قد تنقذ حياتك بابتسامة

قد تنقذ حياتك بابتسامة

في قصة رائعة لأنطوان دي سانت مؤلف قصة الأمير الصغير الغنية بالطرائف والقصص المحفزة للخيال قصة أخرى تدعى الابتسامة ويبدو أنها مستوحاة من حياته الشخصية وأيام مغامراته في الحرب العالمية الثانية.

يقول أنه تم القبض عليه من قبل الأعداء ورمي في السجن, وتوقع أصناف العذاب والاحتقار التي قد يتعرض لها في هذه الفترة وفي بؤرة يأسه وحزنه بحث عن سيجاره يشفي بها غليله ووجد السيجارة وبقي عود الثقاب نظر للحارس سأله هل لديك عود ثقاب ؟.

أتى الحارس, وحينما ألتقت عيناه في عيني الحارس ابتسم وشعر أن دفء هذه الابتسامة قرب من الجفوة التي كانت بين قلب الحارس والسجين وابتسم هو الآخر دون تعليل لسبب ابتسامته ابتسم له كإنسان لا كحارس سجن, ورد له الابتسامة كشخص عادي لا كسجين مدان بأنواع الجرائم ففاجأه الحارس بسؤال مباغت هل لديك أطفال ؟.

أجاب بعصبية نعم وبحركة متوترة أعطاه بعض الصور التي كان يحتفظ بها للذكرى وقام الحارس هو الأخر بإعطائه صور أبناءه وتبادلوا الحديث عن الآمال والأحلام التي يرغبون في تحقيقها، وامتلأت عينا السجين بالدموع وخشي أن لا يرى أهله ثانية، وفجأة ودون كلمة أخرى أخرجه من السجن ومضى به إلى خارج البلدة، وتركه دون أن يقول له كلمة واحدة لقد أنقذت حياته بابتسامة.

الابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى مترجم يفهمها الجميع حتى لو اختلفت اللغات واللهجات حينما تبتسم يعني ذلك أنك تتقبلني, يعني ذلك أنني مرحب بي في قلبك, الابتسامة لها معنى واحد لا يختلف عليه جميع من هم في الأرض, ولا يختلف معناها على جميع الملامح والتعابير.

الابتسامة تكسر حاجز اللغة, تكسر حاجز الخوف من الآخر, تقرب بين القلوب, وتردم تلك الفجوة التي تقع بين الوجوه العابسة ابتسموا للجميع ولا يهم لم تبتسم, بابتسامتكم تنشرون الدفء لمن هم حولكم وتغمرونهم بمحبتكم.

الأكثر قراءة