أصبحت منتجعات سياحية وعلاجية على درجة كبيرة من التنظيم والتنسيق استطاعت به جذب عدد أكبر من الزائرين لها.
وبات وضع "عين خسارة" مختلفا تماماً، فلا تنظيم، ولا تنسيق، ولا مرافق، ولا خدمات متكاملة تلبي حاجات زوارها مثل الكهرباء أو دورات المياه أو غرف مساكن للقادمين من خارج المحافظة أو اهتمام بالنظافة حتى أصبحت عامل طرد لزائريها.
وأبدى عدد من زوار العين لـ "الاقتصادية"، تذمرهم من الحال التي وصلت إليها هذه العين من قلة الاهتمام نظراً إلى عدم وجود أي مرفق تحويه هذه العين خصوصاً إذا وجدت عائلات قادمة من خارج المحافظة، وهو ما يضطر مرتادي العين من الرجال والشباب لمغادرة المكان وإعطاء العائلات حرية المكان من دون إكمال زيارتهم. يضاف إلى ذلك انعدام خصوصية العائلة حيث توجد بركتان للمياه مكشوفتان من دون أي حواجز أو سواتر تحافظ على خصوصية الزائر وعائلته ما جعل كثيرا من العائلات تستعين بتعبئة "جراكن" المياه والذهاب إلى مكان بعيد عن الموقع حيث تتكرر عملية التعبئة أكثر من مرة دائما.
وطالبوا القائمين عليها بسرعة تطويرها وتنظيمها بشكل راق يعطي للمكان خصوصيته الكاملة بحيث تكون هناك برك مياه مخصصة للنساء وبرك مخصصة للرجال بكامل خدماتها ومرافقها، إضافة إلى وسائل السلامة.
من جانبهم، يرى عدد من رجال الأعمال أنه في حالة الاهتمام بها وتطويرها أو استثمارها ستكون مؤهلة لتصبح جهة سياحية بارزة تساعدها على ذلك مكوناتها الطبيعية وموقعها الجغرافي نظرا لقربها من محافظة حفر الباطن والكويت، ويفصلها عن الطريق الدولي مسافة ثلاثة كيلومترات فقط. أضف إلى ذلك الأعداد الكبيرة التي تصل المنطقة في فصل الربيع من أنحاء المملكة والخليج لتكون بذلك أحد روافد التنمية الاقتصادية والسياحية الطبيعية الجديدة في المحافظة.
وتعد "عين خسارة" - كما يسميها الكثيرون - من أقدم الآبار التي تم حفرها من قبل وزارة الزراعة والمياه منذ ما يزيد على 40 عاما بهدف إيجاد مياه سقيا لأهل البادية في هذه المنطقة الصحراوية والتي ما زالت حتى الآن تقدم المياه لسقيا مواشيهم بشكل يومي. وتصل درجة حرارة المياه المستخرجة من البئر إلى البركة إلى 65 درجة مئوية حيث تتصاعد أبخرة المياه في حال استخراج الماء إلى البركة.

الأكثر قراءة