زيارتنا للجهات الحكومية لا تغني عن مناقشة تقاريرها في حضور مسؤوليها
اقترح الشيخ عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى، تشكيل لجنة مشتركة تجتمع دورياً كل ثلاثة أشهر لتفعيل أوجه التعاون بين مجلس الشورى ووزارة الصحة.
جاء ذلك خلال زيارة رئيس الشورى ونائبه وعدد من أعضاء المجلس أمس، إلى وزارة الصحة تلبية لطلب وزيرها الدكتور عبد الله الربيعة، لاطلاع المجلس على الخطط الطموحة واستراتيجية الوزارة، وقال آل الشيخ ''إن مثل هذه الزيارات لا تغني عن مناقشة تقارير الجهات الحكومية بحضور مسؤوليها، علماً أن المجلس لديه قائمة دعوات لزيارة الجهات الحكومية''.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الربيعة إن وزارته تمر حالياً بمرحلة كبيرة لإعادة الهيكلة، حيث تم إعداد الخطة الاستراتيجية الصحية للسنوات العشر المقبلة بعد دراسة مستفيضة. وأشار إلى حرص وزارته على كسب ثقة المواطن حيث تبنت شعار (المريض أولاً). ولفت إلى أن وزارة الصحة وضعت حلولاً عاجلة، ومتوسطة، وبعيدة المدى لمواجهة كل التحديات، كما تشهد حراكاً مستمراً لتطوير إداراتها وبرامجها المختلفة.
وأضاف أن الوزارة تبنت الاهتمام بالمواطن، وجعلت المريض هو محور الخدمات الصحية، حيث تسعى الوزارة لأن يكون هناك مريض أو مريضان منومان في الغرفة الواحدة.
ولفت الربيعة إلى أن الوزارة ورغبة في تحقيق شعار المريض أولاً، فقد استحدثت أخيراً العديد من البرامج التي تهدف لخدمة المرضى وكسب رضاهم، ومنها برنامج علاقات وحقوق المرضى، وبرنامج الطب المنزلي، وبرنامج إدارة الأسرة وغيرها. وأضاف أن زيارة رئيس مجلس الشورى وأعضاء المجلس تأتي تأكيداً للتوجيهات السامية الكريمة بضرورة تكاتف جهود جميع القطاعات وتضافرها لخدمة المواطنين الكرام، كما أنها تؤكد حرص الوزارة على الاستشارة بمرئيات أعضاء المجلس والاستنارة بخبراتهم وتجاربهم وبما يحقق تطلعات الجميع.
وأكد رئيس مجلس الشورى على توجيهات خادم الحرمين الشريفين بأن يكون المواطن السعودي أفضل مواطن على مستوى العالم وليس فقط على المستوى العربي، مبديا سروره بما شاهده من برامج وخطط الوزارة للسنوات العشر القادمة إضافة إلى ما تحقق من إنجازات صحية. وأكد اقتناعه بما قدمه وزير الصحة وطرحه من برامج وخطط صحية، مرحباً بدعوة الدكتور الربيعة التي تهدف إلى إطلاع المجلس على الخطط الطموحة واستراتيجية الوزارة التي أثلجت صدورنا.
وذكر آل الشيخ أنه تشرف بالمشاركة في حدثين مهمين يخصان وزارة الصحة في تفعيل برامجها أولهما مسألة زراعة الرحم، وكذلك برنامج الفحص قبل الزواج عندما تشرفت بمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووافق - حفظه الله - على البرنامج واشترط حينها ألا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وتعاليمها.
ونوّه رئيس مجلس الشورى وأعضاء مجلسه بالخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة خلال الأعوام من 1431-1440هـ، والمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي يعمل على تحقيق مبادئ العدل والمساواة والشمولية في توزيع الخدمات الصحية وسهولة الوصول إليها والحصول عليها.
وفي شأن آخر، قدّم الدكتور محمد باسليمان مدير عام التخطيط في وزارة الصحة عرضاً موجزاً للخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة للأعوام 1431-1440هـ، حيث حددت الوزارة العديد من الأهداف الاستراتيجية لتحقيقها خلال السنوات العشر المقبلة وهي اعتماد منهج الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، مع الاهتمام بالجانب البحثي والتعليمي، وإرساء ثقافة العمل المؤسسي، ورفع مستوى الجودة وقياس ومراقبة الأداء، واستقطاب الكوادر المؤهلة، وتنمية الموارد البشرية، وتطوير الصحة الإلكترونية ونظم المعلومات، والاستخدام الأمثل للموارد وتطبيقات اقتصاديات الرعاية الصحية، ودراسة طرق تمويلها حيث ترتكز هذه الخطة على خمسة محاور هي: منهج تقديم الخدمة، والحوكمة، والموارد البشرية، ونظم المعلومات، والتمويل. ويأتي ضمن هذه الخطة المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي يهدف إلى تعزيز الخدمات وتمويلها، وتوفير الخدمة الصحية والعدالة في التوزيع، وتحقيق سهولة الوصول إليها، ورفع مستوى جودة الخدمة المقدمة، وكذلك رفع كفاءة الأداء لخدمات الرعاية الصحية، إضافة إلى تحقيق شمولية الخدمة المقدمة للمستفيد لجميع مستوياتها.
بعد ذلك قدم الدكتور زياد ميمش الوكيل المساعد للطب الوقائي عرضاً لخطط وبرامج الطب الوقائي، والجهود التي تبذلها الوزارة لمنع وفادة الأمراض والقضاء على الأمراض وبالأخص أمراض الطفولة، حيث حققت الوزارة نجاحات عديدة في مجال التغطية باللقاحات للتطعيمات الأساسية بلغت نسبتها أكثر من 98 في المائة، كما انخفضت معدلات الإصابة بالأمراض.
ثم استعرض محمد خشيم الوكيل للتخطيط والتطوير برامج وأنظمة وزارة الصحة والتي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى أداء المرافق الصحية وتجويد الخدمات وتفعيل العمل المؤسسي للوزارة.
كما قدم المهندس أحمد البيز مدير عام المشاريع والشؤون الهندسية عرضاً لأبرز المشاريع الصحية التي تنفذها الوزارة وعددها (195) مشروعاً تشمل مدنا، وأبراج طبية، ومستشفيات تخصصية وعامة، ومراكز متخصصة، وإحلال البنية التحتية لبعض المستشفيات القديمة، إضافة إلى (1414) مشروعاً لإنشاء مراكز للرعاية الصحية الأولية.
كما قدم الدكتور محمد اليمني مستشار وزير الصحة المشرف على تقنية المعلومات والاتصالات، عرضاً لأبرز برامج الصحة الإلكترونية وتقنية المعلومات، حيث يتم حالياً تنفيذ خطة علمية استراتيجية لتقنية المعلومات، وعمل ميكنة لكثير من أعمال الوزارة، إضافة إلى إدخال برامج حماية المواليد في المستشفيات.
كما قام الدكتور خالد الحسين مدير عام الهيئات الصحية والمكاتب الصحية في الخارج بتقديم عرض لنظام الإحالة للحالات المرضية، والآلية المتبعة في ذلك للعلاج داخلياً وخارجياً وفق إجراءات تتم بأسلوب علمي وعملي وبما يضمن سرعة ودقة رعاية وعلاج المرضى والتي تتم عن طريق الهيئات الصحية العامة والهيئة الطبية العليا، حيث تمت خلال العام الماضي إحالة أكثر من 800 حالة للعلاج في الخارج، وأكثر من 43 ألف حالة للعلاج داخل المملكة. ثم جرى نقاش مفتوح والاستماع إلى مداخلات ومرئيات أعضاء مجلس الشورى، وتمت الإجابة عن استفساراتهم.