تخوف من اندثار المواقع الأثرية في حفر الباطن

يقع في محافظة حفر الباطن عدد من الآثار القديمة التي يعود البعض منها إلى القرن الثاني من الهجرة، وتعد من المواقع الأثرية المهمة التي تبين نهج الحياة ومكوناتها في ذلك التاريخ، وتحديدا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي شيد عددا من المنازل بجميع خدماتها من آبار وبرك مياه لخدمة سالكي طريق الحج للقادمين من البصرة والعكس. ويعبر هذا الطريق حفر الباطن من الشرق إلى الغرب.

ومن أبرز تلك المواقع، الخرجاء التي تبعد عن محافظة حفر الباطن مسافة 60 كيلو مترا، ولهذا الموقع أهميته التاريخية رغم طمره بسبب الأمطار وعوامل التعرية وتحرك الرمال على مدى قرون ماضية، ولا يزال يتعرض حاليا للعبث والحفر من قبل من يبحثون عن كنوز أو عملات قديمة ونادرة، ما يشكل تهديدا لهذه المواقع في حالة عدم التدخل من قبل هيئة السياحة للمحافظة عليها وتحويطها بسياج حديدي حتى لا تصل إليها أيدي العابثين.

#2#

وأوضح لـ ''الاقتصادية'' محمد فالح السبيعي الباحث في آثار حفر الباطن أهمية هذا الموقع التاريخي، الذي يعود تاريخه للقرن الثاني من الهجرة النبوية الشريفة، وقام ببنائه والي البصرة موسى بن عيسى العباسي بأمر من الخليفة هارون الرشيد، ليكون محطة لحجاج العراق من أهل البصرة. ويتكون هذا البناء من آبار وبركة لتجمع المياه على مساحة 150 مترا مربعا لها قنوات مشيدة بطريقة هندسية لتصفية المياه من الطين والشوائب وبجوارها بناء سد يحجز المياه ثم يوجه إلى البركة، إضافة إلى أبنية مختلفة على شكل غرف مربعة قد تكون مساكن، وكذلك وجود أقواس مصممة على الطراز الفارسي وقطع فخارية ملونة وأحجار مربعة للبناء. وأكد أهمية هذا الموقع من الناحيتين التاريخية والأثرية له، ووجوب المحافظة عليه ممن يعبثون ويبحثون عن القطع الأثرية، حتى لا تتشوه معالمه الطبيعية عن حالها ومن ثم تصعب إعادتها كما كانت عليه في الماضي، متوقعا في حال الاهتمام بهذا الموقع والتنقيب فيه سوف تظهر اكتشافات أكثر مما هو شاخص الآن على سطح الأرض.

وأوضح السبيعي أنه يوجد في حفر الباطن عدد من المواقع الأثرية القديمة التي يجب الانتباه إليها والمحافظة عليها حتى لا تندثر معالمها وتطمس بشكل كامل بسبب عوامل الرياح وتحرك الرمال مع الزمن، ويعمل لكل موقع تاريخي سياج لحمايته ولوحات إرشادية لتعريف الزائرين له بطبيعة هذا الموقع وتاريخه، لتتم المحافظة عليه وتكون دليلا لكل منطقة أو محافظة على هويتها التاريخية.