رفحاء .. بوابة التاريخ والثقافة تفتح ذراعيها للسياح
تمثل المواقع التراثية والتاريخية في محافظة رفحاء عامل جذب للسياح، إلى جانب المناظر البرية الجميلة التي تتميز بها عروس الشمال السعودي، التي تضم أحد أشهر الكهوف في قرية "الهبكة" (160 كيلو مترا غرب رفحاء)، حيث أكد أهالي القرية أنهم لا يعلمون شيئا عن نشأة هذه الكهوف، وكل ما يعرفونه أنها قديمة وتعود إلى تواريخ وأزمان غابرة، كما يوجد في القرية كهفان توجد بينهما آبار يتجاوز عددها 300 بئر. وتعتبر هذه الآبار أحد أهم الموارد المائية لسكان البادية في المنطقة، وتوجد حول الآبار التي تتوسط القرية مقابر كثيرة لم ينشأ حولها سور، توحي بأن مدتها تتجاوز 100 عام، فيما يشير الأهالي إلى أن هذه المقابر تعود إلى بعض القبائل التي كانت تتقاتل على الماء في الماضي، ويوضح سكان القرية أنه يفد إليهم عديد من الزوار من جميع مناطق المملكة رغم صعوبة الطريق إلى القرية لمشاهدة هذه الكهوف، مبينين أنها كانت مكانا لاستراحة المسافرين في السابق، الذين يستمتعون بالأجواء الباردة داخلها. وتتميز الكهوف بأجوائها الباردة.
#2#
حيث تراوح درجة الحرارة بين 15 و18 درجة في الوقت الذي تبلغ الحرارة فيه خارج الكهف 42 درجة، كما توجد داخلها كميات من الرمال الناعمة على شكل كثبان صغيرة، وتوجد داخل الكهف أعداد كبيرة من العظام بأشكال وأحجام مختلفة. وفي سقف الكهف توجد أحجار تلمع بانعكاس ضوء الشمس، وهي على أشكال بلورية وفي آخر الكهف ممرات صغيرة، إضافة إلى عديد من الكتابات التي لا يعرف تاريخها، فضلا عن التنوع التشكيلي داخل الكهف من رمال ناعمة وصخور بلورية وممرات ضيقة. ومع أن الأمر في مجمله بدا مرهقا إلا أن المغامرة في حد ذاتها تبرز الجانب الجميل للكهوف. ومن الآثار الباقية في لينة (105 كيلو مترات جنوب رفحاء) السوق القديم، الذي يعد من أقدم الأسواق التجارية في منطقة الحدود الشمالية، إذ أنشئ عام 1352هـ، بغرض التبادل التجاري بين تجار العراق وتجار نجد، وكان إلى وقت قريب يعج سوق لينة بالتجار العراقيين والسعوديين، وتوجد في لينة مخازن كبيرة لحفظ المواد الغذائية التي يتم جلبها من العراق ونجد، وتسمي (السيابيط)، فكان التجار يستخدمونها لتخزين بضائعهم من المواد الغذائية وغيرها، حيث ما زالت آثار السوق القديم باقية إلى وقتنا الحاضر. ومن الآثار التاريخية أيضا (آبار لينة)، إذ يوجد فيها ما يزيد على 300 بئر للشرب طمر الكثير منها، ما جعل المهتمين بالآثار في المنطقة يطالبون بالاهتمام بها لقيمتها التاريخية. ويعد درب زبيدة زوج هارون الرشيد، الذي شيد في عهد الدولة العباسية، من أشهر الدروب التاريخية التي يسلكها الحجاج إلى الديار المقدسة، حيث يبلغ طول هذا الدرب داخل الأراضي السعودية نحو 1400 كيلومتر، ورفحاء بوابته الأولى في السعودية ويربط بين الكوفة في العراق ومكة المكرمة، وينقل هذا الدرب الحجاج إلى الديار المقدسة وهو من أهم وأشهر الآثار في الجزيرة العربية، ويقع على هذا الدرب عديد من البرك والحصون والقلاع لتأمين الحجيج، ويبلغ عرض الدرب نحو 15 مترا ويمر بعديد من الجبال والرياض والمرتفعات والمنخفضات. ويروى أن الحسين بن علي - رضي الله عنه - سلك هذا الدرب في رحلته المشهورة بين مكة والكوفة حتى وصل كربلاء في عام 60 للهجرة، وقد اهتم الخلفاء العباسيون بهذا الدرب اهتماما كبيرا. وبذلك تكون محافظة رفحاء أحد المحاضن الرئيسية للتراث والتاريخ سواء من حيث جغرافية المكان وموقعه أو بما يزخر به من مقومات ثقافية، تجعل منها وجهة سياحية بامتياز.